أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو ، ذلك اليوم الذى شهد ملحمة مصرية يصعب تكرارها فى المستقبل القريب ولا حتى البعيد ، حيث خرج أكثر من ثلاثين مليون مصرى ملأوا الشوارع والميادين يعلنون رفضهم القاطع لحكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل وكان لهم ما أرادوا وانحاز إليهم أبطال الجيش والشرطة فى مشهد أذهل العالم وأفشل مخططات أهل الشر وأعوانهم.
كان فى صدارة المشهد الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع حينئذ ذلك البطل صاحب المواقف الشجاعة ، بل والمصيرية منذ ظهوره على الساحة السياسية فى أعقاب اندلاع أحداث 25 يناير 2011 وحتى يومنا هذا ، حيث كانت ولاتزال حماية وإنقاذ مصر وشعبها بمثابة الاختيار الأول ولن أبالغ إذا قلت الوحيد عند اتخاذه لأى موقف أو قرار مهما كانت الظروف والمخاطر التى قد يتعرض لها.
فقبل 12 عاما وتحديدا فى الثالث من يوليو 2013 وقف البطل عبدالفتاح السيسى متصدرا المشهد كما ذكرت فى البداية معلنا انحيازه وأبطالنا فى الجيش والشرطة إلى الملايين من المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين إبان ثورتنا العظيمة فى الثلاثين من يونيو ، قائلا لا للهيمنة الاخوانية ، لا لتفتيت المؤسسات الوطنية، لا لطمس هوية الدولة المصرية مؤكدا زوال حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل ولم ترهبه التهديدات الكثيرة التى أطلقتها الجماعة وأعوانها.
وعندما تولى مقاليد الحكم فى الثامن من يونيو 2014 أكد الرئيس السيسى مجددًا انحيازه لمصر وطنا ومواطنا وواجه كافة التحديات والمخاطر التى كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية، ولعل فى مقدمتها الهجمات الإرهابية الشرسة التى شنتها جماعة الإخوان ضد رجال الجيش والشرطة، بل ضد الشعب المصرى كله وخاض أبطالنا المعركة بقوة رادعة حتى كان النصر حليفهم و بالفعل تم القضاء على الإرهاب خاصة فى أرض سيناء الغالية عام 2019، فى نفس الوقت كانت مصر بقـــيادة الرئيس السيسى تخوض معركة أخرى لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب وهى معركة الإصلاح الاقتصادى والبناء والعمران.
ورغم تعدد المخاطر والتحديات ولن أبالغ إذا قلت التهديدات والمؤامرات التى كانت ولاتزال تحاك ضد مصر فإن الرئيس السيسى استطاع بحكمة وحنكة قيادة سفينة البلاد إلى بر الأمان حتى فى ظل احتدام جائحة كورونا وتداعياتها التى أصابت اقتصاديات كبريات دول العالم ومن بعدها اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وأخيراً وليس آخرا الأزمة الطاحنة التى ألمت بالمنطقة بسبب اشتعال الأوضاع بين الكيان الصهيونى والاشقاء فى فلسطين وتحديدا غزة والضفة الغربية فى أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس فى السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى ما تسبب حتى الآن فى استشهاد نحو 55 ألف شخص وإصابة وفقد أكثر من مائة وخمسين ألفا آخرين.
ومع تفاقم الأزمة واحتدام المعارك ظلت مصر على موقفها الثابت منذ اللحظة الأولى بضرورة التوصل إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتى يتم إنهاء الصراع بشكل قاطع مع رفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم سواء إلى مصر والأردن أو حتى إلى دول أخرى.
وكل يوم تؤكد « مصر السيسي» مجددًا تمسكها بموقفها التاريخى حيال القضية الفلسطينية ولم تفلح معها سياسة « العصا والجزرة « أو ألاعيب الترغيب والترهيب التى لوح بها الغرب ، لاسيما أمريكا وإسرائيل ، ولعل خير دليل على المواقف الشجاعة لزعيم مصر ما ذكره فى كلمته التاريخية أمام القمة العربية فى بغداد مؤخرا ، والتى أكد خلالها أنه حتى لو استطاعت إسرائيل تطبيع العلاقات مع كافة دول الوطن العربى لن يكون هناك سلام إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وعلى نفـس المنوال تتعامل مصر بقيادة الرئيس السيسى حيال الحرب التى اندلعت مؤخرا بين الكيان الإسرائيلى وإيران لمحاولة وقف التصعيد والوصول الى حل سياسى حتى لا تتفاقم الأمور ، مؤكدة رفضها الكامل للتصعيد الإسرائيلى ضد إيران .
وفى الوقت الذى هرب فيه البعض أو ذهب البعض الآخر وراء مصالحه الخاصة ، ظلت مصر بقيادة الرئيس السيسى واقفة تدعم وتساند، تبني، وتعمر ، وتعمل على حل وإنهاء أزمات متراكمة من عشرات السنين على كافة الجبهات اخيرا وليس آخرا وكما ذكرت فى مقال سابق فإن الرئيس السيسى منذ توليه المسئولية لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويؤكد أن تراب الوطن خط أحمر لم ولن نسمح لأى كائن من كان المساس به أو حتى الاقتراب منه، الأمر الذى يتطلب منا جميعا شعبا وجيشا وقيادة الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة كافة المخاطر أو التهديدات، فمصر فى وقت الجد تمتلك 120 مليون مقاتل هم خير أجناد الأرض كما أخبر الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 عام.