جميع البشر من سلالة قابيل أبن آدم الذى تملكه الشر فقتل أخاه المسالم الودود.. لذا فقد خلقنا وولد الشر معنا.. فرغم أن الله خلق البشر من أجل عمارة الآرض أبن آدم تفنن عبر العصور فى اختراع وسائل القتل والعدوان.. ليس دفاعا عن النفس بل بدافع السيطرة والغطرسة.. ولذاكرة التاريخ الكثير من المعارك والصراعات والحروب التى خاضها البشر ضد بعضهم.. أحيانا بأسباب وكثيرا بدون سبب .
ولن ينسى التاريخ أبدا أبشع عدوان شنه إنسان على أخيه الإنسان حين قصفت أمريكا اليابان بقنبلة نووية على مدينة هيروشيما عام 1945، ثم بقنبلة أخرى على مدينة ناجازاكى بعد ثلاثة أيام، فى عهد الرئيس الأمريكى ترومان.
القنابل النووية تصنع من مادة اليورانيوم، وهو معدن طبيعى مشع، ويعد من أثقل المعادن وزنا بعد الذهب والتنجستين. يوجد بكميات محدودة فى التربة والبحار والمناجم، وتعد كازاخستان وكندا وأستراليا وناميبيا من أكثر الدول إنتاجا له، بينما لا يتوفر بكميات كبيرة فى الولايات المتحدة. فى العالم العربي، يوجد اليورانيوم فى منطقة العين بالإمارات، وجبل صايد بالسعودية، وفى مصر بكميات مبشرة فى منطقة «العطشان» بالصحراء الشرقية، وجبل القطرانى شمال الفيوم.
الإنتاج العالمى لليورانيوم يقدر بحوالى 50 طنا سنويا، ويحتوى بشكل طبيعى على أكثر من 99 ٪ من وزنه على هيئة «يورانيوم 238» وهو عنصر خامل، بينما لا تتجاوز نسبة «اليورانيوم 235»- العنصر الفعال والقابل للإنشطار المستخدم فى الطاقة النووية- حوالى 7 فى الألف.
تعتمد استخدامات اليورانيوم على نسبة تركيز نظير «235». فعندما تكون بين 3 ٪ إلى 5 ٪، ُستخدم فى توليد الطاقة الكهربائية للأغراض السلمية. أما القنابل الذرية، فتتطلب رفع النسبة إلى 90 ٪، وهى عملية تقنية شديدة التعقيد تعرف باسم «تخصيب اليورانيوم»، وتنجز عبر منظومات دقيقة مثل الطرد المركزي، حيث يحول اليورانيوم إلى غاز ويضخ بسرعة هائلة لتفصل جزيئا وتركز الى النسبة المطلوبة منه تدريجيا.
وامتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم لا يعنى بالضرورة النية فى إنتاج قنبلة نووية.. ولكنه يمثل قوة إستراتيجية متقدمة.. والدول التى تملك قنابل نووية حاليا هى روسيا تليها أمريكا والصين وفرنسا وإنجلترا وكوريا الشمالية والهند وباكستان وإسرائيل إيران لم تصل بعد الى درجة تخصيب بدرجة 90 ٪ كافية لإنتاج القنبلة النووية.. رغم أن أمريكا وإسرائيل ترددان منذ عام 2011 بأن إيران فى طريقها لامتلاك القنبلة الذرية ويجب منعها.. فهى ذريعة أخرى من أجل العدوان عليها للقضاء على قدراتها العسكرية المتطورة.. وصورة متكررة لبشاعة وقسوة البشر من أجل فرض السيطرة والهيمنة.. وإرضاء مشاعر الغطرسة.. والتى ورثناها عن جدنا.. قابيل..