أثبت التجربة أن إقامة المونديال فى الصيف وبعد انتهاء المواسم المحلية فى البلدان المختلفة..سواء مونديال الأندية أو المنتخبات يتسبب فى ضرر كبير للاعبين ..لأن اللاعبين يخرجون من مواسمهم المحلية فى حالة إرهاق شديد بعد موسم شاق حافل بالتنافسية المحلية والقارية ..وبالتالى فإن مردودهم فى المونديال لا يكون فى المستوى المأمول.
الكثيرون يرفضون تماما هذه الفكرة ويرون أن إقامة المونديال فى منتصف الموسم المحلى أو بين الدورين الأول والثانى للدورى قد تتسبب فى خلل فنى وتسويقى للمسابقات المحلية والقارية.
والرد على هؤلاء بسيط وهو أن اللاعب سيشارك فى المونديال وهو فى فورمة فنية وبدنية جيدة ويعود بعدها للمسابقات المحلية والقارية وهو فى قمة اللياقة الفنية والبدنية.
ولنا فى مونديال قطر الأخير 2022 والذى حقق نجاحا كبيرا فنيا وجماهيريا..حيث أقيم فى أجواء شبه مثالية واستمتع الجميع بالمباريات سواء اللاعبون أوالجماهير..وعاد الجميع بعده للمسابقات المحلية والقارية دون شكوى ..بل على العكس انتهت هذه المواسم فى معظم الدول بشكل جيد وحصل اللاعبون على قسط كبير من الراحة السلبية قبل الاستعداد للموسم الجديد.
أما ما نشاهده فى مونديال الأندية بالولايات المتحدة فهو يدعو للشفقة ..أجواء حارة جدا ورطوبة عالية ولاعبون منهكون ..الأمر الذى أثر على مستوى المباريات ونتائج الفرق.
شاهدنا خللا كبيرا فى المستويات الفنية ..أندية كبيرة تخسر أمام فرق صغيرة ..وفرق أمريكا اللاتينية أكثر جاهزية وأريحية لأنها لا زالت فى منتصف الموسم بينما أندية أوروبا وأفريقيا وآسيا جاءت منهكة بعد انتهاء موسم طويل وشاق.
وهذا بالتأكيد لن يخدم هذه البطولة فى نسختها الموسعة والمطورة رغم أنها إلى حد الآن حققت نجاحا ملحوظا لدرجة أن البرازيل أبدت رغبتها فى تنظيم مونديال 2029.
عموما هذا الأمر يحتاج مراجعة من الفيفا الذى قد يواجه معارضة شديدة خاصة من الاتحاد الأوروبى الذى يعارض أساسا إقامة مونديال الأندية لأن مثل هذا المونديال قد يخطف الأضواء من دورى أبطال أوروبا.
طبعا هذا الاقتراح لن يرى النور إلا إذا تبنته بعض الاتحادات الوطنية أو بعض المسؤولين أصحاب الرأى المسموع فى الفيفا ..ولذلك أطالب الإتحاد المصرى والمهندس هانى أبوريدة والذى هو فى نفس الوقت عضو المكتب التنفيذى فى كل من الكاف والفيفا بتبنى هذا الإقتراح خاصة وأن هناك ناديين مصريين على الأقل سيشاركان فى مونديال 2029.