تشير بيانات علمية حديثة إلى أن العالم يواجه تحديًا حرجًا؛ فقد لا يتبقى سوى ثلاث سنوات فقط للحفاظ على هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية. فبالوتيرة الحالية للانبعاثات، قد يتم تجاوز هذا الهدف بحلول عام 2028، مما يعرّض ملايين البشر في الجنوب العالمي للخطر ويهدد النظم البيئية الهشة.
دعوة للتحرك العالمي العاجل والعدالة المناخية
في تعقيبها على هذه البيانات المقلقة، دعت كنزي عزمي، مديرة الحملات الإقليمية في جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الحكومات والمؤسسات الدولية والصناعات الملوثة (خاصة النفط والغاز والفحم) إلى اعتبار هذه البيانات “جرس إنذار”. وطالبت بـتسريع خفض الانبعاثات وتعزيز العمل المناخي، مؤكدة على ضرورة دفع تعويضات مناخية من دول الشمال العالمي لدول الجنوب العالمي، نظرًا لتحملها المسؤولية التاريخية الكبرى عن أزمة المناخ.
وأشارت عزمي إلى أن شركات النفط العالمية جنت أرباحًا هائلة على مدار عقود من التلويث، رغم إدراكها لخطورة الأزمة التي ستتسبب في تهديد الأرواح وتهجير المجتمعات وتدمير النظم البيئية، لا سيما في المناطق الأكثر ضعفًا كمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تمويل مناخي عادل ومبتكر لمواجهة الأزمة
بالتزامن مع هذه المعطيات، تشدد جرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على ضرورة أن تشمل نقاشات مؤتمر بون للتغير المناخي (اجتماعات الأجهزة الفرعية – SBs) ومؤتمر الأطراف القادم في بيليم بالبرازيل، التزامات واضحة وملزمة بتوفير تمويل مناخي عادل وكافٍ وغير مُثقل بالديون.
وأكدت المنظمة على عدم قبول استمرار بلدان الجنوب في تحمل عبء أزمات لم تتسبب بها، بينما تُترك دون دعم مالي يمكنها من التكيف، واستعادة النظم البيئية، وتنفيذ انتقال عادل ومستدام. وطالبت بمعالجة الفجوة الكبيرة التي تركها مؤتمر الأطراف 29 (COP29) فيما يخص هدف تمويل المناخ، وذلك عبر آليات تمويل مبتكرة وشفافة تلزم الدول الصناعية بدفع حصتها العادلة، بما يضمن العدالة المناخية ويمكّن المنطقة من الصمود في وجه الأزمات المتعددة.
واقع مؤلم وفرصة أخيرة
تتفاقم آثار تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تشهد المجتمعات موجات جفاف أكثر حدة، وارتفاعًا في مستوى سطح البحر، وحرائق ودرجات حرارة قياسية. هذه ليست مجرد تهديدات مستقبلية، بل واقع يومي ملموس.
واختتمت كنزي عزمي حديثها بالتأكيد على أن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنًا، على الرغم من أن “الطريق يضيق”. وحثت على التحرك الفوري لخفض الانبعاثات واستعادة الأنظمة البيئية، مشددة على أن ما نفعله الآن يحدد المستقبل. يذكر أن العلماء يحذرون من أن الميزانية الكربونية المتاحة لتحقيق هذا الهدف لا تتبقى منها سوى ثلاث سنوات.