على الرغم من الحروب إقليمية والدولية إلا أن التمويلات المالية الدولية تتدفق على مصرخلال الأشهرالأخيرة لتثبت ثقة المؤسسات المالية والمستثمرين من العالم كله فى اقتصاد مصر، لتضع بذلك قدميها على طريق استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته قبل سنوات بعد أن تمكنت من سداد إلتزاماتها المالية للدائنين ونجحت فى ضبط أسعارالعملات الأجنبية وفى مقدمتها الدولارلتخرج من عنق الزجاجة وتسير على طريق حل الأزمات التى تسببت فيها مشكلات عالمية بدأت بجائحة كورونا وتلتها الحرب الروسية- الأوكرانية وأخيراً الحرب فى غزة التى أدت إلى تأثر إيرادات قناة السويس سلباً إضافة إلى الصراعات فى الدول المجاورة خصوصاً السودان وليبيا إضافة إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن، لتبدأ مرحلة جديدة من تصويب سيناريوهات الإصلاح الاقتصادى حتى تصبح الأزمة التى مرت على مصر مثل سحابة صيف وصفحة من التاريخ، ولذا حان الوقت لأن نقول لقادة العالم جميعاً «أنصفوا مصر»، التى قادت الحرب على الإرهاب بجسارة وضحت باَلاف الشهداء من أجل استقرارالعالم وليس مصر فقط.
وضعت مؤسسات التمويل وصناديق الاستثمارالعالمية ثقتها فى القيادة المصرية واضعة فى اعتبارها أن مصرأكبر من أن تفشل وأنها رمانة الميزان فى الشرق الأوسط ويتعين على الجميع تقديم الدعم لها لبدء حقبة اقتصادية جديدة تعيد الاقتصاد المصرى إلى الطريق الصحيح، وكانت بداية الانفراجة الكبرى إعلان الحكومة فى 23 فبرايرالماضى عن صفقة استثمار تاريخية بين مصروجهاز أبوظبى للاستثمارالتابع لحكومة أبوظبى بقيمة 35 ملياردولار لتطوير مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالى لمصر، فضلاًً عن توقع دخول مليار دولار من البنك الدولى و1.07 مليار يورو من الاتحاد الأوروبى و820 مليون دولار من صندوق النقد الدولى إلى البنك قبل نهاية يونيوالمقبل.
أقول لكم، إن مصرالناهضة قادرة على عبور أزمتها الاقتصادية بإرادة شعبها ووعى جيشها وشرطتها ورؤية قيادتها الثاقبة وسط منطقة»مضطربة» إقليمياً تحاصرالحدود المصرية، لكن ما يحدث يؤكد أن مصر حددت موعداَ مع التعافى من تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية -الأوكرانية وقريباً الحرب فى غزة التى تخلق واقعاً مؤلماَللأشقاء الفلسطينيين، ولذا لم تتوقف مصر يوماً طوال 75 عاماً عن دعم هذه المشكلة التى صارت «قضية مصر الأولي» وخاضت من أجلها العديد من الحروب وضحت بأرواح 120 ألف شهيد، إنها مصرالمعطاءة العظيمة التى تشيد الجمهورية الجديدة على ركام أخطاء الماضي، ولذا يجب على العالم كله أن يعرف دورها التاريخى فى تحقيق الاستقرار إقليمياً وعالمياً، ولذا نقول للجميع أنصفوا مصر ولا تتركوها تواجه أعباء الصراعات الإقليمية والعالمية بمفردها لأنها خلقت قبل التاريخ وشعبها يستحق الحياة.