دى فانس: مستعدون للرد من «طهران» ولا نخشى صراعًا طويل الأمد
أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى كلمة ألقاها فى البيت الأبيض فجر أمس أن القوات الأمريكية نفذت هجوما جويا ناجحا على ثلاث منشآت نووية فى إيران، مشيرا إلى أن المواقع التى قصفت تشمل فوردو ونطنز وأصفهان. وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووى الأساسى فى فوردو، مؤكدا أن الموقع انتهي.
وقال ترامب إن الهدف من الضربات هو تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم ومنع أى تهديد نووى مستقبلي، مؤكدا أن المنشآت النووية الإيرانية الثلاث تم تدميرها بالكامل، وفق تعبيره.
ووصف ترامب العملية بأنها «نجاح عسكرى رائع ورسالة رادعة لطهران»، وأضاف: «على إيران الآن أن تصنع السلام، وإلا فإن الضربات المقبلة ستكون أكبر بكثير وأكثر دقة»، مشيرا إلى أن «أهداف الليلة كانت من الأصعب، لكن هناك المزيد إذا تطلّب الأمر».
وأكد ترامب أن الهدف الأساسى للعملية هو «منع امتلاك إيران لأى قدرة تهدد الأمن العالمي»، مشددا على أن «الولايات المتحدة ما زالت تملك قائمة بأهداف أخرى جاهزة، وأن إيران تواجه خيارين: السلام أو المأساة».
واستخدمت الولايات المتحدة لأول مرة فى التاريخ قنبلة «جى بى يو 57» الخارقة للذخائر، المعروفة أيضا باسم «قنبلة اختراق المخابئ»، فى ضرباتها على المنشآت النووية الإيرانية.
من جهته، قال نائب الرئيس الأمريكى جى دى فانس إن الولايات المتحدة مستعدة فى حال ردت إيران على الهجمات التى شنتها واشنطن، مضيفا أنه «لا يخشى أن يصبح هذا صراعا طويل الأمد»، حسبما نقلت شبكة «إن بى سي» الإخبارية.
وذكر فانس أن «القرار النهائى بشأن الضربات على إيران اتخذ قبل وقوعها مباشرة»، مؤكدا أن «لا أحد كان يعلم متى اتخذ ترامب قرارا بضرب إيران تحديدا».
أما وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث فقال إنه «تم القضاء على طموحات إيران النووية». وأضاف هيجسيث، خلال مؤتمر صحفي، أن «الضربات الأمريكية دمرت البرنامج النووى الإيراني، والهجمات حققت نجاحا مذهلا وساحقا»، وفق تعبيره.
وأشار الوزير الأمريكى إلى أنه «تم إعداد خطة قصف إيران على مدى شهور وأسابيع، لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس دونالد ترامب». وأضاف: «ترامب يسعى للسلام وعلى إيران أن تسلك هذا الطريق». وتابع وزير الدفاع الأمريكي: «أى رد إيرانى سيقابل بقوة أكبر من الضربة الأخيرة».
بدوره، تحدث قائد الجيش الأمريكى عن تفاصيل ضرب المنشآت النووية. وقال: «أطلقنا على العملية اسم «مطرقة منتصف الليل»، واضاف: «أمريكا استخدمت عدة أساليب خداع مع إيران فى أثناء التحرك لضرب المنشآت النووية».
فى السياق، قال مسؤولان فى وزارة الدفاع الأمريكية إن منشأتى «نطنز» و»أصفهان» النوويتين تعرضتا لقصف بصواريخ «توماهوك» أطلقت من غواصات. ولم يتضح عدد الصواريخ التى استخدمت فى استهداف هذين الموقعين.
من ناحية أخري، قالت وكالة رويترز عن مصدر إيرانى كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالى التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي، بينما دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاجتماع طارئ فى ظل التطورات الأخيرة.
وقالت رويترز نقلا عن المصدر الإيرانى الذى لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين فى موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأمريكية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطا وصف بغير العادى لـ16 شاحنة كبيرة بالقرب من مدخل تحت الأرض للمنشأة قبل حوالى يومين من الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حسب ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست».
وأفاد محلل فى شركة الاقمار الصناعية «ماكسار» لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، بأنه فى اليوم التالي، أظهرت صور جديدة أن غالبية الشاحنات تحركت بحوالى كيلومتر واحد إلى الشمال الغربي، مبتعدة عن المنشأة.
ولفتت الصور إلى وجود شاحنات وجرافات أخرى متمركزة قرب مدخل الموقع، ضمنها شاحنة واحدة كانت متوقفة مباشرة عند المدخل، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الأنشطة التى كانت تجرى قبيل الضربة.
على صعيد الردود الإيرانية المحتملة، ألمح الحرس الثورى الإيرانى إلى إمكانية استهداف القواعد والقوات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، واصفا عدد وانتشار وحجم القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة بأنه «لا يشكل قوة بل نقطة ضعف».. كما وافق البرلمان الإيرانى على إغلاق مضيق هرمز.
واعتبر الحرس الثورى أن واشنطن وضعت نفسها بشكل مباشر «على خط مواجهة العدوان»، فى إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتى تدخل يومها العاشر، أمس. وتوعد من وصفهم بـ»الغزاة»، إذ قال «على الغزاة الآن انتظار ردود ستجعلهم يندمون».
وأكد الحرس الثورى الإيراني، أن أى هجوم يستهدف التكنولوجيا النووية الإيرانية لن ينجح فى تدميرها، بل سيزيد من إدارة العلماء الإيرانيين الشباب فى مواصلة مسيرة التقدم والتنمية. وأضاف فى بيان أن الحرس الثورى يدرك جيدا ساحة هذه الحرب الشاملة والمفروضة، ولن يخيفه أبدا ضجيج ترامب والعصابة الإجرامية الحاكمة فى البيت الأبيض وتل أبيب».
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى إن الوكالة لا تتوقع حتى هذه اللحظة أن تكون هناك أى آثار صحية على الناس أو البيئة خارج المواقع التى تعرضت للهجوم فى إيران.
وأضاف جروسي: «سنواصل مراقبة وتقييم الوضع فى إيران، وتقديم المزيد من التحديثات عند توفر معلومات إضافية».
وقال مدير وكالة الطاقة الذرية إنه أكد مرارا أن المنشآت النووية يجب ألا تكون هدفا للهجوم مطلقا، مشددا على ضرورة «وقف الأعمال العدائية لتمكين الوكالة من استئناف أعمال التفتيش الحيوية فى إيران».
ودعا جروسى لاجتماع عاجل لمجلس محافظى الوكالة الأممية، اليوم الاثنين، لمناقشة التطورات الخاصة بالضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية.
وكان جروسي، نفي، فى وقت سابق، حدوث أى تسرب إشعاعي، نتيجة الضربات الأمريكية، لكنه أشار فى رسالة إلى مجلس الأمن الدولى التابع للامم المتحدة، إلى أن «الخطر لا يزال قائما».
وأضاف جروسي، فى منشور على منصة «إكس»، «تسببت الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، فى تدهور حاد فى السلامة والأمن النوويين».
من جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن أحدث قصف عسكرى على منشأة أصفهان النووية فى إيران أصاب 6 مبان، بالإضافة إلى 4 تضررت فى قصف سابق، لكنها لم يكن بها مواد نووية.
وأضافت، فى بيان: «المنشآت المستهدفة اليوم إما أنها لم تكن تحتوى على مواد نووية أو احتوت كميات ضئيلة من اليورانيوم الطبيعي أو منخفض التخصيب، مما يعنى أن أى تلوث إشعاعى يقتصر على المباني التى تضررت أو دمرت».
من جهته، قال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس، فى رسالة إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن طهران تريد إجراء تحقيق فى الهجمات الأمريكية علي مواقعها النووية.
ووفقا لما نقلته وسائل إعلام إيرانية حث إسلامى على التنديد بالتحرك الأمريكى واتخاذ الإجراءات المناسبة.
وانتقد إسلامي، جروسى بسبب اعتبره «تقاعساً وتواطؤا»، وقال إن إيران ستتخذ الإجراءات القانونية المناسبة لمعالجة هذه المسألة.