توالت ردود الأفعال العالمية بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تنفيذ ضربات جوية مدمرة استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية فى إيران. وفيما تتصاعد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة فى الشرق الأوسط، حثت كايا كالاس، مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات، وقالت كالاس فى منشور عبر منصة «إكس»: «يجب ألا يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي».
فى الأثناء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين إن طاولة المفاوضات هى السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة فى الشرق الأوسط، مضيفة أنه يجب ألا تملك إيران أسلحة نووية تحت أى ظرف من الظروف.
كتبت عبر منصة إكس «مع بلوغ التوتر فى الشرق الأوسط ذروته، يجب أن يكون الاستقرار هو الأولوية.. واحترام القانون الدولى أمر بالغ الأهمية».
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن «قلقه» الشديد للغاية إزاء استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران، وقال إن هذا تصعيد خطير فى منطقة متوترة بالفعل.. وتهديد مباشر للسلام والأمن الدوليين.
تابع جوتيريش فى بيان صدر عن المتحدث باسمه: «هناك خطر متزايد بأن هذا الصراع «الإسرائيلى – الإيراني» قد يخرج عن السيطرة بسرعة مع عواقب كارثية على المدنيين فى المنطقة والعالم». ودعا جوتيريش الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والالتزام بواجباتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة وغيره من قواعد القانون الدولي.
فى روسيا، قال دميترى ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسى عبر تليجرام «ترامب الذى جاء رئيساً صانعاً للسلام، بدأ حرباً أمريكية جديدة بمهاجمة إيران». وحذرت روسيا، التى تربطها علاقات وثيقة بإيران، بشدة من التدخل العسكرى الأمريكى إلى جانب إسرائيل فى الحرب التى بدأت قبل 10 أيام.
فيما حث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً فى بيان صادر عن الحكومة البريطانية، عقب الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية، أن الأولوية لا تزال «تحقيق الاستقرار فى المنطقة».
و قالت وزارة الخارجية التركية إن القصف الأمريكى للمنشآت النووية الإيرانية «زاد من خطر تحول الصراع الإقليمى إلى عالمي»، مضيفة أن أنقرة تشعر بقلق بالغ إزاء التداعيات المحتملة لهذه الهجمات. ونادت الوزارة، فى بيان، بضرورة عدم السماح باتساع رقعة الهجمات لتصبح حرباً عالمية أوسع، داعية جميع الأطراف إلى التصرف بمسئولية ووقف الهجمات على الفور. وأكدت أن المفاوضات وحدها هى السبيل لحل النزاع النووى بين طهران وواشنطن.
فى غضون ذلك، أعربت الدول العربية عن قلقها للتدهور الذى بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية حيث قالت وزارة الخارجية القطرية، فى بيان، إن هناك ضرورة لوقف العمليات العسكرية والعودة فوراً للحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة. وحذرت من أن «التوتر الخطير» الذى تشهده المنطقة سيقود لتداعيات كارثية على المستويين الإقليمى والدولي.
أعربت سلطنة عمان عن بالغ القلق والاستنكار والإدانة للتصعيد الناجم عن الأحداث، داعية لخفض التصعيد الفورى والشامل. وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء العمانية بأن «ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يهدّد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة الذى يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقّها المشروع فى تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية».
قالت الخارجية السعودية فى بيان إن المملكة تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث فى إيران وأكدت إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة طهران، معربة عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.
وفى بيروت، حذّر الرئيس اللبنانى جوزيف عون من ارتفاع منسوب الخوف على نحو يهدد الأمن والاستقرار فى أكثر من منطقة ودولة، داعيا عبر منشور على منصة «إكس»، إلى ضبط النفس واطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادى المزيد من القتل والدمار.
كذلك أعربت الإمارات عن «قلقها البالغ» إزاء استمرار التوتر فى المنطقة، وطالبت بضرورة الوقف الفورى للتصعيد لتجنب انزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.