و«قافلة الرقص».. وجيل «حليم».. ونور الصبح
يبدو أن التاريخ سوف يعيد نفسه مرة أخرى..! فقبل 37 عاماً فإن آية الله الخمينى وقف فى طهران ليعلن قبول قرار وقف الحرب مع العراق وقال فى ذلك إن القرار كان بمثابة «تجرع كأس السم»..!
واليوم فإن المرشد الإيرانى على خامنئى قد يكون مطالباً باتخاذ قرار مشابه لما أقدم عليه الخومينى من قبل ويتجرع – أى يتناول – كأساً آخر من السم مقابل وقف الهجمات ضد بلاده بعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد إيران إلى جانب إسرائيل ودمرت مفاعلات إيران النووية وقضت – كما يقول ترامب – على القدرات النووية الإيرانية نهائياً.
وإيران فى حاجة إلى قرار شجاع لأن أهداف الحرب قد تغيرت الآن من القضاء على القدرات النووية الإيرانية إلى الإطاحة بالنظام تماماً وإدخال إيران فى دوامة من الفوضى الداخلية شبيهة بما حدث فى العراق من قبل.
ولن يكون سهلاً على على خامنئى أن يتجرع كأساً آخر للسم يوقف به الحرب الدائرة لأنه لن يكون قراراً شبيهاً بما اتخذه الخومينى، فالقرار الجديد هو قرار استسلام ولكنه رغم ذلك قد يكون أفضل مرحلياً لإنقاذ إيران من الدمار ومن مصير غامض ينتظرها.
والواقعية تحتم اتخاذ القرارات المصيرية بعيداً عن الهيجان العاطفى ولغة الرد والانتقام.. فالمعركة لا تتسم بالتكافؤ.. وقد يكون ممكناً لإيران مواصلة حرب استنزاف مع إسرائيل بصاروخ هنا وهناك.. ولكن الحرب مع أمريكا شىء آخر.. ترامب لا يصبر كثيراً..! والانسحاب التكتيكى بتجرع كأس السم قد يكون الأفضل الآن.
> > >
ومن طهران التى واجهت خدعة ترامب الذى أمهلها أسبوعين ولكنه لم ينتظر عدة ساعات ليدمر مفاعلاتها النووية إلى الذين مازالوا يتحدثون عن قافلة الصمود التى اعتقدوا أنهم من خلالها سوف ينقذون سكان غزة ويفتحون أمامهم كل الحدود.. وأفضل ما قيل عن هذه القافلة «الصوتية» إنها كانت قافلة «للرقص» والهتافات..! مشاركون قد تكون للبعض منهم دوافع إنسانية نبيلة ومقبولة.. ولكن الهدف لم يكن نبيلاً على الاطلاق.. والدوافع الخفية كانت أشد خطراً..!
> > >
ودعونا.. نحن جيل عبدالحليم حافظ نحتفل بذكرى ميلاده.. دعونا نتوه بين الزحام والناس.. ويمكن ننسى كل الناس ولا ننسى حبايبنا أعز الناس حبايبنا.. وحليم هو من أعز الناس.. حليم هو مطرب الثورة.. مطرب الحلم والعروبة والقومية.. مطرب الحب والعشق والموعود بالعذاب فى الحب والحياة.. والذى وجد ضالته أخيراً عندما فاتت جنبنا من أعجب بها وأعجبت به وفضلته على صديقه الذى كان واقفاً بجواره.. وعبدالحليم هو الذى أرسل إلينا برسالة من تحت الماء يستغيث فيها من الغرق وإن كنت حبيبى ساعدنى كى أرحل عنك.. أو كنت طبيبى ساعدنى كى أشفى منك.. ولو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت.. وإن كنت قوياً أخرجنى من هذا اليم فأنا لا أعرف.. لا أعرف فن العوم.
ونحن جيل عبدالحليم غرقنا بعدك فى بحر من الظلمات ضاع فيها الغناء والطرب والكلمات والألحان.. وضاع معها الحب والجمال والأحلام وماتت الدمعة فى الأحداق وانتحرت كل الأشواق.. ولم نستطع أن نتنفس تحت الماء.. ولم يخرج صوتنا من أعماق البحر.. لم يصل لأحد.. نموت تباعاً الواحد تلو الآخر وإن كان موتنا لم يكن فى بحر الحب..!
> > >
وبلدى طنطا.. وما حدث فى طنطا قبل عدة أيام كان خطيراً.. مؤلماً.. مخيفاً.. مقلقاً.. فطنطا الآمنة الوادعة استيقظت على طبيب شهير مسن وقد عثروا عليه مقتولاً فى شقته مكبل اليدين والفم..! ولم تمض ساعات قليلة إلا وكان رجال الأمن قد توصلوا إلى الجناة.. متسولة وزوجها «مبيض محارة» أعماهما الطمع ولم يكتفيا بما يقدمه الطبيب للمتسولة من مساعدات مالية عطفاً عليها.. فذهبا إليه فى شقته وباغتاه بالهجوم وقيداه وضرباه وقتلاه وسرقا ما استطاعا الحصول عليه واعتقدا أنهما فى أمان وسلام وأن الجريمة لن تكتشف بموت الطبيب الذى كان يقيم وحده..!
وطنطا هدأت اليوم.. طنطا اطمأنت أن العدالة جاءت سريعة بعد نجاح الأمن فى القبض على الجناة.. وطنطا ستنام بعدأن استوعبت الدرس.. والدرس دائماً معروف.. اتق شر من أحسنت إليه..!
> > >
وبصراحة.. وبكل صراحة.. الفنانة هند صبرى لم تكن موفقة فى حديثها عما يسمى بقافلة الصمود.. إما عن سوء فهم وإما عن عاطفة زائدة.. وإما عن انتماء لبلد آخر.. ولكنها فى كل الأحوال مطالبة باعتذار واضح صريح للبلد الذى منحها جنسيته والبلد الذى يجب أن تلتزم بقوانينه وسياساته.. وإذا كان لها رأى آخر غير ذلك فلترحل غير مأسوف عليها..!! الجنسية ليست مجرد جواز سفر.. الجنسية انتماء وولاء ولا شىء آخر.
> > >
ونهدأ ونعيش مع أم كلثوم.. ونور الصبح صحى الفرح، وقال للحب قوم نفرح، من فرحتى فرحتى عشت مع الفرحة.. من فرحتى فرحتى لا بانام ولا بصحا، ولقيتنى معاك باعيش وياك معاك، باعيش فى ربيع مفيش كدا، مفيش كدا، مفيش كدا بين شوق ما ينتهيش وشوق وشوق وشوق تانى ابتدا.
وآه.. آه يا ثومة.. مفيش فعلاً كده..!
> > >
وأخيراً:
وحتى النوم لم يعد ملجأ للهروب أصبح كل شىء صعبا.
> > >
ويهزم الإنسان عندما يكون لديه ما يخاف من فقدانه.
> > >
والثروة التى لا تقدر بثمن بيت آمن، جسد معافى ولقمة هنية
وبال مرتاح وقلب مطمئن.