جمعتنى الصدفة الطيبة بصديق عزيز بعد حوالى 40 عاماً فى الغربة التى التقينا فيها.. وعملنا معاً فى النشاط الإعلامى.. استمر هناك بعد ما عدت بسنوات.. ثم استقرت به الأحوال فى الوطن الغالى.. بين الأبناء والأحفاد.. عرفت منه أنه يسكن أعلى أدوار عمارة.. ويشغل وقته بزراعة السطح بالزهور والخضروات.. ووجد السكينة والهدوء فى هذا النشاط.. تواكب هذا الحدث البسيط الوحيد.. مع المكالمة الهاتفية الأسبوعية لى مع الصديق الغالى د. عمر الطنوجى الأستاذ المتفرغ بزراعة الإسكندرية ورائد النشاط التطوعى بالجامعة والمحافظة لنشر اللون الأخضر.. فى الشوارع والميادين ومتخللات العمارات.. أشجار مثمرة ذات نفع عظيم.
وجدته يحدثنى عن فكرة بسيطة جميلة تستحق اهتمام الدولة والمجتمع نبحث فى دراسة علمية أكدت امكانية زراعة أسطح المنازل بعد تخلصها من النفايات.. بمعدل يصل إلى مليون فدان.. يمكن استثمارها فى زراعات مفيدة من الخضروات والمحاصيل التى يحتاجها كل منزل تضاف إلى ما يصل للمدن ويعرض فى الأسواق.. بأسعار تخضع للعرض والطلب.. وترتفع من حين إلى حين.
واقترح أن تقوم بهذه المهمات ربات البيوت وشباب الخريجين أو الطلاب فى أوقات الإجازات.. والتعامل معها كهواية جميلة سهلة تحقق عائداً معقولاً وتلبى الاحتياجات.
وذكرنى د. عمر بمبادرة زراعة الأسطح التى اطلقت منذ سنوات ولكنها لم تنتشر لظروف متعددة.. أهمها عدم المتابعة وفقدان الحماس.
أشار د. عمر إلى حب الخضرة والجمال.. داخل نفوس الجميع.. مصحوباً باستعدادهم النفسى لممارسة هذه الهواية.. بما تحققه من إضافة للدخل القومى والاقتصاد.. ودعا لفتح ملف الاستفادة الرشيدة لتحويل مخلفات الحقل إلى صناعات ريفية مطلوبة وناجحة.. تحل المشكلة وترفع دخل الفلاح الذى يراهن على ارتفاع الوعى لديه.. ويفتح نافذة جديدة لريادة الأعمال.
وقبل نهاية الاتصال.. يطمنى د. عمر الطنوجى ابن الإسكندرية وعاشقها على أن الأمطار الصيفية التى استمرت 4 ساعات.. خلفت رصيداً من المياه استقر فى جوف الأرض.. يكفى لزراعة 8 ملايين فدان فى يوم.. اعتقد أن حديث د. عمر والحل الذى اختاره صديقى متلازمان.. يشيران إلى أهمية الدعم الشعبى والمجتمعى لمبادرة الأخضر.. وإضافة هذا النجاح الجديد.. زراعة أسطح المنازل.. لم لا.