أصبحت المؤسسات الدولية بلا قيمة أو دور فعال فى ظل قواعد تسلبها الأهداف المطلوبة لحفظ الأمن والأمان وحل النزاعات بين الدول والأمم وانفاذ القوانين الدولية والإنسانية.. خاصة فى ظل ما يسمى حق النقض «الفيتو» للدول دائمة العضوية.. مما جعل المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحده بلا فائدة.. وتتحكم فيها الدول الكبرى حسب مصالحها الشخصية بعيداً عن الهدف الحقيقى والمعلن بحفظ الأمن الدولى.. ويكفى ما شاهدناه من عشرات استخدام الولايات المتحده الأمريكية حق النقض « الفيتو « لحماية الكيان الصهيونى ضد اى قرارات تدين المجازر وقتل الاطفال والنساء والشيوخ وعمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى الاعزل.. وغيرها من القرارات الظالمة التى مكنت إسرائيل من العبث وعدم المبالاة.. وتتصرف بكل ثقة انها سوف تفلت من اى عقاب دولى بسبب حماية الفيتو الأمريكى مما يتطلب اما الغاء حق النقض « الفيتو» نهائياً أو مقاطعة كافة الدول للمؤسسات الدولية وعدم الاعتراف بها لعدم قيامها بالدور المنوط بها والضغط لتصحيح مسارات وقوانين هذه المؤسسات.
كل مشاريع القرارات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تهدف إلى وقف الجرائم الإسرائيلية البشعة ضد أهلنا فى غزة وفلسطين والدول العربية باءت بالفشل والافلات من العقاب والتى كانت تهدف إلى إنقاذ الأبرياء والمدنيين وضمان الأمن والسلم الدوليين.
يجب إصلاح مجلس الأمن بشكل شامل وتصحيح العوار الخاص بما يسمى حق الفيتو .. ان إسرائيل ارتكبت وترتكب جرائم حرب ضد الإنسانية فى غزة وسوريا ولبنان ومعظم دول المنطقة وأخيراً ايران.. ومن المدهش حقا ان تقوم إسرائيل بتدمير نحو 70 مستشفى فى قطاع غزة وتقتل الآلاف من المدنيين والمرضى والنساء والأطفال والشيوخ ولا نجد أى ادانة أو عقوبة من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولى فى حين عند قيام إيران بإصابة جدار مستشفى داخل الكيان قامت الدنيا باعتبارها جريمة لا تغتفر.. مما يؤكد اننا نعيش فى عالم منافق ومزدوج المعايير وعلينا ان نفوق ونعيش الواقع الاليم حتى نستطيع علاجه والتعامل معه اما بالمطالبة بالغاء «الفيتو» أو عدم الاعتراف بالمؤسسات الدولية.
ما زالت الوحشية والهمجية الصهيونية تتحدى الانسانية وتقتل آلاف الشهداء الابرياء من المدنيين الفلسطينيين.. ويبقى الآن التحدى فى فضح المؤسسات الدولية المتخاذلة والمنبطحة تحت غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية التى ترعى الإرهاب الصهيونى.
إذا لم يستفق العالم العربى وإنهاء الخلافات وتحقيق الوحدة والتكامل والقوة فسوف نستمر فى نزيف الدماء.. فالقوة هى من تحكم وتتحكم حالياً.