عام جديد يمر..وايام قليلة ونحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو من جديد بمرور 12 عاما على الثورة التى تمكن فيها المصريون من استعادة وطنهم من حكم المرشد وجماعة الإخوان الإرهابية..بعد عام أسود قفزت خلاله الى حكم مصر..شاهدنا خلاله كل قيادات الجماعات الإرهابية التى نشرت الرعب فى البلاد من خلال جرائمهم الإرهابية يتقدمون الصفوف فى كل المناسبات القومية.. حتى فى احتفال نصر السادس من اكتوبر شاهدنا قتلة الرئيس الراحل انور السادات يجلسون فى مقصورة استاد القاهرة.. وكأنهم اصحاب النصر.. عام مر علينا ونحن نتابع ونرصد كل خطواتهم التى كانت تشير وتؤكد انهم لا وطن لهم..وان انتماءهم فقط الى جماعتهم.
واليوم علينا ان نتذكر جميعا هذا العام الاسود الذى مر على المصريين تحت حكم المرشد.. وكيف نجح الشعب المصرى فى التخلص من هذا الحكم الاستبدادى.. اتذكر هذا اليوم منذ 12 عاما..يوم 24 يونيو 2013.. ونحن فى طريقنا الى منطقة كوبرى القبة فى المساء.. لننضم انا ومجموعة من الأصدقاء الى مسيرة توجهت الى مقر وزارة الدفاع لتطالب الجيش متمثلا فى الفريق عبد الفتاح السيسى أن ينضم الى الشعب..ويدافع عنه ضد بطش جماعة الإخوان الإرهابية.. وجرائمهم المستمرة ضد الشعب المصرى.. وجرائمهم المتوقعة يوم 30 يوينو.. اليوم المقرر لثورة الشعب.. حيث كانت ميليشياتهم التى يقف على تدريبها أسامة ياسين وزير الشباب آنذاك كان يعرف باسم «الفرقة 95».. وباقى بلطجية الإخوان الذين كانوا على اتم الاستعداد لتكرار جرائمهم التى نفذوها ضد كل من تجرأ وذهب للاحتجاج امام قصر الاتحادية.. اعتراضا على الاعلان الدستورى الذى أله مرسى نفسه من خلاله.. محصنا جميع قراراته السابقة واللاحقة هو ومرشده ومكتب ارشاده.
نعم ذهبت مع الآلاف من المصريين وعندما وصلنا امام وزارة الدفاع فى شارع الخليفة المأمون.. علت صيحاتنا لنردد جميعا هتافات كثيرة فى مقدمتها «انزل يا سيسى.. مرسى مش رئيسى».. والجميل فى الأمر ان المسيرة كانت تضم مصريين من جميع الاعمار رجالا ونساء.. شبابا وشيوخا.. وحتى الاطفال بصحبة اسرهم.. ولا اعرف لماذا اشعرتنى هذه المسيرة بالفرحة والسعادة..وببداية انتصار الشعب المصرى على مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية ومكتب ارشادهم خاصة مع مرور الوقت وزيادة اعداد المشاركين فى المسيرة..
وعندما هممت للانصرف عند منتصف الليل تمنيت ان تكون ايام الإخوان فى الحكم معدودة.. وان ينصرنا الله..وعلى الرغم من القلق الذى كنت اشعر به..ومثلى كثيرون مما ينتظرنا..وينتظر مصر.. الا ان صحوة الشعب المصرى.. ونزوله الى الشارع بهذه الاعداد غير المسبوقة.. وعدم خوفهم من بطش الإخوان.. كان لان خوفهم على مصر كان اكثر.. ومع مرور الوقت ونحن فى هذه المسيرة بدأنا نلاحظ زيادة اعداد المشاركين من كبار السن والسيدات..وهم من كان يطلق عليهم «حزب الكنبة».. ولابد ان اشير هنا الى مسيرات عديدة شاركت فيها..ولكن هذه المسيرة كانت مختلفة.. لانها لم تتجه الى ميدان التحرير.. بل اتجهت لوزارة الدفاع.. وهى اشارة هامة ودلالة كبيرة على ثقة الشعب المصرى فى جيشه.. لانه من يوفر لهم الامان..وثقتهم فى انه لن يتخلى عنهم وسينحاز اليهم.. وسينقذهم فى الوقت المناسب.
واقسم بالله اننى مع مغادرتى للمكان فى هذا اليوم بعد ان ظللنا نهتف امام وزارة الدفاع منذ الساعة السابعة مساء وحتى منتصف الليل..انتابنى شعور بالسعادة والفخر لاننى واحد من ابناء هذا الوطن الذى نزل ابناؤه الى الشوارع دفاعا عنه..ولاستعادته من مخالب جماعة الإخوان الإرهابية.
كنا امام تحد كبير..وكل الاحتمالات مطروحة..ولكن آمال الشعب المصرى وطموحاته فى نجاحه فى ازاحة الجماعة الإرهابية عن حكم مصر..كانت غير محدودة..وتوالت الايام.. وكل يوم يمر وصولا الى 30 يونيو يزداد سقف الطموحات والآمال..وثقة الشعب فى نجاح ثورته ضد جماعة الإخوان الإرهابية..ولم ترهبه تصريحات مكتب الارشاد وقيادات الجماعة الإرهابية..و رغم ما كنا نشعر به من مرار لاننا عايشنا على مدار عام كامل الإخوان ..وتابعنا ارهابهم..الا ان الفرحة فى هذا اليوم كانت كبيرة..لاننى شعرت ان الشعب خرج الى الشوارع ولن ترهبهم الجماعة بتصريحاتها وتهديداتها المستمرة واستقوائها بالخارج..
واتذكر فى هذا اليوم وانا فى طريق عودتى الى منزلى كانت ازمة البنزين على اشدها..وطوابير السيارات امام محطات البنزين تغلق معظم الشوارع الرئيسية..لترى البؤس فى عيون الجميع..وان شاء الله نواصل فى مقال قادم..وتحيا مصر .