بعيداً عما يجرى أمام أعيننا ونراه بعدسات مصغرة نذهب بنا بعيداً عن الصورة الكلية الحقيقية، بالأمس كتبت هنا محذرا الجميع من الوقوع فى فخ عبادة التفاصيل، وحتى لا نغرق فى بحورها، علينا أن نعيد هنا الاعتبار للأفكار الكبرى التى ابتلعتها تلك المنمنمات المهلكة.
أولاً: نحن فى ظل نظام عالمى جديد تماما، يقوم على أساس القوة وليس القانون، عالم لا يعرف القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة وأدنى قواعد الإنسانية، العالم الجديد بلا ضمير يمارس النفاق والكذب دون تردد، عالم بلا مؤسسات دولية محترمة تستطيع أن توقف الظلم عند حدوده وتنصر المظلوم بالأفعال لا الأقوال.
>>>
ثانياً: منطقة الشرق الأوسط وإقليمها البائس بدت كالبقرة التى تذبح أحيانا وتحلب أحيانا وتحرق كثيرا وتباد كثيرا وتبتز دائما بحسب مصالح الإمبريالية الدولية الحديثة التى تتحكم فى العقل الجمعى للناس عن طريق التكنولوجيا وثورة الذكاء الاصطناعي.
ثالثاً: هناك خطة موضوعة ومتفق عليها بين القوى الكبرى بأن تصبح اسرائيل هى القوة الوحيدة المهيمنة على الشرق الأوسط فى نسخته الجديدة، هذه الخطة بدأت مراحلها النهائية فى السابع من أكتوبر 2023 بالتخلص من حماس وحزب الله والنظام السورى والميليشيات التابعة لإيران.
>>>
ووصلت تلك الخطة إلى محطتها قبل الأخيرة فى الثالث عشر من يونية عندما انطلقت الصواريخ الاسرائيلية تدك المواقع العسكرية الإيرانية وتجز رقاب علماء الذرة الإيرانيين، قامت إسرائيل بتمهيد الأرض وضرب الدفاعات الجوية واصطياد القادة الإيرانيين واحداث خلل فى منظومة المعلومات باختراقها هذا الاختراق الفاضح، لقد سمحت إسرائيل – ربما عن عمد – الصواريخ الإيرانية أن تصل وتقصف وتدمر بنايات إسرائيلية على مرأى ومسمع من العالم حتى تنال تعاطفا دوليا، بالأمس بدأت الخطة تتحرك صوب محطتها الأخيرة.
>>>
عندما دخلت أمريكا على الخط وقامت باستخدام قدراتها التدميرية عبر قاذفات B-2 وقامت بقصف مفاعلات فوردو ونطنز وأصفهان بعشرات الأطنان من المواد المتفجرة، قبل أن تعود الطائرات الأمريكية إلى قواعدها سالمة، ويخرج الرئيس ترامب ليزف للاسرائيليين الخبر، ويخاطب القادة الإيرانيين بقوله «إنها ضربة واحدة وليست حرباً شاملة، عليكم اختيار السلام فى هذه اللحظة، وأى رد إيرانى على القواعد الأمريكية سوف ندخل الحرب بشكل شامل» بيد أن الخطة قد وضعت بعناية فائقة وأظن أنها كانت ستنفذ فى كل الأحوال، سواء كان ترامب أو أحد حمائم الحزب الديمقراطي.
>>>
والآن نطرح تلك الأسئلة ريثما وصلنا إلى حقيقة ما يجرى خلف الأسوار – هل أبلغت الإدارة الأمريكية الإيرانيين بموعد قصف المنشآت النووية الثلاثة فى نطنز وفوردو واصفهان قبل القيام به؟
– هل أبلغت أمريكا الإيرانيين بأن هذه الضربة ستكون لمرة واحدة دون معاودة ولن يكون هناك حرب ممتدة طالما التزمت إيران بعدم الرد؟
– ماذا لو ردت إيران بضرب القواعد الأمريكية فى الخليج أو إغلاق مضيق هرمز؟
– هل ستترك أمريكا إيران – لتحفظ ماء وجهها أمام شعبها وأذرعها – لتوجه ضربات صاروخية إلى إسرائيل دون أن تتدخل؟
>>>
والإجابات قيد التحميل