مع امتداد رقعة الدمار فى منطقة جديدة فى الشرق الأوسط فى ظل تصاعد وتيرة الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، بشكل غير مسبوق، أصبح ضجيج الآلة العسكرية يمتزج مع أنين الشعوب المتضررة فى المنطقة، مطلقاً جرس انذار بأن الوضع قد ينزلق إلى كارثة كبيرة، لا سيما فى ظل التهديدات الأمريكية بالانخراط فى هذا الصراع.
أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية والاتصالات الصوتية أن ست قاذفات شبحية من طراز بى – 2 انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية فى ميسوري، متجهة نحو قاعدة جوية أمريكية فى جوام فى المحيط الهاديء وذلك وفقاً لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.
وتعتبر هذه القاذفات الوحيدة القادرة على حمل ما يعرف باسم «أم القنابل» التى تستطيع خرق التحصينات تحت الارض كمنشأة فوردو الإيرانية، وتعد هذه القنبلة الأقوى فى العالم حيث تزن 30 ألف رطل.
وعلى صعيد هذه التحركات الأمريكية وتهديدات الرئيس الأمريكى باحتمالية التدخل لصالح إسرائيل، قال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «CIA»، ليون بانيتا، إنه و»بلا شك» الولايات المتحدة ستغرق فى حرب إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط إذا ضربت إيران.
أضاف بانيتا الذى شغل كذلك منصب وزير الدفاع الأمريكى سابقا، فى تصريح حصرى لشبكةسى إن إن، أن الولايات المتحدة ارتكبت «خطأً فادحًا» بدخولها العراق قبل عقدين من الزمن، مما أدى إلى بدء حرب استمرت لسنوات، محذراً من أن هذا الدرس يجب على الرئيس أن يتعلمه، لأنه إذا دخل وهاجم إيران، فلا شك أن واشنطن ستدخل فى حرب إقليمية.
وعبر بانيتا عن قلقه إزاء الضربة الجوية المحتمله لواشنطن ضد طهران، مؤكداً أنها ستُورط الولايات المتحدة بالتأكيد فى حرب مع إيران وستشتعل المنطقة».
وطرح الأوروبيون خلال اللقاء مبادرة شاملة، تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم حتى للأغراض السلمية، وتفكيك منشآت الطرد المركزي، لا سيما موقع «فوردو» تحت الأرض، مع عودة المفتشين الدوليين بسلطات رقابية موسعة، تشمل تفتيشا مفاجئا وغير محدود.
كما يطلب العرض الأوروبى فرض قيود صارمة على البرنامج الصاروخى الإيراني، وإدراج تمويل طهران لميليشيات مسلحة كـ»حزب الله» و«الحوثيين» و»الحشد الشعبي» ضمن بنود الاتفاق.
ورغم أهمية المحادثات، غابت الولايات المتحدة عن الطاولة، حيثاعتبر محللون أن هذا الغياب يقلص من فرص النجاح، خصوصًا مع تمسّك إيران بعدم تقديم تنازلات لطرف أوروبى لا يملك القرار النهائى فى وقف الحرب.. ومن جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن قدرات بلاده الدفاعية «غير قابلة للتفاوض»، مؤكدا أن برنامج إيران النووى سلمى وخاضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وما زال الرئيس الأمريكى لم يحسم قراره بشأن ضرب إيران، بحسب محللين ومراقبين أن ترامب يريد ضمان نصر سريع ونتائج واضحة دون التورط فى حرب لا نهاية لها، لكن ذكرت أكسيوس أن ترامب أخبر نظيره التركى رجب طيب أردوغان أنه مستعد للقاء الرئيس الإيرانى بنفسه إذا كان هذا اللقاء ضرورياً للتوصل إلى اتفاق.
على الصعيد العالمى نبه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى من خطر الهجوم على مفاعل بوشهر النووي، مشيراً إلى أن أى استهداف قد يؤدى إلى «تسرب إشعاعى كارثى يهدد الملايين».