الحياة مليئة بالفرص والأبواب المفتوحة لمن يثابر ويجتهد
ها هو ماراثون الثانوية العامة ينطلق من جديد، ويخوضه مئات الآلاف من طلاب وطالبات مصر، بعد عام دراسى مرهق وشاق، امتلأ بالتحديات والمصاعب وضغوط لا تحتمل، سواء على الطلاب أو أسرهم، عام دراسى تحولت فيه السناتر إلى محطات إلزامية لا غنى عنها، واختفت معه ملامح الراحة أو الترفيه، ليحل محلها السهر والتوتر والقلق المستمر.
عام ثقيل فى مصروفاته استنزف فيه أولياء الأمور مدخراتهم على الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، والمراجعات النهائية، والامتحانات التجريبية، حتى بدا وكأن الأسرة كلها تخوض الامتحان لا الطالب وحده.
ويبلغ عدد طلاب الثانوية العامة هذا العام نحو 768 ألفًا و353 طالبًا بالنظام الجديد، و45 ألفًا و522 طالبًا بالنظام القديم. ويتوزع هؤلاء على 1973 لجنة امتحانية، إلى جانب 9 لجان فى السجون، و6 فى المستشفيات، و24 لجنة للمكفوفين، و17 لجنة لطلاب مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا. وتشهد اللجان انتشارًا واسعًا للملاحظين بعدد يصل إلى 120232 ملاحظًا، بإجمالى 2029 لجنة.
ولطلابنا الأعزاء، لا بد من التأكيد على أهمية التركيز أثناء الامتحان، فالبداية الدقيقة بكتابة الاسم ورقم الجلوس والمدرسة والمديرية، ورقم نموذج كراسة الأسئلة، من الأمور البسيطة التى قد تُسبب مشكلات كبيرة إذا أُهملت، وعند الإجابة عليكم بتظليل الدائرة الصحيحة بالقلم الجاف الأزرق فقط، مع ضرورة اختيار إجابة واحدة لكل سؤال، وإذا اضطررت لتغيير اختيارك، ضع علامة «X» على الإجابة الأولي، ثم ظلل الإجابة الثانية، تجنبا لإلغاء السؤال، والبداية تكون بحل الأسئلة السهلة أولا لتوفير الوقت والجهد، وتجنبوا التسرع أو التوتر، فالهدوء هو مفتاح النجاح الحقيقى فى هذه المرحلة.
وفى النهاية، نهمس فى آذان أبنائنا أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل مرحلة ضمن مراحل الحياة الكثيرة، وليست حكمًا نهائيا على مستقبلكم، النجاح لا يقاس فقط بمجموع الدرجات، بل بالإرادة والعمل والطموح والاستمرار، قد لا تدخل الكلية التى حلمت بها، لكنك تستطيع أن تصنع لنفسك طريقا مختلفا لا يقل أهمية، فالحياة مليئة بالفرص والأبواب المفتوحة لمن يثابر ويجتهد، كل الأمنيات بالتوفيق لأبنائنا فى الامتحانات، وليكن شعاركم «سنبذل ما بوسعنا، والباقى على الله.