لم يكن أداء الأهلى مقنعا لأى مشجع أو متخصص فى مصر فى مباراتيه فى كأس العالم للأندية أمام إنتر ميامى وبالميراس، ولكن أمام الفريق فرصة ذهبية لمصالحة جماهيره وإصلاح ما أفسده اللاعبون والجهاز الفنى فى المباراتين خلال اللقاء الثالث أمام بورتو البرتغالى فى ختام مباريات المجموعة.
وقد يسأل البعض عن الدوافع التى يمكن أن تدفع الأهلى للفوز بمباراة لن تكون هناك سوى فرصة ضئيلة للغاية فيها للتأهل وفى ظل حالة معنوية منخفضة للاعبين بعدما شاهدوا من هجوم الجماهير عليهم عقب المباراتين السابقتين.
الإجابة أن الجهاز الفنى قادر على خلق الدوافع الجديدة وبعضها مادى والبعض الآخر فنى قبل المباراة التى تقام فجر بعد غد الثلاثاء.
أهم الدوافع هو مادى بتحقيق أول فوز بالبطولة فى أغلى مباراة يمكن أن يلعبها الأهلى وقيمة الفوز بها 2 مليون دولار طبقا للائحة الفيفا فى هذه البطولة وهو ما يوازى نصف مكافأة الفوز بدورى أبطال افريقيا كاملة وبالتالى فإن هذا الأمر سيكون مهماً لتعويض خسارة دورى أبطال افريقيا من الناحية المادية.
فوز الأهلى بهذا اللقاء أيضاً على سيدخله التاريخ من زاوية أنه سيكون فى حال تحقق سيكون أول فوز للأهلى على فريق أوروبى بعد أن نجح الأهلى فى المشاركات التسع السابقة فى مونديال الأندية فى الفوز على أبطال باقى القارات آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والأوقيانوس عدا القارة الأوروبية التى لم يحقق الأهلى أى فوز على أنديتها.
الدافع الثالث هو نفسى فى المقام الأول بمصالحة الجماهير الغاضبة من سوء الأداء أكثر من النتائج ذاتها، ويتم ذلك بتقديم عرض قوى يمحى الصورة السيئة فى المباراتين السابقتين.
أما الدافع الرابع فهو السعى للتأهل حتى وإن كانت نسبته لا تتجاوز 1 ٪ فى نظرية الاحتماللات بتحقيق الفوز وتنتظار نتيجة المباراة الأخرى بين بالميراس وأنتر ميامي.
الحقيقة ان أسباب تراجع مستوى الأهلى ومظهره السييء حتى الآن فى كأس العالم للأندية يرجع لأسباب عديدة ولا يمكن تلخيصه كما تقول الجماهير فى السوشيال ميديا على الجهاز الفنى بقيادة الإسبانى خوسيه ريبيرو، أو لتراجع مستوى محمد هانى وتسببه فى الهدفين وإنما الموضوع ابعد وأكثر من ذلك ولكننا سنؤجل الحديث فى تلك القضية لما بعد انتهاء مشوار الأهلى فى المونديال وعندئذ سيكون الأمر واضحاً تماماً للتحليل الدقيق.
لكنى هنا أركز فى الكلام عن ريبيرو المدير الفنى الذى أخرجه جمهور الأهلى على المسرح بعد المباراة الماضية وهنا أود أن نذكر القاعدة العالمية والتى يتم من خلالها تقييم أداء أى مدرب بعد أن يكون قد خاض 10 مباريات على الأقل مع فريقه وهو أمر لم يحصل عليه ريبيرو الذى تولى المهمة قبل كأس العالم بأيام قليلة لا يمكن معها أن يتعرف على كل خبايا الفريق والقدرات الخاصة باللاعبين وكيفية دمج كل القدرات فى بوتقة واحدة لمصلحة الفريق الفنية، وبالتالى من الصعب الحكم عليه بدقة.
لكن إحقاقاً للحق فإن تعامل المدير الفنى مع المباراتين السابقتين لا يبشر بالخير لأنه لم يستطع إدارة الفريق بالشكل الأمثل ولم يستغل قدرات لاعبيه ولم يستغل أيضاً التغييرات التى أتت فى المباراتين بنتائج عكسية، ولم يقم بالتحرك على الخط بطريقة تدفع الحماس فى اللاعبين وتحفزهم على بذل أقصى جهد كما يفعل الآن مثلاً كرونيسلاف يورتشيتش مع بيراميدز وكما كان يفعل من قبل المدير الفنى الخالد مانويل جوزيه وكذلك موسيمانى الذى تولى مهمة الأهلى فى ظروف قاسية للغاية قبل الدور قبل النهائى لدورى أبطال افريقيا عام 2020، ولهذا كلام مفصل هنا بعد انتهاء المشوار.