بعد ٢٤ ساعة من البحث والتحري نجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية في كشف غموض حادث العثور علي جثة طبيب شهير “مقيد اليدين ومكمم الفم” داخل مسكنة بمحافظة الغربية.. تبين أن وراء الجريمة سيدة إعتادت التردد عليه للحصول علي مساعدة مالية وفي النهاية اتفقت مع زوجها “العامل” علي التخلص منه بتلك الطريقة الوحشية لسرقته والفرار هربا مستغلين إقامة “الضحية العجوز” بمفرده.. تم القبض علي الجناة وبحوزتهما المسروقات واعترفا بتفاصيل الجريمة.. وأخطر اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الامن العام.
الجريمة البشعة نفذتها امرأة بلا قلب في حق “رجل خير” ومسالم لأبعد الحدود.. يحظي بحب الجميع واحترامهم.. بابه مفتوح دوما للناس كلها وببساطة شديدة.. لم يرد سائلًا قط وكأنه يجد سعادته في مساعدة المحتاجين و”الغلابة” بكل إنسانية.. ليكون جزاء المعروف أخيرًا إنهاء حياته “غدرًا “وبهذا الشكل الإجرامي علي يد من لايعرفون الرحمة متناسين إحسانه لهم.. الأمر الذي يوجب الحذر علي طريقة “اتقي شر من أحسنت إليه” وعدم التعامل مع مثل هذه النوعية من البشر والتي ترفض العمل وتعتمد علي التسول بكل “بجاحة”.
تفاصيل الجريمة
قصة طبيب المخ والأعصاب الشهير بمدينة طنطا وجعت قلوب الناس كلها حزنا عليه غير متصورين تلك النهاية القاسية لرجل في العقد السابع من العمر وبعد مشوار طويل حافل بالحب والعطاء بكل مايستطيع وبلا تردد.. اضطرته ضغوط الحياة خلال الفترة الماضية للإقامة وحيدًا في هذه المرحلة المتقدمة من العمر لظروف أسرية خاصة بعد أن شق أولاده طريقهم ليطمئنوا عليه دوما قدر استطاعتهم.. وهو ماتعود عليه بدون “كلل أو ملل” مصرا وبعزة نفس علي ألا يكون عبئًا علي أحد حتي آخر العمر.. معتمدا علي علاقة الود والمحبة مع جيرانه والمحيطين بة وتردد “خادمته” عليه لقضاء مصالحه.
مساعدة الغلابة
هكذا مرت الأيام مع الدكتور” سعيد”، والذي اعتاد الوقوف بجانب البسطاء وتقديم المساعدة الطبية والمادية لمن يحتاج بوجة بشوش وابتسامة يعرفها كل الناس يقينا وإيمانا منه بأن ذلك خير وابقي.. وظل علي هذا الحال في السر والعلن دون أن يدر مايخفيه له القدر من شر علي يد احدي المترددات عليه طلبا للأموال “بمكر ودهاء “.. والتي قررت التخلص منه لسرقته ونهب “تحويشة العمر” عندما لاحظت تواجده بمفردة كثيرا وظلت تسيطر عليها الفكرة التي باركها الشيطان وزينها لها متناسية ماقدمه لها “طبيب الغلابة” من خير وفير.

قتل وسرقة
وقت الحادث أتفقت مع زوجها “مبيض المحارة “علي مشاركتها تنفيذ المهمة ليوافقها فورا ويسرعا إليه في غيبة “الخادمة” ويقتحما الشقة بمجرد فتح الباب وكتم أنفاسه وتقيد يديه وفمه أيضا بشريط لاصق دون أن تهتز مشاعرهما المتحجره لدموعه وتوسلاته مستغلين ضعفه وقلة حيلته ولم يتركاه إلابعد تأكدهما من موته.. بعدها قاما بتفتيش المسكن لسرقة ماغلا ثمنه وقل وزنه لكنهما عثرا علي خمسة آلاف جنية فقط استوليا عليها مع تليفونه المحمول وفرا هاربين متوهمين أنهما بعيدا عن الشبهات.
فزع الأهالي
بمرور الوقت لاحظت خادمته عدم رده علي التليفون لسؤاله عن طلباته كما تعودت لتكتشف فور الدخول الجريمة وتتعالي صرخاتها من هول الصدمة ويتجمع الجيران وابلاغ المقدم أحمد الكفراوي رئيس مباحث قسم أول طنطا لتصل قوة أمنية في الحال للفحص والتحري واتخاذ الاجراءات القانونية بانتداب المعمل الجنائي لرفع البصمات وفحص كاميرات المراقبة لتحديد المترددين عليه في تلك الفترة ونقل الجثة بسيارة الإسعاف لثلاجة حفظ الموتي تحت تصرف النيابة والتي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل وسط حالة انهيار من جميع أهالي الحي بشارع النادي.

ألاعيب المتسولين
خلال ساعات معدودة توصل فريق البحث الجنائي بالمحافظة بمشاركة مفتشي قطاع الأمن العام إلي أن الجاني سيدة ممن اعتادوا طرق أبواب الشقق “للتسول” بقصص وهمية وأنها استغلت طيبة “الضحية العجوز” في التردد عليه طلبا للمساعدة والحصول علي الكثير من الأموال “بدهاء” والتخلص منه أخيرا بمساعدة زوجها لسرقتة بعد معرفتها بكل ظروفه وتحركاته.. وهو مايشير إلي خطورة انتشار ألاعيب المتسولين الذين تركوا العمل الشريف والكسب الحلال واتخذوها مهنة تدربوا علي فنونها وعلموها لاولادهم منذ نشأتهم بدلا من حسن رعايتهم.. وهو مايوجب عدم الاستجابة لهم والحذر في التعامل معهم.
بعد استئذان النيابة تمكن رجال المباحث من ملاحقة المتهمين وضبطهما بأحد الأكمنة وبمواجهتهما بالأدلة والتحريات انهارا معترفين بكل شيء، في وقت لاينفع فيه الندم، وأرشدا عن المسروقات وتم إعادتها.. تحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء أيمن عبد الحميد مدير أمن الغربية واحيلا المتهمان للنيابة التي قررت حبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهما في الميعاد لحين إحالتهما لمحكمة الجنايات.