شهدت محافظة سوهاج حدثًا فريدًا من نوعه، حيث افتتح الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، أول مؤتمر شبابي يُعقد بالمحافظة حول الذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة واسعة تجاوزت الألف شاب وشابة من مختلف مراكز ومدن المحافظة. ويأتي هذا الحدث في إطار جهود الدولة نحو نشر الوعي بالتقنيات الحديثة وتعزيز قدرات الشباب على مواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وعُقد المؤتمر بمشاركة نخبة من المتخصصين في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعات الحكومية والخاصة، والمؤسسات التعليمية، ومراكز الابتكار وريادة الأعمال، ما يعكس الطابع الشمولي والتكامل بين القطاعين الأكاديمي والتطبيقي في بناء منظومة معرفية حديثة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور محمد عبد الهادي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا علميًا أو مجالًا للنخبة، بل أصبح أداة أساسية في مجالات الحياة كافة، بداية من التعليم والصحة، مرورًا بالزراعة والصناعة، وصولًا إلى الاقتصاد والإدارة العامة. وأضاف أن المؤتمر يُعد منصة حقيقية لفتح آفاق جديدة أمام الشباب، واستكشاف إمكاناتهم في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، التي أصبحت محركًا رئيسيًا للتنمية المستدامة.
وأكد فى كلمته أن الاستثمار في عقول الشباب هو مفتاح المستقبل، وأن بناء الإنسان المصري المتمكن رقميًا هو ما تسعى إليه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بتمكين الشباب وتزويدهم بأدوات العصر .
تضمن المؤتمر سلسلة من الفعاليات التي استهدفت تنمية مهارات الحضور، أبرزها ورش عمل تدريبية حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، مثل تحليل البيانات، والروبوتات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والزراعة الذكية والرعاية الصحية.
وشهدت الفعاليات أيضًا جلسات نقاشية مفتوحة تناولت التحديات التي تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجتمعات المحلية، وكيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية من خلال الشراكات بين الدولة والقطاع الخاص، ودور المجتمع المدني في نشر الوعي الرقمي.
يأتي هذا المؤتمر في سياق التوجه الاستراتيجي للدولة نحو التحول الرقمي، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في السياسات والخدمات الحكومية، تنفيذًا لرؤية مصر 2030. كما يمثل جزءًا من خطة محافظة سوهاج لتوفير بيئة داعمة للابتكار، خاصة بين فئة الشباب، وتشجيعهم على ريادة الأعمال في المجالات التقنية.
ويُتوقع أن يكون هذا المؤتمر باكورة لسلسلة من الفعاليات المشابهة التي تستهدف بناء مجتمع معرفي رقمي في محافظات الصعيد، عبر دعم المبادرات الشبابية، وتطوير المهارات التكنولوجية، وربطها بسوق العمل المحلي والعالمي.