قليل من العقل.. وكثير من الوعي.. يجب أن يكون حاضرا مما يجرى فى المنطقة.. وإدراك أنك لا تواجه إسرائيل.. دائماً تواجه أمريكا ذاتها.. وانه لا فرق بين واشنطن وتل أبيب المخطط واحد.. والهدف واحد.. وأنت الهدف القادم لا محالة.. ويخطيء ألف مرة من يظن انه بعيد عن مرمى النيران ومخطط الشيطان.. وأمامك درس عملى فى سنتر أمريكا التى مارست قمة الخداع والتمويه على النظام الإيرانى الذى استسلم وصدق حوار المفاوضات والمحادثات مع أمريكا.. وبينما صاغوا سيناريو الهجوم الإسرائيلى وتدمير إيران وهم يجلسون على مائدة المحادثات!! فى الوقت الذى كانت سلطنة عمان تستضيف الجولة السادسة من المحادثات بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووى الإيرانى كانت إسرائيل تجهز لشن هجوم على إيران ومنشآتها النووية وترصد جيدا تحركات وإقامة قادة الجيش الإيرانى وكافة علماء البرنامج النووى الإيراني.. وتخلص إسرائيل من عقبة كبرى فى مشروع التوسع الإسرائيلى المزعوم.. خرج تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم امتثال إيران لالتزاماتها بالضمانات النووية.. نفس الوكالة الدولية التى لم تخرج يوما وتنطق حتى باسم إسرائيل التى تمتلك أكثر من 200 رأس نووية تكفى لفناء العالم بأسره.. ولم تلتفت يوما لكل نداءات العقل والحكمة بضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية.. نفس تقارير الوكالة الدولية الكاذبة عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل.. وإخفاء معلومات ومنشآت عن الوكالة وكل هذا كذب وافتراء.. بل إن إسرائيل ذاتها دمرت كل منشآت العراق التى كانت تشك انها تحوى أسلحة دمار شامل فى منتصف الثمانينيات.. وفعلت ذلك فى ليبيا وسوريا.
.. وإنما تستأسد الوكالة كما تستأسد الإدارة الأمريكية على كل ما هو عربى ومسلم.. بل قالها صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف بنيامين نتن.. ياهو.. لن نسمح بامتلاك أى دولة عربية أو إسلامية للسلاح النووى وانه بعد تدمير إيران سيتجه المخطط بعيداً نحو «باكستان» الدولة الإسلامية الوحيدة التى تمتلك النووى وسيتم إشعال الصراع الهندى – الباكستانى وشغل كل القدرات الباكستانية بحرب الهند.. ثم تشن إسرائيل ضربتها ضد المنشآت النووية الباكستانية وتدمير قدرات منصات اطلاق الصواريخ المحملة بالرءوس النووية وإضعاف كل القدرات العسكرية الإلكترونية والتكنولوجية والنووية الباكستانية لتبدأ إسرائيل فى مخطط التوسع والهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط الجديد الذى وضع لبناته الأولى برنارد لويس وتنفذه بدقة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وتنفيذ التوسعات التى تحدث عنها صراحة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى قالها على الملأ ان مساحة إسرائيل صغيرة بينما يمتلك جيرانها حدودا واسعة ومساحات شاسعة ويجب أن تزيد مساحة إسرائيل.. نوايا واضحة ومخطط مكشوف وتنفيذ يجرى على أرض الواقع.
>>>
وبنفس السيناريو الذى نفذته أمريكا فى العراق وسوريا وليبيا والسودان وتحويل هذه الدول التى كانت ملء السمع والبصر جيوشا وثروات وكيانات قوية.. إلى طوائف متصارعة.. جيوش ضعيفة مفككة.. طوائف متقاتلة.. سقوط الدول بأيدى أبنائها قبل أن تسقط بأيدى الآخرين.
>>>
ولم تسلم إيران من مخطط برنارد لويس.. ولا المخطط الصهيو أمريكى لذلك كان الخداع الأمريكى المحكم.. وإيهام النظام الإيرانى بالحوار والتفاوض بينما تم وضع سيناريو تدمير إيران واغتيال قادة الجيش وعلماء البرنامج النووى وإحباط كل المحاولات لتخصيب اليورانيوم والوصول إلى القنبلة النووية وتدمير كل منشآت التخصيب والبرنامج النووى بصورة أعادت إيران ومنشآتها إلى عشرات السنين إلى الخلف مما يبعد كل فرص امتلاكها للسلاح النووى بصورة قاطعة وتدمير كل قواعد إطلاق الصواريخ ومنصات الدفاع الجوى والمطارات وكل وسائل وعناصر قوة الجيش الإيرانى واغتيال قادته.
>>>
إن سقوط إيران ليس فى صالح دول الشرق الأوسط وليس فى صالحنا جميعا سقوط قوة إقليمية بحجم إيران وبأيدى إسرائيل كما سقطت العراق وسوريا وليبيا والسودان.
>>>
قمة الخطورة أن تنضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا مباشرة مع أمريكا فى دعم الكيان الصهيونى والدخول فى حرب مباشرة ضد إيران مما ينذر بانطلاق شرارة حرب عالمية ثالثة وربما تكون نووية بنسبة 99 ٪.