عندما تحدث الرئيس الأمريكى ترامب عند رجوعه من كندا بعد اجتماعات الدول السبع أطلق عدة عبارات تؤكد تخطيط ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لكل الحروب التى تتم ضد الدول العربية والإسلامية منذ عام 1967 وحتى الآن.. تضمنت تصريحاته العبارات التالية: لا نوافق على امتلاك إيران أسلحة نووية.. نحن نسيطر على سماء إيران.. نحن نسعى إلى تدمير إيران.. الإيرانيون لن يكسبوا المعركة الحالية وسننتصر عليهم.. قتل المرشد الإيرانى سهل وهى عملية وقت.. من الممكن مشاركة أمريكا فى تدمير المفاعلات النووية الإيرانية، ومن الممكن ألا نشارك فى تدميرها.. على إيران الاستسلام بدون شروط.. لم يقل إسرائيل تسيطر على سماء إيران بل قال: نحن نسيطر..
السبب الرئيسى فى تغيير تحركات وتكتيكات الرئيس ترامب هو الموقف الأمنى الذى تتعرض له إسرائيل ويواجهه الشعب الإسرائيلى منذ الأسبوع الماضى نظراً لنجاح جزء كبير من الصواريخ الإيرانية فى مراوغة أنظمة الدفاع الجوى الإسرائيلية بداية من القبة الحديدية وصولاً إلى مقلاع داوود ثم ثاد الأمريكية لتنقض على أهداف عسكرية وصناعية وبنية تحتية وسكنية داخل إسرائيل وتحقيق خسائر مادية وبشرية وإحداث ذعر لدى جميع الإسرائيليين وشلل تام فى الاقتصاد الإسرائيلى وغلق المطارات وإيقاف العمل الحكومى والخاص ورغبة العديد من الإسرائيليين الذين بدأوا بالفعل الفرار ومغادرة بلادهم وقتياً أو للأبد.
تيقن نتنياهو وترامب أن استمرار زيادة قدرات إيران الصاروخية ومواصلة مهاجمة إسرائيل لفترة أطول من 15 يوماً سوف يحدث آثاراً سلبية على إسرائيل، حيث إنه لأول مرة يتم هذا التدمير الموجع.
بالرغم من نجاح القوات الجوية الإسرائيلية بمساعدة أمريكية واضحة فى تدمير نسبة عالية من وحدات الدفاع الجوى الإيرانى.. وبالرغم من مواصلة مهاجمة أهداف عسكرية ومدنية داخل إيران خاصة حول طهران، فإن مواصلة إيران الحرب واستمرارها فى قصف إسرائيل بالصواريخ وعدم استسلام إيران دون شروط كما ينادى ترامب سوف يؤدى إلى إحداث أضرار هائلة داخل إسرائيل مادياً ومعنوياً وبشرياً خاصة مع استمرار المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة والضفة الغربية ونجاحهم فى قنص وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين بصورة شبه يومية.. عدم استسلام إيران والمقاومة الفلسطينية سيؤدى إلى إعادة خطط وإستراتيجية أمريكا وإسرائيل وانجلترا بشأن القضية الفلسطينية وسوف يتم إنجاح المشروع العربى بزعامة مصر لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة والحد من أطماع إسرائيل لإنشاء دولة إسرائيل ما قبل الكبرى وحصولها على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن بها بحلول عام 2041 بعد سيطرتها على الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل والأراضى السورية المحتلة حتى الآن وشريط من جنوب لبنان.
أيها العرب.. أيها المصريون.. الحرب الإيرانية ــ الإسرائيلية الحالية وتغيير النظام الإيرانى والقضاء على القدرات العسكرية والنووية الإيرانية وإنشاء حكومة موالية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أهم الأهداف الرئيسية للصهيونية العالمية بغرض محو الهوية العربية، وتحويل الدول العربية إلى دول انطوائية فى إطار نطاق شرق أوسط جديد بزعامة إسرائيل.. ويمكننا القول إن هدفهم الأخير هو تكوين الامبراطورية الإسرائيلية تحت مفهوم الشرق الأوسط الجديد أو الديانة الإبراهيمية.. إسرائيل لا تستطيع الانتصار على إيران والمقاومة الفلسطينية دون مشاركة وتنسيق ومعاونة فعلية ومستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
الزمن يمر وأهداف الصهيونية العالمية فى طريقها للتحقيق ولا سبيل إلى مقاومتهم إلا بعدم الاستسلام ومواصلة المقاومة للتمدد الإسرائيلى وتقديم الدعم المعنوى والسياسى والعسكرى والمخابراتى للمقاومة الحالية ضد إسرائيل.
إن حرب العراق واحتلال أمريكا للعراق عام 2003 وأجزاء من سوريا وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية بالمنطقة له تأثير سلبى على القدرات الصاروخية الإيرانية حيث يتم اعتراض 90 ٪ من الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل بواسطة وحدات الدفاع الجوى الأمريكى فى تلك القواعد البرية.. بالإضافة إلى القواعد البحرية الأمريكية مما يؤدى إلى وصول 10 ٪ من الصواريخ إلى إسرائيل والتى أحدثت دماراً لم تشهده إسرائيل منذ نشأتها، فما بالنا لو وصلت كل الصواريخ المنطلقة من إيران إلى عمق إسرائيل..
عدم الاستسلام واستمرار المقاومة هما أساس حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح.. ونرى أن سقوط إيران والمقاومة الفلسطينية بعد سقوط سوريا والقضاء على حزب الله سيكون له تأثيرات سلبية حالياً ومستقبلياً على كل الدول العربية.