لا بديل عن إيقاف الحرب.. واللجوء إلى السلام موقف مصرى ثابت
200 يوم والجرائم والمذابح الإسرائيلية لا تتوقف ضد أبناء غزة العزل الأبرياء بلا رحمة، شهداء يتساقطون ومصابون ينزفون، يسيطر على المدينة المنكوبة وأكثر من مليونى مواطن بلا مأوى، ومليون و250 ألفاً منهم نزحوا قسرا إلى رفح التى يريد جيش الاحتلال أن تطالها مذابحه وسط صمت عالمى رهيب وتواطؤ لافت، بل ودعم أمريكى مشبوه ليس فقط بالمال والسلاح الذى لا يتوقف عن الوصول إلى إسرائيل واخرها الموافقة على منحها حزمة مساعدات أمنية جديدة وصلت 26 مليار دولار لتستكمل جرائمها ضد الشعب الفلسطينى، بل أيضًا استخدام حق «الفيتو» الفاضح للانحياز الامريكى لمنع أى ادانة لتل ابيب أو حتى الاقرار بأبسط حقوق الشعب الفلسطينى، حقه فى ان يعيش فى دولة مستقلة محددة المعالم وان يحيا آمنًا مستقرًا.
وسط هذا الموقف الدولى المستفز والمعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، وكالعادة تظهر مصر السند والداعم الدائم لأمتها والمدافع القوى عن الشعب والقضية الفلسطينية وحقوق الاشقاء، منذ اللحظة الأولى كانت مصر على عهدها، لم تتردد لحظة فى الاعلان عن رفضها للاعتداءات الإسرائيلية وتجاوزها لكل قواعد الدفاع عن النفس وتحولها إلى ابادة جماعية، فتحت خطوط اتصال لا تتوقف مع كل الاطراف المعنية والمؤثرة دوليا واقليميا من اجل ايقاف الحرب الجائرة وحقن الدماء وحماية الابرياء.. حذرت مصر مبكرا من خطورة ما تفعله إسرائيل وان الحرب ستتسع دائرتها وستتحول إلى صراع اقليمى سيدفع الجميع ثمنه، دعا الرئيس السيسى سريعا الى قمة القاهرة للسلام التى احتشد فيها قادة ٣٤ دولة ومنظمة دولية لمناقشة كيف يتم ايقاف الحرب واحلال السلام، وكان الصوت المصرى واضحا والرسالة محددة، لا بديل عن ايقاف الحرب واللجوء إلى السلام، لم يكن كل هذا مجرد حديث سياسى او نداءات بل مواقف واضحة تحركت من خلالها القاهرة التى حملت الهم الفلسطينى وسعت بكل ما تملك من أجل حمايته من الغطرسة الإسرائيلية المحمية من قوى كبرى.
ثوابت القاهرة من البداية كانت واضحة حاسمة لا تقبل الاجتهاد ولا المفاوضة، لا قبول لتصفية القضية ولا تهجير للفلسطينيين من أرضهم، ولا مساس بالامن القومى المصرى، ولا حل للقضية ولا تحقيق السلام دون اقرار حق الدولتين وحصول الشعب الفلسطينى على حقه المشروع فى دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو 67.
هذه الثوابت التى اعلنتها مصر فى وجه الجميع وبكل الوسائل غيرت المعادلة، لانها اولا فضحت المخطط الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها خارج أرضه، برعاية ودعم من دول غربية.
وثانيا وضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته ومطالبته بممارسة دوره المنوط به وفقا للقانون الدولى والقانون الدولى الانسانى بحماية شعب يتعرض للإبادة الجماعية.
وثالثا ان التحرك المصرى المكثف ووضوح رسالته، سواء عبر الاعلام المصرى الذى نجح فى التعبير عن موقف الدولة بوضوح، أو من خلال دبلوماسيتها التى اعلنت الرسالة فى كل المحافل الدولية من الامم المتحدة الى مجلس الامن الى محكمة العدل الدولية، هذا التحرك كشف امام العالم حقيقة الاكاذيب الإسرائيلية وانها لا تدافع عن نفسها بل تقتل ابرياء وتدمر دولة وتبيد شعبًا وتدهس كل مبادئ الإنسانية..كان التحرك المصرى القوى والمكثف بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى له الدور الاكبر فى تغيير الصورة الزائفة المصدرة للرأى العام العالمى بأن إسرائيل تتعرض للخطر وانها تحمى نفسها، لأن الحقيقة ان إسرائيل دولة احتلال تريد ان تتخلص من اصحاب الارض بالقتل والتشريد والتدمير.
تحول المشهد عالميا وبدلا من مظاهرات الدعم لإسرائيل خرجت فى عواصم العالم مظاهرات تنديد بجرائم دولة الاحتلال والمطالبة بوقف الحرب وحق الشعب الفلسطينى فى ان يعيش آمنا، واصبح قادة الغرب فى حرج أمام شعوبهم التى لم تعد تقبل الانحياز السافر لإسرائيل.
كان للموقف المصرى التاريخى الدور الاعظم أيضا فى اجبار إسرائيل على الاستجابة لفتح الطريق لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد تعنت امتد لايام فرهنت مصر خروج الرعايا الاجانب من معبر رفح بالسماح لدخول المساعدات ورفضت اى ضغوط لتغيير موقفها،
لم تكتف مصر بذلك بل فتحت مطاراتها وموانيها لاستقبال المساعدات الانسانية من كل دول العالم، وخصصت مطار العريش لهذا الهدف وجهزت الاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية واللوجستية لابناء غزة، وقف الشعب المصرى خلف قيادته ملحمة فى دعم الاشقاء من خلال قوافل المساعدات التى تسجل فى الموسوعات العالمية كأكبر قوافل، وقاد التحالف الوطنى للعمل الأهلى المهمة بنجاح وسجل ارقاما ضخمة فى حجم المساعدات تنفيذا للتوجيهات الرئاسية.
الأرقام تعكس أن 82 بالمائة على الأقل من المساعدات الانسانية التى دخلت غزة عبر معبر رفح الذى لم يغلق ساعة واحدة كانت مصرية، وشهد بذلك قادة المنظمات الدولية وفى مقدمتهم جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ولم تكتف الدولة المصرية بإدخال المساعدات عبر المعبر البرى بل كانت عمليات الاسقاط الجوى للمساعدات عبر طائرات القوات المسلحة صورة اخرى من صور الدعم والمساندة للاشقاء كى تصل المساعدات اليهم فى كل مكان بالقطاع، خاصة الشمال، ليس هذا فحسب بل استقبلت مصر ما يزيد على 3 آلاف مصاب فلسطينى لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية بالعريش وسيناء والقاهرة.
وفى الوقت نفسه كان الدور المصرى الذى شهد به العالم من أجل تحقيق هدنة انسانية يمكن ان تمتد، وبالفعل تحققت الهدنة بجهود مصرية وقطرية وأمريكية، واستمرت لنحو اسبوع، وما زالت مصر تسعى مع الشركاء من أجل هدنة أخرى أطول تصل فى النهاية الى ايقاف الحرب والبدء فى المسار السياسى وإعادة الإعمار.
هذا جزء قليل من جهد مصرى ضخم بذل على المستويين السياسى والإنسانى من أجل القضية الفلسطينية ومواجهة مخطط تصفيتها، ولم ولن تتوقف مصر عن جهدها ودعمها، فالقضية بالنسبة لها هى قضية مصرية، والهم الفلسطينى هم مصرى، والثوابت المصرية جزء منها الدفاع عن حق الشعب الفلسطينى المشروع، وهذا ما اعلنه واكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى وتعمل فى اطاره كافة مؤسسات الدولة المصرية، من اجل الحفاظ على القضية والتصدى لكل محاولات تصفيتها، وفى سبيل ذلك تتحمل مصر الكثير من الضغوط والتبعات، بل والاكاذيب الممنهجة، لكنها لا تتراجع ولا تغير موقفها، لانها مسألة مبدأ وعقيدة.
انطلاقا من الدور الوطنى والإنسانى
472 شاحنة مساعدات من الجمعية الشرعية
كتب– عمر عبد الجواد:
أطلقت الجمعية الشرعية الرئيسية، القافلة الإغاثية الـ19 إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصرى.
أوضح أمين عام الجمعية الشرعية، مصطفى إسماعيل أن القافلة تأتى فى إطار موقف الدولة حكومة وشعبًا تجاه الشعب الفلسطينى لمناصرته ودعمه فى قضيته الإنسانية العادلة فى ظل التعنت الصهيونى، واستشعارًا من الجمعية بواجبها الوطنى والدينى والإنسانى وللتخفيف من وطأة هذه المحنة التى يعيشونها منذ أكتوبر الماضى.
أضاف أن القافلة تتضمن «55» شاحنة تتضمن مساعدات إنسانية وإغاثية، بإجمالى مبلغ 19.5 مليون جنيه، ويبلغ زنتها 818 طنًا، موضحا أنه بهذه القافلة تكون الجمعية الشرعية قد أرسلت 472 شاحنة، بتكلفة اجمالية 258.2 مليون جنيه.
تسجيل 800 من طلاب غزة لامتحان الثانوية فى مصر
كتبت– سلوى عزب ود.أسامة زايد:
أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن عملية تسجيل طلبة غزة الموجودين فى مصر متواصلة من خلال فريق مختص من الوزارة، وسفارة فلسطين فى القاهرة.
وجه امجد برهم وزير التربية والتعليم الفلسطينى شكره الى مصر و لسفارة فلسطين بالقاهرة على تعاونهم وجهودهم، مثمناً جهود المعلمين والمعلمات من الضفة الذين تطوعوا فى مدارسهم التى تقدم التعليم بانتظام لطلبة غزة عن بُعد.
أوضحت الوزارة أن عملية التسجيل شملت طلبة الثانوية العامة للعام 2024، ممن التحقوا فى برنامج التعليم عن بعد، وطلبة الإعادة، الدراسات الخاصة (منازل)، غير المستكملين فى مادة أو مادتين فى العام الماضى من طلبة المدارس الفلسطينيين العالقين المتواجدين حاليا مصر.
نوهت إلى أنها أوفدت مختصا لاستكمال كل هذه الإجراءات فى مقر السفارة.. مشيرة إلى أن 800 من طلبة قطاع غزة سجلوا للانتساب لتقديم امتحان الثانوية العامة فى مصر وفق ترتيبات خاصة، سيعلن عنها فى حينه، علاوة على مئتى طالب تقريباً منتشرين فى دول أخرى.