ولماذا نتوقع شرًا من أناس لا يعرفون بعضهم البعض ؟!
مصر دائمًا رمانة الميزان وبالتالى العين عليها دائمًا ..!
زمان.. كنا نستيقظ من نومنا لا نترك فراشنا إلا بعد التأكد من طبيعة ما يجرى حولنا فإذا كانت البسمة هى سمة اليوم ننطلق إلى أعمالنا أو حتى جامعاتنا ومدارسنا وقد قررنا بيننا وبين أنفسنا أننا سوف نتبادل مشاعر الحب والمودة بيننا وبين البعض.. وللعلم فور لقائنا المنتظر نسعد جميعا ونحن نجرى تقييما للأحداث والأعمال العادية والاستثنائية فى آنٍ واحد.
لكن كل هذا لم يكن يمنع أن يتسلل للنفوس المغلقة أو شبه المغلقة ما سمى الحسد والغيرة.. فتلك كلها سمات البشر فى كل زمان ومكان.
>>>
ودعونى أحكى لكم حكاية طريفة وحقيقية.. فجأة استيقظت من نومى لأجد من يقدم لى وأنا مازلت فى الفراش خطابا مغلقا وعندما هرعت لأعرف ما فيه وجدته دعوة ربانية لأداء فريضة الحج.. انتابتنى حيرة بالغة فهل أقبل الدعوة أم لا أقبل.. واستقر رأيى على قبول الدعوة ومن ثم أداء مناسك الحج التى سوف تبدأ بعد ساعات..
>>>
المهم توجهت للمطار لأستقل آخر طائرة تسافر إلى جدة ثم ما إن هبطت المطار حتى هرع لى مندوبان من المراسم الملكية يكادان يكونان قد اختطفانى من فوق سلمها لنتوجه إلى جبل عرفات مباشرة..
الغريب.. وكعادة الإنسان الذى دائما يتحدث عما يعرف وما لا يعرف قائلا كنت مع زملاء فى الحج لقيتهم دون معرفة مسبقة انبرى أحدهم قائلاً إن معنى الحج عرفة أنك تبقى فوقه عدة ساعات وانتهى الأمر بل يجب أن تدعو وتدعو وتصلى وتقرأ القرآن حتى نصل للمزدلفة وبعد أن أغلقنا المصاحف وتدبرنا القرآن دخلنا فى مناقشة جديدة رغم أن تعاليم الحج تقضى بعدم الدخول فى أى مناقشات أو حوارات هادئة أو غير هادئة لكن أنا شخصيا وجدت أن مثل تلك المناقشة بالذات تدخل فى إطار أصول الحج إذ طرح أحد الرفقاء سؤالا يقول: هل طواف الوداع ضرورى أم غير ضروري؟
وعندئذ دوت الأصوات فى جوف الليل دون أن نصل إلى إجابة حاسمة فاضطررنا طبعا إلى الإقامة فى تلك الليلة حتى الصباح ونستأنف رحلتنا إلى مكة لنؤدى طواف الوداع الذى لم يستغرق سوى نصف أو 45 دقيقة فقط عندئذ اطمأنت قلوبنا.
>>>
لقد رأيت أن أحكى لكم هذه الحكاية لأوضح أنه كلما كان أمام الإنسان هدف محدد لاسيما وإذا كانت الوسائل المؤدية إليه ذات صبغة دينية.. وسطية لا تعرف أى زاوية من زوايا التطرف فسوف يصل نفس هذا الإنسان إلى ما يبغاه ويتمناه دون أن تصادفه عقبات أو صعاب أما إذا نهش الظلام قلوبنا وأمضينا الليل والنهار ندور فى دوائر مغلقة فلن نجد شيئا.
وكم آلمنى أن يتم إغلاق المسجد الأقصى أول أيام عيد الأضحى وبالتالى تم منع المصلين من أداء صلواتهم وبالتالى اشتعلت نيران الغضب ضد المحتل الغاصب الذى لا يعرف دينا أو خلقا أو ضميرا.
>>>
على الجانب المقابل تظل مصر دائما وأبدا تقدم النصح وتشرح للقاصى والدانى أن هذا الصراع سيؤدى يوما بعد يوم إلى خسائر لا أول لها ولا آخر فى حين كان يمكن أن يتوقف لو تخلت العقول عن أفكارها السوداء والقلوب عن أنانية أصحابها البلهاء..!
عموما.. عشتِ يا مصر دائما وأبدا رمانة الميزان فى هذا العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط..
وبارك الله فى شعبك وقائدك وجيشك.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
>>>
و.. و.. شكراً