فيما تواصلت عمليات القصف المتبادلة لليوم الرابع بين اسرائيل وإيران أعلنت السلطات الايرانية أمس أنها اعتقلت العشرات من المخربين والجواسيس المرتبطين بإسرائيل منذ بدء الحرب الجمعة الماضى، كما اشارت إلى أنها اعدمت رجلاً يدعى إسماعيل فكرى على خلفية اتهامه بالتجسس فى 2023 لصالح الموساد، فى الوقت نفسه ذكرت وسائل إعلام ايرانية ان اجهزة الأمن فى طهران ضبطت أيضاً خلية جواسيس أخرى تتعاون مع إسرائيل مؤلفة من 28 عنصراً .
يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت الشرطة الاسرائيلية قبل يومين اعتقال مواطنين اسرائيليين لشبهة التخابر مع إيران فى عملية امنية نفذت بالتعاون بالجهاز الأمن الداخلى «الشاباك» .
كل هذا يؤكد أن الحرب الإيرانية ــ الإسرائيلية المستعرة الآن ما هى إلا جولة جديدة من صراع ممتد لسنوات بين البلدين، فى وقت أصبح فيه استخدام كافة وسائل القتال مباحاً، لكن الجديد هو انتقال التصعيد من لغة التهديد والوعيد إلى المواجهة العسكرية.المدعومة بعمليات استخبارية واسعة يشنها الجانبان وإن كان التفوق الإسرائيلى هذه المرة واضحا مما أسهم فى أن تصل عملية «الأسد الصاعد» إلى اهدافها داخل ايران بسهولة واغتيال عدد كبير من القادة العسكريين من خلال العملاء.
طالت أذرع الموساد الإسرائيلى الأراضى الإيرانية مخترقة أجهزة الأمن سواء بأفراد من الخارج أو بتجنيد إيرانيين من الداخل، وهو ما أربك حسابات طهران فى البداية، بعد أن بثت إسرائيل يوم الجمعة الماضى مشاهد لعناصر من الموساد فى الداخل الإيرانى يطلقون المسيرات نحو مواقع عسكرية. فيما كشفت مصادر مطلعة أن فرق الموساد توغلت قبل أشهر وسنوات فى إيران، ودربت عناصر، وأدخلت مسيرات عبر وسطاء تجاريين دون علمهم.
تزامن ذلك مع تصريحات الرئيس الإيرانى الأسبق، محمود أحمدى نجاد، عن وجود اختراق عميق فى قلب الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية، وذلك بعدما تبيّن أن رئيس الوحدة السرية المكلفة بتعقب عملاء الموساد الإسرائيلى داخل إيران، كان هو نفسه عميلاً للموساد.
وأوضح نجاد أن الشخص المعنى لم يكن يتحرك بمفرده، بل كان ينسق العمل مع 20 عنصراً آخر داخل نفس الوحدة، جميعهم يعملون لصالح جهاز الموساد، مما يُعد ضربة قاسية لمنظومة الأمن القومى الإيراني.
وقبل ذلك أصبح اسم الصحفية الفرنسية الإسرائيلية كاثرين شكدم أشهر اسم يتردد فى إيران بعدما كشفت عن تجنيدها لـ100 مسئول إيرانى عبر تقديم «خدمات جنسية» لهم، وهو ما نفته إيران بشدة وأكدت أن هذه الادعاءات غير صحيحة تماما.
لكن شكدم كشفت أنها اتصلت برجال دين حكوميين بحجة التعرف على القضايا الدينية، وعرضت عليهم زواجًا، معترفة بأنها نفذت كل هذه الأعمال والأنشطة للتسلل إلى إيران بعدما تمكنت من كسب ثقة السلطات فى طهران.
والتقت كاثرين شكدم المرشد على خامنئى فى أول زيارة لها إلى إيران، وفى رحلتها الثانية رافقت الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى فى حملته الانتخابية السابقة عام 2017 وأجرت معه حوارا صحفيا.
من ناحية أخرى اعلنت وكالات الانباء عن استهداف إسرائيل لمبنى الاذاعة والتليفزيون الايرانى حيث استشهد عدد من موظفى المبنى كما انقطع البث لعدة دقائق قبل ان يعود لمرة اخرى.