
لم يشغل الصراع المحتدم بين اسرائيل وايران قوات الاحتلال الاسرائيلى عن حرب الابادة التى تقودها منذ السابع من أكتوبر 2023 ضد الشعب الفلسطيني. فمازال الاحتلال يرتكب جرائمه التى تتنافى مع كافة القوانين الدولية والانسانية فى مدنيين منهم الاطفال والنساء وكبار السن بلا هوادة، رغم أن الجيش الإسرائيلى سحب قوات الفرقة 98 من قطاع غزة ونشرها على جبهات أخري.
وصل لمستشفى الصليب الأحمر فى مواصى محافظة خان يونس أمس 70 شهيدا وأكثر من 200 إصابة منها 50 حالة خطيرة جداً فى استمرار لمجاز الاحتلال بحق المواطنين الذين يصلون إلى مراكز توزيع المساعدات.
وأدانت وزارة الصحة فى غزة استمرار جرائم استهداف الاحتلال للمواطنين والمستشفيات والمرضى أثناء تلقيهم العلاج، وطالبت بضرورة العمل على إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبى، فى ظل امتلاء كافة المستشفيات العاملة بالمصابين والمرضي.
كما دعت كافة الجهات المعنية بالعمل على ايجاد آليات اخرى لتوزيع المساعدات دون التسبب فى قتل الجوعى واصابتهم اصابات بالغة بهذه الاعداد الكبيرة. وناشدت وزارة الصحة كافة المؤسسات والجهات المعنية بضرورة توفير الحماية للمرافق والكوادر والمرضى داخل المستشفيات.
يذكر أن حصيلة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة منذ اكتوبر 2023 ارتفعت إلى 55,432 شهيدًا و128,923 إصابة، بينما استشهد أكثر من 5 آلاف فلسطينى منذ 18 مارس 2025 وأصيب نحو 17 ألفًا آخرين.
فى السياق حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدّة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازارينى من أن المآسى تتواصل فى غزة بلا هوادة، بينما يتحول الانتباه إلى أماكن أخري. وأوضح لازارينى، فى تصريح له، على صفحة الوكالة الرسمية، «أنه قد استشهد وأصيب العشرات خلال الأيام الماضية، من بينهم جائعون حاولوا الحصول على الطعام ضمن نظام توزيع مُميت».
ولفت إلى أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات من خلال الأمم المتحدة، بما فى ذلك «الأونروا»، تتواصل رغم توفر كميات كبيرة من المساعدات الجاهزة لدخول غزة، علاوة على ذلك، فإن النقص الحاد فى الوقود يعوق الآن تقديم الخدمات الأساسية وخاصة الصحة والمياه.
وأوضح أن أعمال القتل ستُولّد المزيد من الحروب وإراقة الدماء، وسيظل المدنيون أول من يعانى، وسيعانون أكثر من غيرهم. وأكد أن الإرادة السياسية والقيادة والشجاعة مُستحقة، وهى مطلوبة أكثر من أى وقت مضي.
فى سياق اخر، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عن تجدد انقطاع خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت فى مناطق جنوب ووسط قطاع غزة، نتيجة الأضرار المستمرة التى تتعرض لها البنية التحتية لشبكات الاتصالات، فى ظل التصعيد الميدانى المتواصل.
واكدت الهيئة فى بيان صحفى، امس، أنها تتابع الأمر عن كثب مع شركات الاتصالات المزودة للخدمة، وتعمل على تقييم الوضع الفنى أولًا بأول، بهدف دعم الجهود الهادفة إلى استعادة الخدمة فى أقرب وقت ممكن.
وجددت الهيئة دعوتها لتوفير الحماية اللازمة للطواقم الفنية العاملة، وضمان الوصول الآمن إلى مواقع الأعطال، لما لذلك من أهمية قصوى فى ضمان استمرارية الخدمات الحيوية، وخاصة فى ظل الظروف الإنسانية الصعبة التى يعيشها قطاع غزة.