ضرورة تفعيل القانون الدولى والإنسانى والبعد
عن ازدواجية المعاييراشتعلت المنطقة وأصبح التصعيد الأكثر والأكبر هو اللغة السائدة الآن وربما سوف تصل خلال الأيام القادمة لحرب ومواجهة بين إيران وإسرائيل، حيث قامت إسرائيل بهجمات أدت لدمار شديد فى إيران وأودت بحياة العديد من القادة والمسئولين هناك، وهو ما أدى لرد كبير من قبل إيران من إطلاق صواريخ عديدة والطائرات المسيرة والتى أدت لإصابات ودمار عديد فى إسرائيل، وهو الأمر الذى يمكن أن تكون إسرائيل قد ظنت بأنها قد تفعل ما تفعل دون عقاب وكأن العالم غابت عنه العدالة والردع، وبالتالى فإن الهجمات الإسرائيلية غير المبررة على إيران تفتح الباب لاحتمالية اتساع دائرة الصراع فى الإقليم وتمثل تصعيداً خطيراً وانتهاكا فاضحاً للقانون الدولى، وبالتالى فهناك مسئولية كبيرة يتعين على المجتمع الدولى تحملها من خلال العمل على تجنب هذا التصعيد حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة.. وإلا سوف تشهد المنطقة بالفعل نفقاً مظلماً لا نعرف متى سيتم الخروج أو الانتهاء منه وسوف يؤثر على كل دول المنطقة.
رد الفعل الإيرانى عقب الهجمات والضربات الإسرائيلية أمر طبيعى، فلا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار باستخدام القوة فهو أمر خاطئ ولن تحقق الأمن لإسرائيل، وهناك رفض كامل للمساس بسيادة الدول، وبالتالى فهناك ضرورة لتخفيض التصعيد حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة فى المنطقة دون أى تهدئة وستكون الأمور أكثر تعقيداً.
ما يحدث من تصعيد غير مسبوق فى المنطقة لا يخدم مصالح أى طرف بما فى ذلك إسرائيل، وعلى كافة الدول اتخاذ مواقف أكثر صرامة وقوة ضد هذه السياسات الإسرائيلية التى تجاوزت حدود المنطق، فهى تعتدى على سيادة الدول دون أن يتم عقابها وكأن ذلك هو حق لها، فالعدوان لن يؤدى إلا للتصعيد وسيدفع الجميع ثمن ذلك، وبالتالى فإن هناك تهاوناً من قبل المجتمع الدولى مع هذه السياسات المتطرفة، وأصبح من الضرورى أن لا تكون هناك ازدواجية للمعايير مثل ما يحدث وان يكون تطبيق المعيار الواحد هو السائد على كافة الأزمات والصراعات، فما يحدث اليوم ويراه العالم ما هو الا ظلم وهو ما يدفع للتشكيك فى هذا النظام الذى من المفترض أن يقوم على العدالة وان يكون الانحياز للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.
ما يحدث وسيحدث من صراعات هو نتيجة عدم التوصل لحل حتى الآن للقضية الفلسطينية لأنها لب الصراع فبدون حلها لن يكون هناك أمن واستقرار فى المنطقة، فقد حان الوقت والأوان من أجل العمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فمهما كان من عرقلة للولايات المتحدة باستخدام حق « الفيتو « لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلا أن فلسطين سوف تنال استقلالها وتقيم دولتهم فهو حق مشروع للشعب الفلسطينى من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
للأسف الشديد عندما نقيم تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل وبعد الهجمات الإسرائيلية على إيران سنرى التضارب الكبير بشأن تصريحاته فعندما يقول إننا ملتزمون بالحل الدبلوماسى بالنسبة للقضية النووية الإيرانية وأنه على إيران التفاوض بطريقة أكثر جدية وأود تجنب الصراع مع إيران ولكن عقب الهجمات الإسرائيلية الوضع والتصريحات اختلفت فقال كنت أعلم موعد الضربة الإسرائيلية على إيران وان كثيراً من القادة الإيرانيين لن نراهم مجددا وأيضاًً ننتظر رد فعل إيران وسندافع عن إسرائيل إذا لزم الأمر، وبالتالى فإن كل ذلك يعكس الموقف الأمريكى وانحيازه المستمر لإسرائيل وهو ما يؤكد أنه كان هناك تنسيق مسبق لما يحدث وسيحدث، وبالتالى فإن الولايات المتحدة إذا أرادت الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد وإنهاء الحرب فى غزة لعملت ذلك ولكنها للأسف الشديد تعطى الضوء الأخضر لكى تفعل إسرائيل ما تفعل وتستخدم حق النقض «الفيتو» لتعطيل أى قرار فى صالح فلسطين، فهى تقف بكل قوة وفى أى صراع إسرائيلى مع أى طرف لصالح إسرائيل وكأنه الابن المدلل للولايات المتحدة، ولكن على المجتمع الدولى أن يعى ذلك الأمر تماماًَ ويتجاوز عثراته السابقة لأن الأمر هذه المرة غير المرات السابقة.