ليس باستخدام العصا الالكترونية وحدها لاجراء التفتيش الدقيق على طلابنا قبل دخول اللجان ننجح فى التصدى لظاهرة الغش الالكترونى ..وليس بمنع المراقبين من اصطحاب هواتفهم المحمولة داخل لجان الامتحانات يمكننا ان نتصدى لجرثومة الغش ونحن نقترب من موسم الامتحانات!!
المسآلة تحتاج الى اعادة نظر فى الورقة الامتحانية بعد ان تبين ان طرح الاسئلة بنظام الاختيار من متعدد ساهم بنسبة غير محدودة فى انتشار الغش الجماعى خاصة فى حالة انصراف بعض المراقبين عن أداء دورهم التربوي!!
ولم يكن منطقيا ارتفاع درجات كافة الطلاب بلجنة واحدة بالثانوية العامة السنوات الماضية بأكثر من 95 ٪ وانكشف امرهم مع أول امتحانات الجامعات.
اتفهم مخاوف الطلاب واولياء امورهم من حصد الدرجات وبخاصة الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة عند توجههم الى مكتب التنسيق لترشيحهم على افضل الكليات والمعاهد حيث ان النصف درجة تؤثر على توزيعهم على مستوى مراحل التنسيق الثلاثة.. ولكننى لا استطيع تفهم ان تنتقل ظاهرة الغش الجماعى بين بعض من تلاميذ مرحلة التعليم ما قبل الجامعي!!
اتصور ان الفهم الخاطئ لوظيفة الامتحانات عند كل من بعض الطلاب وأولياء أمورهم واعتباره غاية فى حد ذاته والضغوط الشديدة من الآباء على ابنائهم لعبور الامتحانات بدون فشل يتسبب فى (احراج) هذه الوظيفة التى تستهدف بالأساس الكشف عن المهارات والمعلومات التى اكتسبها الطالب فى دراسته ومشواره العلمى وانه جوهر عملية التعلم.
من المؤكد ان جرثومة الغش التى تدفع بعضاً من طلابنا لتحقيق (نجاح مزيف) يضر بمجتمعنا خاصة اذا تم دفعهم لسوق العمل وهم عناصر غير صالحة مما يتسبب فى وفاة مرضى اذا ماتم تخريجهم فى كليات الطب او انهيار مبانى اذا ما تخرجوا فى كليات الهندسة!!
اتصور ضرورة ترسيخ مفاهيم التربية الدينية والاخلاقية داخل اسوار مؤسستنا التعليمية وأهمية ادراك الاسرة لقيمة التعلم والتعليم عند ارشاد ابنائهم الطلاب.
وكذلك التوسع فى اقامة المدارس والفصول الجديدة لتخفيض الكثافة الطلابية بما يتيح للمعلمين متابعة طلابهم دون مجهود داخل فصولهم وفى نشاطهم وبما يسمح بالسيطرة عليهم مع ضرورة التدقيق الشديد فى اختيار المعلمين الجدد بحيث نطمأن لتوافر الالتزام الاخلاقى والتمكن العلمى لديهم
ليس بتغليظ العقوبات وحده نحاصر الغش الالكترونى الذى تحول فى وقت من الأوقات الى جريمة.. بل اننا بحاجة لاستفادة الطلاب من بنوك الاسئلة الالكترونية التى تطلقها المؤسسات التعليمية الرسمية وبحيث لا تخرج عنها الورقة الامتحانية.