شعر “شاب” بتهرب صديقه من رد أمواله إليه فقرر الثأر والانتقام منه.. استدرجه بحجة التفاهم وفور وصولة قام بمساعدة آخرين بالتعدي عليه بالضرب وتعذيبه بلا رحمة حتي الموت وتركوا جثته وسط الشارع وفروا هاربين.. تم القبض علي الجناة وتحرر محضرا بالواقعة وأخطر اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وتباشر النيابة التحقيق.
الحادث الإجرامي وقع بمنطقة الوايلي في قلب القاهرة وعلي مرأي ومسمع من الأهالي بالحي الشعبي العريق والمعروف بشهامة “أولاد البلد” الذين يقفون دوما في الأزمات علي قلب رجل واحد ويتصدون لأي تجاوز بلا تردد.. لكنهم اكتفوا في تلك المشاهد الدموية الصادمة “بالفرجة” فقط وبسلبية شديدة حتي سقط الضحية أمامهم قتيلا وكأننا في غابة وليس دولة قانون.. وهو الأمر الذي يتكرر كثيرا وفي كل مكان وينذر بكارثة أمام انهيار وتراجع العادات الأصيلة التي كنا نعتز ونفتخر بها.
بداية المأساة
وقد دارت فصول تلك المأساة من البداية عندما تعرض الشاب الضحية لأزمة مالية دفعته بعد أن ضاقت به الدنيا للاقتراض من صديقه بمبلغ مالي اخذه منه علي سبيل “السلف” لكنه لم يستطع ردها في الميعاد المتفق علية.. وهو ماجعل الآخر يشعر بالضيق والقلق علي اموالة ليقوم بملاحقته وبالحاح شديد رافضا اعتزازه مطالبا إياه بسرعة تدبير “فلوسه” باي طريقة لعدم قدرته علي تحمله والصبر عليه أكثر من ذلك لكنة رغم كل ذلك لم يستطع الوفاء بها والسداد لتشتعل نار المشاكل والخلافات بينهما.

مهمة شيطانية
بمرور الوقت شعر الصديق بالتلاعب به “ليوسوس” له الشيطان بضرورة الانتقام من “غريمه” بلارحمة كي يشفي غليله وتبرد ناره متناسيا “الأيام الحلوة والعيش والملح” زي مابيقولوا.. هكذا ظلت تلاحقة الأفكار العدوانية ليلا نهارا حتي قرر اخيرا تنفيذ المهمة الاجرامية مستعينا بآخرين من “رفاق الشر” وافقا علي مجاملته فورا ودون تردد ليقوموا بالبحث عن “ضحيتهما” متربصين له في كل مكان لاصطيادة “غدرا “وتلقينة علقة موت بالشارع ليكون عبرة لكل الناس جزاء تهربه من سداد ديونه.
قتلوه غدرا
أمام عدم العثور علية قرر استدراجه بمكالمة تليفون هادئة بحجة التفاهم ليوافق دون تردد ودون ان يشعر بما يدبر له وبمجرد وصوله انهالوا عليه بالضرب وبعصا “بيسبول” بكل قسوة ودون أن تهتز مشاعرهم لدموعه وتوسلاته حتي لفظ أنفاسه الأخيرة في النهاية متأثرا بعملية التعذيب التي تعرض لها ولم يجد خلالها من ينقذه من أهل الشهامة والمروءة والذين وقفوا يشاهدون العرض المحزن وكانّها مشاهد درامية وليست واقع مرير امام أعينهم فر بعده الجناة هاربين.
ضبط الجناة
فور وقوع الحادث تعالت صيحات وصرخات عدد من المارة ليتم إبلاغ رجال مباحث قسم شرطة الوايلي وفور إبلاغ اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة ونائبه اللواء علي نور الدين انتقلت القوات لمعاينة الجثة ومابها من إصابات وهي ممدة وسط الشارع ونقلها لثلاجة حفظ الموتي بالمستشفي تحت تصرف النيابة بعد تحديد شخصية صاحبها المجني عليه.. وخلال ساعات تم التوصل للجناة وملاحقتهم وضبطهم ليعترفوا بكل شيء وتفاصيل القصة من البداية للنهاية بدموع الندم.
المتهمون يعترفون
اعترف الجناة أمام اللواء أحمد الأعصر مدير المباحث الجنائية بإنهم لم يقصدوا قتله وكانوا يريدون تأديبه فقط لاجباره علي رد ديونه التي اقترضها ولم يعيدها لكنة سقط جثة هامدة في لحظة غضب سيطر فيها الشبطان عليهم وسلبهم التفكير بعقلانية ليتورطوا في الجريمة بالصدفة ودون سابق انذار ويكون مصيرهم السجن والضياع جزاء تهورهم واستهتارهم..
تحرر محضرا بالواقعة وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل.. وحبس المتهمين أربعة أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهم في الميعاد لحين إحالتهم لمحكمة الجنايات.