أثبتت الأحداث العالمية ان مجلس الأمن لا يحقق العدالة المطلوبة، فعلى الرغم من إنشائه بنيويورك فى 24 أكتوبر 1945 كأحد الآليات التابعة للأمم المتحدة وكمسئول عن حفظ السلام والأمن الدوليين، إلا أن احتلال الدول الكبرى للمقاعد الدائمة فى مجلس الأمن كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة لم يحقق السلام المنشود ولم يحافظ على الأمن الدولي، بل أصبح سيفاً فى يد الدول القوية لتحقيق مصالحها.. تستخدمه وقت الحاجة ضد الدول الضعيفة دون النظر للمصلحة الدولية التى كان ينشدها العالم بعد الحربين العالميتن الأولى والثانية، فعلى الرغم من فقدان فلسطين لعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وعلى الرغم من تدمير البنية الأساسية لقطاع غزة، وعلى الرغم من عشرات السنوات من المباحثات المضنية والقرارات الدولية بين الطرف الفلسطينى والطرف الإسرائيلى تحت رعاية منظمات الأمم المتحدة وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة مصرية من أجل إيجاد حلول لتحقيق السلام الدائم والشامل إلا أن هذه المباحثات السياسية والدبلوماسية كانت تصطدم فى النهاية بالفيتو الأمريكي، فقد تم استخدام الفيتو منذ تأسيس مجلس الأمن 260 مرة، استخدمت منهم الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو 114 مرة، وتم استخدام 80 مرة منهم لمنع إدانة إسرائيل، واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو 46 مرة من أجل دعم الكيان الصهيوني، واستخدمت حق الفيتو 34 فيما يتعلق بالأراضى الفلسطينية، وكان استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لأول حق فيتو عام 1973 برفض الانسحاب الإسرائيلى من الأراضى العربية المحتلة، كما تم استخدام آخر فيتو أمريكى عام 2017 قبل عملية طوفان الأقصى ضد مشروع القرار المصرى برفض إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بهذا الحق الممنوح لها لإضاعة القضية الفلسطينية وتغيير الحقائق لصالح الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والضرب بعرض الحائط لكافة قرارات المنظمات الدولية واستخدام القوة لفرض الأمر الواقع.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقف كحكم المباراة فى تحديد قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران والتى تقوم على حصر أى اشتباك عسكرى ضمن دائرة ضيقة «محدودة ومدروسة» وفى إطار عسكرى يستثنى المدنيين للحيلولة دون اندلاع المواجهة الشاملة فى المنطقة، إلا أن رياح الأحداث قد تأتى بما لا تشتهى السفن وقد يتطور الموقف فى أى لحظة بسبب استمرار الضربات الإسرائيلية، وتظل مصر دائماً رمانة الميزان وصوت العقل سعياً لتحقيق السلام ولمنع اتساع الصراع وتمدده فى المنطقة، حفظ الله مصر.