صناعة الراديو التقليدية مازالت مؤثرة فى تنمية الوعى المجتمعى محلياً وعالمياً
كشف تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء نمو سوق محطات الراديو العالمية من نحو 84 مليار دولار عام 2022 إلى أكثر من 87 مليار دولار عام 2023 بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ 4.3٪، ومن المتوقع أن تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار فى عام 2027 بمعدل نمو سنوى مركب قدره 6.3 ٪.
ومن المتوقع أن تنمو صناعة سوق الراديو الرقمى المحمول من 4.91 مليار دولار فى عام 2022 إلى 13.20 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ 13.2 ٪ وكان لجائحة «كوفيد-19» تأثير كبير على سوق الراديو الرقمى المحمول، فقد أدت الحاجة المتزايدة للاتصالات عن بٌعد، وتدابير التباعد الاجتماعى إلى زيادة الطلب على أجهزة الراديو المحمولة الرقمية؛ لأنها تسمح بالاتصال الآمن والموثوق بين العمال فى مواقع مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المتزايد لأجهزة الراديو الرقمية المحمولة فى خدمات الرعاية الصحية والطوارئ إلى زيادة نمو السوق.
التقرير الذى صدر حول الإذاعة بعنوان «تأثير ممتد على مر العصور» سلط الضوء على التاريخ العريق للإذاعة ودورها فى تنمية واذكاء الوعى المجتمعى محلياً وعالمياً، وأكد زيادة وصول الأمريكيين إلى الراديو عبر الإنترنت بشكل كبير فى العقد الماضي؛ حيث استمع 75 ٪ من سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى الراديو عبر الإنترنت حتى يونيو 2023، مقارنة بـ 45٪ قبل عشر سنوات، كما زاد الاستهلاك الأسبوعى للراديو عبر الإنترنت بين المستمعين فى الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث ارتفع من 12 ٪ فى عام 2007 إلى 70 ٪ فى عام 2023.
التقرير استعرض ايضا أبرز التحديات التى تواجه الإذاعة على المستوى العالمى خلال الفترة الحالية ومنها انخفاض نسبة المستمعين: فى عصر تهيمن عليه الهواتف الذكية، وخدمات البث، والمحتوى حسب الطلب وظهور المنصات الرقمية وانتشار الهواتف الذكية فغالباً ما يفضل جيل الألفية والجيل Z خدمات البث والبودكاست.
أضاف التقرير أنه على الرغم من هيمنة الوسائط الرقمية وخدمات البث المباشر، فإن صناعة الراديو التقليدية ما زالت قوية وتُظهر إمكانات نمو واعدة، حيث تشير التوقعات العالمية أن صناعة الراديو ستحافظ على حجم سوقى قوى قدره 11.76 مليار دولار بحلول عام 2027، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 224 مليون مستمع فى الولايات المتحدة بحلول عام 2027.
وسلط التقرير الضوء على كيفية مساهمة الإذاعة فى التنشئة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الإذاعة تسهم فى تنشئة الأطفال من خلال الاستماع إلى الراديو يحسن التركيز على اللغة المنطوقة: حيث يدرك الأطفال الصغار بيئتهم بشكل رئيسى من خلال السمع وتوفير المعلومات حيث إذ تُعدٌّ الإذاعة مصدرًا مهمًا لحصولهم على المعرفة حول العالم، دون الصور المزعجة المحتملة التى يمكن أن تُرى مع الوسائط المرئية.
كما يشجع الراديو والوسائط الصوتية الأخرى الأطفال على الإبداع حيث يفتح عالمًا جديدًا تمامًا للأطفال، مختلفًا تمامًا عن العالم الذى تعرفوا عليه من خلال الهواتف الذكية والتلفزيون، وتخلق الإذاعة بيئة حرة لاكتشاف هوية الأطفال، ومساحة مميزة لها لغتها وموسيقاها ومحتواها الخاص.
أشار التقرير إلى أن الإذاعة، بميزاتها الواسعة، توسع آفاق الطفل ورؤاه وتصوراته وتعبيره وتفكيره ونظرته للعالم، فهى تقوم بتعليم وإعلام وترفيه ونشر وتنشئة وتواصل وتحرير الأفراد وحمايتهم من التفاهة والأحكام السريعة على الآخرين، ويمكن للأطفال أيضًا أن يتعلموا عادات التسامح والانفتاح والأخلاق الحميدة وآداب السلوك، التى يمكن أن تساعده فى إدارة مشكلاته.
كما أبرز التقرير دور البرامج الإذاعية فى تعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف المنزلي، حيث أدت الإذاعة دورًا مهمًا فى التوعية بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وساهمت فى بدء حوارات إيجابية تمكن المرأة من التعبير عن نفسها بحرية، وفى أفريقيا، ظهر العديد من المحطات والبرامج الإذاعية التى تعمل على تمكين المرأة وتعزيز دورها المجتمعي.
كما استعرض الإجراءات التى من شأنها نشر الثقافة بالمجتمع، وتعزيز الدور الحيوى الذى تؤديه الإذاعة أو البث الإذاعى فى الحفاظ على التراث الثقافى وزيادة فعاليته، خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الحالى والمنصات الرقمية الموجودة.