كل يوم نسمع عن إطلاق مبادرات رقمية مختلفة ونرى بيانات صحفية تخرج من جهات كثيرة تتحدث عن أعداد الذين استفادوا من تلك المبادرات ولكن السؤال الأهم: أين هؤلاء الشباب الذين شاركوا فى تلك المبادرات؟ وهل تستفيد منهم الدولة؟ وكيف يمكن استثمار مهاراتهم لتحقيق رؤية مصر 2030؟!
أعتقد أننا حتى الآن لم نر أياً منهم وقد تقلد منصبا مهما فى الحكومة..! أو أصبح رائد أعمال معروفاً..! أو مسئول تنفيذ فى شركة كبرى..!
منذ أيام قليلة جرى احتفال بتخرج الدفعة الرابعة من متدربى المبادرة الوطنية لتأهيل قادة مصر الرقمية.. المبادرة تُقدَم بالمجان لقيادات الجهاز الإدارى للدولة من غير المتخصصين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تطوير مهاراتهم الرقمية والقيادية للمساهمة بفاعلية فى تطوير الأداء المؤسسى ودعم اتخاذ القرارات وتقديم خدمات متميزة للمواطنين.
تستهدف المبادرة تعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعى والبيانات والتقنيات الرقمية الناشئة فى إدارة الأعمال الحكومية بما يساهم فى رفع كفاءة استخدام موارد الدولة وتعزيز الشفافية وتحقيق الاستدامة فى تنفيذ أعمال التحول الرقمى ومنظوماته بالمؤسسات الحكومية كما أنها تُعد خطوة محورية نحو بناء جهاز إدارى كُفء يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا فى إدارة الموارد وتحقيق التنمية المستدامة.
ومنذ انطلاق المبادرة فى الفترة الأخيرة تجاوز عدد خريجيها 588 متدربًا ومتدربة من مختلف الجهات الحكومية بالعديد من الوزارات.
ويتضمن البرنامج عددًا من المعارف والمهارات والتطبيقات العملية فى موضوعات التحول الرقمى والتكنولوجيات الناشئة والقيادة الرقمية الابتكارية للمؤسسات وإستراتيجية الدولة المصرية ومنظوماتها للتحول الرقمى والتطوير المؤسسى، وإدارة الأزمات والمخاطر الرقمية لضمان استمرارية الأعمال وحماية البيانات والأصول الرقمية.. كما تطرح أيضا مبادرة تحت اسم أشبال مصر الرقمية كل عام فى هذا الشهر برنامجاً مكثفاً خلال الفترة الصيفية للطلاب الذين كانوا ملتحقين بالعام الدراسى من الصف الأول الإعدادى إلى الصف الثانى الثانوى.
الآلاف من الشباب يلتحقون بمثل تلك المبادرات الرقمية فى مختلف المراحل العمرية منذ عدة سنوات فأين يذهبون؟ وماذا يفعلون؟ هل هناك من يتابعهم؟ هل هناك من يوفر لهم فرصة عمل مناسبة؟ هل هناك من يرسم لهم الطريق حتى تستفيد منهم الدولة؟.. أعرف أن القليل من هؤلاء النوابغ تتخطفهم الشركات العالمية الكبرى ولكن هل هذا هو فقط المستهدف من تدريبهم وتأهيلهم أن يسافروا أو يهاجروا للخارج دون أن يردوا الجميل لبلدهم وأين يذهب الباقون؟!
أتمنى أن تكون هناك خطة واضحة المعالم لتبنى هؤلاء الشباب وتخطيط مستقبلهم وتوفير فرص عمل لهم بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 بدلا من تدريبهم فقط وتركهم يصارعون الأمواج بمفردهم.