وزارة الداخلية فى عيد الشرطة لهذا العام أطلقت أغنية ذات دلالات ومعان بعنوان «أبطال وأسود» وفيها تقول الأغنية «السبع خطى وخطوته زلزال، المصرى حر بيبان من الأفعال وعشانها ضحى وخطى شق جبال.. قدم شهيد يا مصر ليكى وفخر للأجيال، وحوش وأبطال فى جبال فى الصخر نفوت ونهد الأعادى ولا بنهاب الموت.. أبطال على النار بنفوت نفديكى يا بلادى».
وعندما تحتفل وزارة الداخلية ورجال الشرطة فى مصر بعيدهم فإننا أولاً نتوجه إليهم بالتهنئة فى هذه المناسبة التى تأتى تخليداً لذكرى الرجال، رجال وقفوا فى عام ٢٥٩١ يرفضون الاستسلام وتسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية لقوات الاحتلال الإنجليزى وأن ترحل قوات الشرطة المصرية عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة بعد أن أدرك البريطانيون أن الفدائيين المصريين يعملون تحت حماية الشرطة.
ونتذكر بكل الفخار تضحيات الرجال.. رجال استشهدوا دفاعاً عن الشرف، وعن الكرامة بعد حصار شارك فيه سبعة آلاف جندى بريطانى فى مواجهة عدة مئات من رجال الشرطة المصرية ببنادق تقليدية واستشهد فيها خمسون شرطياً وثمانون جريحاً.
وعندما نحتفل بذكرى هذا اليوم فإننا نحيى الرجال.. الرجال فى كل موقع وعلى كل المستويات.. رجال هم العيون الساهرة لهذا الوطن.. رجال هم دائماً فى المواجهة وهم الذين قد يتحملون أخطاء غيرهم ولكنهم لا يبحثون إلا عن هدف واحد وهو الأمن والاستقرار للوطن.
< < <
ونعود للتاريخ أيضاً.. للمؤامرة التى خططوها للإيقاع بالشرطة المصرية فى احتفالها بعيدها فى الخامس والعشرين من يناير من عام ١١٠٢ حين حاولوا استدراج الشرطة وجرها لمواجهة مع الشعب فى ميدان التحرير، وحين انتظروا أن تلجأ الشرطة إلى استخدام العنف لفض المظاهرات التى تجمعت واندلعت فى الميدان.. فالسيناريو كان مخططاً للفتنة.. لمواجهة دموية تثير المشاعر وتخلق حالة من الغضب الجماهيرى.. كانوا ينتظرون بحوراً من الدم بين شباب مصر وشرطة مصر.. فكان القرار الحاسم.. القرار الذى كان سبباً فى تجنيب مصر لكارثة.. كان قراراً لانسحاب من الميدان، وإخلاء الساحة للمتظاهرين للتعبير عن مواقفهم وآرائهم ومطالباتهم بالتغيير.. وكان فى الانسحاب نجاة من العواقب والمؤامرات.. فالرصاص المصرى لا ينطلق أبداً فى صدور أبناء الوطن.. ورغم أن الشرطة تركت لهم الميدان لحرية التعبير والاعتصام والتظاهر إلا أن أطراف المؤامرة أرادوها فوضى فانطلقوا نحو أقسام الشرطة يحاولون حرقها وتدميرها.. ويحاولون أيضاً تعقب رجال الشرطة لكى لا تعود الشرطة إلى الشارع أبداً ويصبح تحت سيطرة كل أشكال الخارجين عن القانون.
< < <
وعشنا الأيام الصعبة عندما غابت الشرطة بعد أحداث يناير.. عشنا فراغاً أمنياً هائلاً مدمراً لو حدث فى بلد آخر لما قد قامت له قائمة بعد ذلك.. عشنا ننتظر ونتلهف على ظهور «عسكرى» فى أى مكان.. عشنا نترحم على الوجود الأمنى وواجهنا وحدنا المجهول فى أيام صعبة سوداء نأمل ونتمنى ألا تتكرر أو تعود مرة أخرى.
وفى هذه الأيام الصعبة ظهر رجال الجيش المصرى لسد الفراغ الأمنى.. وقفزنا فوق الدبابات فى الشوارع لنقبل علم مصر المرفوع فوقها ونشد على أيدى الرجال الذين أتوا لإنقاذنا من الخوف والقلق والذعر.. ذهبنا لننام فى بيوتنا مرة أخرى فى أمن وأمان.. فقد وقف رجال الجيش فى الشوارع يوفرون الحماية ويؤكدون أن الدولة لم تسقط.. فقد سقط النظام ولكن مؤامرة إسقاط الدولة قد فشلت وأن الشرطة ستعود أيضاً بتعاون مشترك مع الجيش.. فالهدف واحد وهو تأمين الجبهة الداخلية وإعادة عجلة الحياة.
وياه.. ياه على ذاكرة الأيام عندما بدأت الشرطة تظهر مرة أخرى فى شوارعنا.. عندما بدأت الأقسام فى العمل تحت حماية الجيش.. حين نظرنا حولنا وتأكدنا وعرفنا قيمة ومعنى الوجود الأمنى.. حين ذهبنا إلى كل شرطى يقف فى الميدان لتنظيم المرور.. وإلى كل ضابط ظهر فى سيارة شرطة لتأمين المنشآت والشوارع لنقول لهم.. حمدالله على السلامة.. عوداً حميداً.. أنتم فى خدمة الشعب والشعب بكم ينعم بالأمن والأمان وما أعظمها من نعمة تفوق كل شىء آخر.. شكراً لكم فى عيدكم أبطال وأسود مصر.
< < <
ونذهب بعيداً عن رجال الشرطة فى عيدهم إلى الذين يريدونها فوضى فى العالم والذين لا يبرعون إلا فى سلب حقوق الآخرين ونتحدث عن إسرائيل التى تواصل مساعيها لطمس قضية شعب والتخلص منه إلى الأبد.. فأغرب اقتراح تقدمت به إسرائيل للاتحاد الأوروبى رداً على مساعى التوصل إلى اتفاق لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية هو أن يقوم الاتحاد الأوروبى ببناء جزيرة للفلسطينيين فى عرض البحر الأبيض المتوسط ينتقل إليها سكان قطاع غزة..!! ولأن الاقتراح سخيف ويأتى فى سياق المحاولات الإسرائيلية الفاشلة لتفريغ القطاع من سكانه فإن وزير الخارجية الفلسطينية رد عليه بالقول «من يقترح إنشاء جزيرة فليذهب هو إليها».
ونعم فليذهبوا إلى مكان آخر بعيداً عن الأراضى الفلسطينية التى لن يتخلى عنها أهلا.. فالخروج الفلسطينى من أى جزء من الأراضى الفلسطينية هو تسليم بنهاية الحلم الفلسطينى فى الدولة المستقلة.. وهو استجابة وتحقيق للحلم الإسرائيلى فى القضاء الكامل على فكرة الدولة.. والصمود الفلسطينى هو ما سيجبر إسرائيل على التراجع وهو ثمن تضحيات الشهداء فى حرب الإبادة التى سيخرج منها الشعب الفلسطينى منتصراً لأنه أعاد إحياء قضيته من جديد.. ولا إهدار لهذا المعنى الذى يمثل كل الانتصار.
< < <
ولا حديث يعلو فوق المباراة الكروية الدراماتيكية لمنتخبنا الوطنى مع الرأس الأخضر، وهى المباراة التى كانت مصيرية لمواصلة المشوار فى البطولة الأفريقية.. ولولا تعادل موزمبيق مع غانا لكان الحلم قد انتهى.
ونقول عن هذه المباراة إن من أجمل لحظاتها عندما أحرز مصطفى محمد هدفاً وسارع بعدها إلى رفع «تيشرت» محمد صلاح..! مصطفى محمد بهذه اللقطة أعاد الاعتبار لصلاح بعد أن تعرض لحملة تشويه وتشكيك للنيل من وطنيته.. أعظم لاعب فى تاريخ مصر.. وهذه الروح الجميلة بين اللاعبين أهم من كل البطولات.. هذه الروح هى الرياضة التى نستمتع بها لتعيد اكتشاف أفضل ما فينا.
< < <
<< وأخيراً:
الثقة كالحياة.. لا تمنح لنفس الشخص مرتين.
< < <
وكل الأوغاد الذين قالوا لنا عليكم أن تصعدوا
السلم درجة درجة كان لديهم مصاعد..!
< < <
والأصدقاء نوعان: صديق لا تنسى فضله طوال حياتك،
وصديق لا تنسى غدره حتى يوم وفاتك.