كثيراً ما تناولنا قضية الوعى سواء من خلال جريدتنا الغراء أو الندوات واللقاءات التى نشارك فيها بحسبانها قضية تتعلق بالأمن القومى للبلاد….ودائماً ما أحاول أن أكون موضوعياً فى إثارتى لتلك القضية مبتعداً عن التهويل أو التهوين فيها وذلك لكى يكون حديثى متقبلاً من الجميع رجالاً ونساءً وشباباً وفى بعض الأحيان للأطفال أيضاً.
ودائماً ما يأتى علينا شهر يونيو من كل عام محملاً بالأكاذيب والشائعات ومحاولات إحراج الدولة المصرية بإعتباره الشهر الذى أسقط فيه الشعب المصرى حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى 2013 واستعادة الشعور بالأمان والإستقرار فى ظل قيادة وطنية رشيدة…. .ومن هنا فإنه من الواجب علينا – كل فى موقعه – أن يواجه أى محاولات للتأثير على الوعى الجمعى لأبناء الشعب المصرى والتصدى لها بكل ما أوتى من ثقافة ومصداقية وقوة تأثير إيجابى من خلال وجوه لها مصداقية وقبول لدى الشارع المصرى…. وأقترح هنا أن يتم الاستعانة بالسادة السفراء الذين سبق لهم العمل فى بعض الدول التى تربطنا بها علاقات متميزة أو علاقات متوترة كى ينقلوا لنا صوراً حقيقية لعلاقاتنا مع تلك الدول فى الوقت الحالى…. وعلى الصعيد الداخلى أرى أنه لا بأس من أن يكون هناك برنامج أسبوعى لأحد السادة الوزراء أو المسئولين كى ينقل بكل شفافية ومصداقية الإنجازات التى تحققت وأيضاً الإخفاقات وهذا ليس عيباً على الإطلاق فالكمال لله وحده ولا يمكن أن يكون جميع ما نقوم به من جهد وعطاء تتحقق نتائجه بالدرجة الكاملة فهناك احتمالات طبيعية للنجاحات أو عدمها.
إن بلادنا تتعرض حالياً لحملات ممنهجة لإحراجها أمام المجتمع الدولى وجميعنا أصبح على وعى ودراية أن ذلك يرجع للموقف الواضح والصريح للقيادة السياسية الرافضة لأى ضغوط خارجية تمارس عليها ورفضها تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها…. .ومن هنا كان الالتفاف والدعم المستمر واليقظة والوعى ضرورة ملحة لتدعيم موقف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ولا أعتقد أن هناك مصرياً وطنياً وشريفاً إلا وهو داعم لسيادته فى مواقفه الوطنية والتى يحاول من خلالها الحفاظ على ما تبقى من الأمن القومى العربى والذى بدا وكأنه يتفتت تحت تأثير الضغوط والإغراءات وأيضاً الخوف من ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية خاصة فى الآونة الأخيرة.
سمعنا فى الأيام الماضية عن قصة الجامعة العربية وكيف أشعلتها السوشيال ميديا وكذلك المسيرة المسماه بقافلة الصمود والتى لم يخف علي أحد أنها لم تكن تستهدف دعم غزة وإنما إحراج مصر والمزايدة عليها، وكل هذا يحتاج إلى المزيد من الوعى.
ونأتى بعد ذلك الى صفحات التواصل الاجتماعى مجهولة الهوية التى أصبحت منتشرة كالسرطان فى جسد شبكات السوشيال ميديا وجميعها تبث سمومها بشكل يومى وبأسلوب ممنهج وتراعى فيه جميع الفئات العمرية وأيضاً الثقافية والإجتماعية والسياسية وهنا يجب أن أسجل بكل الصدق أن تلك المواقع تحقق بالفعل نجاحاً وتأثيراً أشعر به من خلال الأسئلة والمناقشات التى أتعرض لها سواء من الطلبة أو بعض أعضاء الأحزاب بل والمثقفين ايضاً…..والغريب هنا أن البعض أحياناً لا يقتنع بالردود التى يسوقها من يتصدى للرد على تلك الشائعات وهذا بلا شك يرجع الى عدم إلمامه بأصل الموضوع أو ضعف الحجة أو ضعف الشخصية وهذا أيضاً يستلزم أن يتم إعداد من يتصدى لتلك المحاولات إعداداً جيداً على كافة الأصعدة التى تتناولها تلك الشائعات والمحاولات…وهنا يجب أن أشير الى أحدث ما تقوم به الشبكات العنكبوتية التى تديرها جماعة الإخوان حيث انتشرت مؤخراً بعض الألعاب الإليكترونية مستغلة فى ذلك الحريات الرقمية والإعلامية لتوسيع نفوذها بهدف زعزعة الاستقرار وزيادة الانقسامات الاجتماعية وإثارة الفوضى ولم تترك الجماعة أى وسيلة إلا واستخدمتها لتحقيق أهدافها فها هى تلجأ الى هذه الوسيلة للتأثير على الشباب بشكل غير مباشر عبر تضمين رسائل دعائية واستغلال منصات الدردشة كوسيلة لتجنيد عناصر جديدة للجماعة اعتماداً على جاذبية تلك الألعاب وضعف الرقابة عليها…. وها نحن نرى الشباب فى جميع الأماكن والمواقع أصبح ارتباطهم بأجهزة التليفونات المحمولة ارتباطاً مرضياً لا يكاد يتركه حتى أثناء المحاضرات أو العمل بل وفى سرادقات العزاء والأفراح وتؤكد العديد من التقارير أن جماعة الإخوان تستخدم منصات الألعاب للتواصل مع أنصارهم فى مصر وخارجها خاصة بعد القيود التى قامت بها الدولة ضد بعض قنواتهم الإعلامية…. ومن هنا فإننا يجب ألا نهمل تلك المحاولات وهذه الأساليب خاصة خلال تلك المرحلة المهمة التى تمر بها البلاد.
لقد أصبحت قضية الوعى بالفعل فرض عين على كل مصرى مخلص وشريف يجب أن يتصدى لهذه المحاولات الشرسة التى تحاول التأثير على أمن وسلامة الوطن….ونحن لهم بالمرصاد بإذن الله…وللحديث بقية.