إلى أين سيذهب الشرق الأوسط؟.. وماذا ينتظر المنطقة؟.. فالأوضاع تزداد سخونة والتعقيد يتزايد.. ومن الواضح أننا على بعد ساعات أو أيام من أحداث خطيرة.. فالصراع الإقليمى هو صراع بالوكالة فى إطار صراع دولى محتدم تديره الولايات المتحدة وتمسك بريموت الإشعال فى ظل الحرب الشرسة التى تدور رحاها بين واشنطن مع بعض أذنابها فى الإقليم من ناحية والصين وروسيا من ناحية أخرى.. وكما قلت فى إطار السباق المحموم بين نظام عالمى قديم وقائم تقوده الولايات المتحدة وتسعى للحفاظ على استمراره ونفوذها وهيمنتها ومصالحها ومزيد من التوسع بل وإعادة رسم الشرق الأوسط بما يحقق أهدافها ومصالحها وربما تلقى بالفتات لبعض الأطراف الإقليمية التى تقوم بأدوار وظيفية تخدم الأهداف الأمريكية مثل دولة الاحتلال الإسرائيلى قد تعمل على تحقيق أوهامهم وخرافاتهم فى التوسع واضغاث الأحلام فى إقامة إسرائيل الكبرى.. وتتحرك الولايات المتحدة وفق مراحل متدرجة للإشعال لوقف التمدد والمصالح الصينية والروسية الذين يمثلون النظام العالمى الجديد المتطلع للظهور مع تضامن ودعم إقليمى ودولى لمشروع النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب لإيقاف الغطرسة الأمريكية.. لذلك واشنطن تسعى لضرب وتقليم أظافر التوسع والتمدد الصيني- الروسى فى الشرق الأوسط وأفريقيا ولعل الصعود الصينى المتنامى هو أكبر خطر تراه واشنطن على مصالحها وهيمنتها.
لكن هناك ثمة تحركات مفاجئة فى المنطقة والشرق الأوسط تشير إلى اقتراب أحداث خطيرة فنحن نتحدث عن تصريحات أمريكية سواء على لسان الرئيس دونالد ترامب بأنه بات أقل ثقة فى موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم.. وفى ظل الفشل المستمر لمفاوضات واشنطن وطهران حول الملف النووى الإيرانى وذلك يتزامن مع أرجاء الجنرال مايكل كوريلا شهادته أمام المشرعين الأمريكيين التى كان مقرراً لها بالأمس الخميس بسبب توترات محتملة فى الشرق الأوسط.. وأيضاً إخلاء الدبلوماسيين وعائلات العسكريين الأمريكيين من البحرين والكويت والعراق واتصال ترامب بنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف والذى قرر عقد اجتماع طارئ مع المجلس الأمنى الإسرائيلى المصغر عقب الاتصال.. والسؤال المهم فى ظل هذه المعطيات هل نحن أمام اتفاق أمريكي- إسرائيلى على ضرب إيران ومنشآتها النووية؟
بطبيعة الحال هذا العمل لن يمر على المنطقة بالخير بل سيكون له تداعيات خطيرة.. وهو ما عبر عنه الرئيس الإيرانى ثم وزير الدفاع الإيرانى عزيز ناصر بأن طهران سوف تستهدف قواعد أمريكية فى المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن.. الحقيقة أن المعطيات تشير إلى عمل أو هجوم أمريكي- إسرائيلى متوقع ومرتقب على إيران.. وإن كانت واشنطن تريد أن تكون إسرائيل فى المواجهة.. وبطبيعة الحال فإن هذا العمل يتمناه نتنياهو الذى يريد دائماً الهروب من مشاكل الداخل حيث تواجه حكومته السقوط والحل فى ظل ثورة اليهود الحريديم لحل الكنيست وبالتالى سقوط حكومة نتنياهو لكن رئيس الوزراء المتطرف يسابق الزمن من أجل تصعيد جديد يبقيه فى منصب رئيس الوزراء ويباعد بينه وبين الحساب والمحاكمات.
والحقيقة من الواضح إن القرار الأمريكي- الإسرائيلى تجاه إيران تم اتخاذه.. فهناك هيئة بريطانية بحرية طالبت بالابتعاد عن مضيق هرمز والخليج العربى وخليج عمان بسبب التوترات المحتملة.
الغموض يسيطر على الشرق الأوسط فى الأيام القادمة فى ظل تنامى نشاط الميليشيات والجماعات الإرهابية والمرتزقة والطابور الخامس فى حالة اصطفاف ونشاط غير عادى تزامنا مع التحركات «الصهيو- أمريكية» وبطبيعة الحال فإن هذه الميليشيات وهؤلاء المرتزقة صدرت لهم التعليمات والتكليفات وأيضاً فى ظل تصاعد الإجرام الإسرائيلى فى غزة والحصار والتجويع ومحاولات ومخططات الدفع بالفلسطينيين على الحدود المصرية من أجل تنفيذ أوهام التهجير والتوطين وهو ما قابلته الدولة المصرية بتحذير شديد اللهجة.. وإعادة التأكيد على أن الأمن القومى المصرى خط أحمر لا يمكن التفريط أو التهاون فى حمايته واتخاذ التدابير والإجراءات على الأرض التى تؤكد أن ما تتوهمه إسرائيل هو المستحيل بعينه.
هناك مخطط أمريكى مضمونه إشاعة حالة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط والمنطقة ولعل تصريح الرئيس ترامب سحب موظفى السفارات الأمريكية من بعض الدول يفتح باب التساؤلات هل بات الهجوم وشيكاً على طهران ومنشآتها النووية؟.. وماذا عن عواقب وتداعيات هذا الهجوم على المنطقة والشرق الأوسط والدول التى تتواجد فيها مصالح وقواعد أمريكية؟.. هل نحن أمام حرب شاملة فى ظل تصريحات إيرانية تتوعد بالرد واستهداف المصالح والقواعد الأمريكية والعمق الإسرائيلي؟.. ومن المستفيد ولمصلحة من وماذا عن موقف الدول الكبرى مثل الصين وروسيا؟.. بطبيعة الحال نحن أمام خيارين أو سيناريوهين إما إتباع سياسة حافة الهاوية للضغط على إيران لقبول الشروط الأمريكية فى اجتماع الأحد القادم أو الجولة الأخيرة.. أم أن القرار تم اتخاذه.. الساعات القادمة ستكشف الحقيقة.. وهى الساعات الأخطر على مستقبل المنطقة.. والحقيقة أن الجميع سيدفع الثمن ومن توهموا أنهم بعيدون عن الخطر والحريق أخطأوا وغداً نعرف وندرك قيمة ما أكدت عليه القاهرة بأن الحل الإقليمى لمشاكل وأزمات المنطقة هو الأفضل.. وأيضاً ان حماية أمن البحر الأحمر هو مسئولية الدول المطلة عليه.. وأيضاً التحذير من خطورة التصعيد وتوسيع رقعة الصراع بما ينذر بحرب شاملة تدفع إليها دول وشعوب المنطقة. تحيا مصر