بحث وزير الخارجية سامح شكرى مع سكرتير عام حلف شمال الأطلنطى «الناتو» «ينس ستولتنبرج»، سبل تعميق آليات التشاور المتبادل تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك، والجهود الجارية لتدشين برنامج الشراكة المُصمم بشكل فردي.
صرح السفير أحمد أبو زيد، المُتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، امس، بأن اللقاء يأتى فى إطار الاهتمام بالتشاور مع «الناتو» بشأن تطورات التعاون الثنائى وتطورات الأزمات الإقليمية الراهنة.
أوضح أن اللقاء أعاد التأكيد على الزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية بين مصر و»الناتو»، وتثمين مستوى التعاون القائم، وهو ما انعكس فى زيادة وتيرة تبادل الزيارات رفيعة المستوى خلال العام الماضي.
أعرب الوزير شكرى والسكرتير العام عن التطلع لتدشين البرنامج فى أقرب فرصة، بما يمهد لتعزيز التعاون فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فى مجالات بناء القدرات ونقل الخبرات، مكافحة الإرهاب والعبوات الناسفة والمرتجلة «C-IED»، بالإضافة إلى التعاون فى مجال إزالة الألغام، أخذًا بعين الاعتبار التوسع الجغرافى للمناطق الحضرية بالقرب من حقول الألغام التى خلفتها الحرب العالمية الثانية، وعلى ضوء الإمكانات والخبرات التى يتمتع بها حلف «الناتو» فى هذا المجال.
ثمن سكرتير عام «الناتو» الشراكة القائمة بين مصر والحلف، مؤكدا تقديره للدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى المنطقة ومساهمتها فى تعزيز الأمن والاستقرار بها.
حذر وزير الخارجية سامح شكري، مجدداً، من مغبة استمرار الأزمة فى قطاع غزة واتساع دائرة الصراع، والزج بالمنطقة فى سيناريوهات وشيكة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، بدأت تظهر ملامحها فى التوترات التى تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر وتأثيراتها على أمن الملاحة الدولية.
جاء ذلك خلال لقاء عقده وزير الخارجية، مع رئيس المجلس الأوروبى «شارل ميشيل»، فى العاصمة البلجيكية بروكسل.
أكد «ميشيل» دعم المجلس الأوروبى لـ«ترفيع» العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى لمستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، والتى من شأنها أن تنقل التعاون الثنائى بين الجانبين إلى آفاق أرحب تتوافق مع الزخم السياسي، الذى تشهده العلاقات المصرية- الأوروبية.
شدد رئيس المجلس الأوروبى على أن التحديات الإقليمية الراهنة أثبتت الدور المحورى والإقليمى لمصر كركيزة للأمن والاستقرار فى المنطقة التى أصبحت تموج بالاضطرابات، كما أثبتت كون مصر شريكاً يمكن الاعتماد عليه والوثوق به فى مواجهة هذه التحديات.
استعرض وزير الخارجية جهود مصر الحثيثة فى حلحلة الأزمة الراهنة فى قطاع غزة، وضمان النفاذ المستدام لأكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية فى القطاع، مشيراً – فى هذا السياق – إلى المعوقات التى تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات والتى تعقد من الوضع الإنسانى الكارثى فى قطاع غزة الذى أصبح أغلب سكانه من النازحين.
شدد على حتمية إيجاد مسار سياسى لتسوية القضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين؛ للوصول إلى حل شامل ومستدام لها باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما تبادل الجانبان التقييمات بشأن الأوضاع فى السودان والصومال.
أكد وزير الخارجية سامح شكرى أهمية تعزيز الحوار البناء والموضوعى بين مصر والبرلمان الأوروبى على أسس الصداقة والاحترام المتبادل، خلال اللقاء الذى عقده وزير الخارجية مع رئيسة البرلمان الأوروبى «روبرتا متسولا»، وذلك على هامش زيارته الحالية إلى بروكسل.
من جانبها، أكدت رئيسة البرلمان الأوروبى أهمية وإستراتيجية علاقات الاتحاد الأوروبى بمصر وأن يتم توظيفها لخدمة مصالح الجانبين ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية المشتركة بعد التنسيق والتشاور، كما أكدت الدور الإقليمى والمحورى الذى تضطلع به مصر إزاء المنطقة وجهودها المستمرة فى تحقيق الأمن والاستقرار بها، والذى يصب أيضا بالتبعية فى صالح أمن القارة الأوروبية.
أكد شكرى لأهمية الدور الذى يمكن أن يضطلع به البرلمان الأوروبى باعتباره صوت وضمير المواطن الأوروبي، فى المطالبة بوقف إطلاق النار، والالتفات إلى معاناة الشعب الفلسطينى غير المسبوقة على مدار ما يزيد على المائة يوم من الحصار والتجويع والاستهداف.
وتطرقت المناقشات أيضا إلى الأوضاع فى اليمن والسودان.
اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على حوار مباشر ومتواصل بين الجانبين المصرى والأوروبى بشكل يسهم فى تعزيز التفاهم وتناول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال الحوار البناء.
وخلال المؤتمر الصحفى على هامش اجتماع مجلس الشراكة المصري- الأوروبى فى بروكسل، أعرب وزير الخارجية سامح شكري عن تقديره لكل المشاركين فى المجلس المصرى -الاوروبي والمساهمين فى تطوير العلاقات بين الجانبين لتصبح أكثر تأثيرا وفاعلية.
كما أعرب شكرى عن سعادته بالمحافظة على مستوى جيد من التفهم والالتزام فى التعامل بين مصر وأوروبا، مؤكدا استمرار مصر قدما فى تحقيق شراكة مستدامة وفعالة لحل الأزمات المشتركة والحصول على منفعة للمساهمة فى بيئة أفضل لقضايا مختلفة لتعزيز العلاقات على كافة الأصعدة.
أكد المفوض الأوروبى لشئون الجوار والتوسع أوليفر فاريلى على الأهمية القصوى التى توليها أوروبا لتعزيز العلاقات والشراكة مع مصر، واصفا فى الوقت نفسه الشراكة المرتقبة بين الاتحاد الأوروبى ومصر بـ»العصر الذهبي».
قال فاريلى فى كلمة خلال مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية سامح شكرى أمس من بروكسل ـ إن « مصر تعد شريكا يعتمد عليها فى المنطقة»، مؤكدا أن استقرار وسلام وازدهار مصر من أهم أولويات أوروبا.
أشار إلى المناقشات العديد التى جرت خلال السنوات الماضية بين الاتحاد الأوروبى ومصر بهدف تعميق الشراكة وتوطيدها، معربا فى الوقت ذاته عن أمله فى توقيع هذه الشراكة فى القريب العاجل مع مصر.
أوضح فاريلى أن الاتحاد الأوروبى ناقش مع مصر خطة الاقتصاد التى بموجبها يتم استثمار حوالى 9 مليارات دولار فى مصر، منوها إلى الجهود التى بذلت فى الاتحاد الأوروبى حتى يكون المستثمر الأول فى مصر.
وقع سامح شكرى وزير الخارجية، وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، الاتفاق الإطارى بين مصر والاتحاد الأوروبي، لتعزيز استفادة مصر من عدد من البرامج الأوروبية الفنية، وذلك على هامش الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي.