أصبحت قاعة الاجتماعات الرئاسية بالبيت الابيض منصة لاعتراف الضيوف أمام العالم عن طريق وضعهم فى بؤرة الأحداث أمام وسائل الإعلام بشكل مباشر وتوجيه الاسئلة والاتهامات إليهم وإصدار قرارات ضدهم ، وهى إستراتيجية جديدة وسابقة دبلوماسية الاولى من نوعها للارباك وانتزاع التصريحات الفورية ، بدأت هذه الإستراتيجية كان أشهرها مع الرئيس الاوكرانى فولوديمير زيلينسكى ، حيث كان التعليق والانتقاد الاول الذى وجهه الرئيس الأمريكى ترامب ضد زيلينسكى عدم إرتدائه للملابس الرسمية فى البيت الابيض ، كما تلقى الرئيس الاوكرانى العديد من الاتهامات من الرئيس الأمريكى بالمقامرة لاشعال حرب عالمية ثالثة وتعريض الجيش الاوكرانى للتهلكة، وطالبه باظهار امتنانه للولايات المتحدة الأمريكية لما قدمته من أسلحة ومساعدات لأوكرانيا، كما اتهمه بأنه غير مستعد للسلام، وإن بلاده فى ورطة وإنها لا تنتصر فى الحرب، وإن على زيلينسكى أن يوافق على وقف إطلاق النار.وقال ترامب موبخاً زيلينسكى : لست فى موقع يمكنك فيه أن تملى علينا ما الذى سنشعر به لقد وضعت نفسك فى وضع سيئ جدا. لا تملك الأوراق فى الوقت الراهن وأنت تجازف بحياة ملايين الأشخاص.
وكذلك شخصية سياسية أخرى وقفت على منصة الاعتراف بالبيت الابيض رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزاحيث فوجىء بطلب الرئيس ترامب اطفاء الانوار وتشغيل شاشتين تليفزيونيتين عرضا عليهما فيديوهات لتعرض البيض فى جنوب افريقيا للاضطهاد والابادة الجماعية ومصادرة أراضيهم ، كما اشتمل الفيديو على مشاهد أظهرت صفوفاً من الصلبان اشار ترامب إلى أنها مواقع تم فيها دفن قتلى المزارعين البيض البشرة ، كما عرض ترامب خلال اللقاء عدداً من المقالات قال إنها تقدم دليلاً على حالات عنف وقتل مزارعين بيض البشرة فى جنوب أفريقيا وسلم ترامب نسخاً منها للرئيس رامافوزا، ومن المحتمل ان يكون الموقف السياسى الذى اتخذته جنوب أفريقيا بملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية فى قطاع غزةوسقوط الآلاف من الضحايا بسبب القصف الإسرائيلى وأعمال التهجير القسرى للفلسطينيين وتدمير بيوتهم هو السبب فيما آلت إليه تطورات الأحداث على منصة اعتراف البيت الابيض والتى كانت سببا فى قطع إدارة ترامب للمساعدات والدعم عن جنوب أفريقيا معللاً ذلك بمصادرة حكومة جنوب أفريقيا للأراضى وانتهاك حقوق الإنسان، وهى للاسف نفس الاتهامات التى تمارسها إسرائيل يومياً ولكن بمساندة الصهيونية العالمية، وبدعم من الولايات المتحدة على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، إلى جانب استخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن لإفشال أى مشروع قرار ضد مصلحة إسرائيل دون النظر لأى اعتبارات إنسانية من أطفال قتلى ونساء ثكلى وفقر مدقع ودمار شامل.