كل يوم يمر يؤكد أن هذا العالم المتحضر المتمدين الذى بذل أصحابه أقصى ما لديهم من مجهودات عقلية ومادية وفكرية ومعنوية فى طريقه الآن إلى زوال.
نعم.. إلى زوال وأرجو ألا تتهمونى جزافاً بأنى دخلت فى دائرة التشاؤم التى سبق أن دخلها قبل منى ملايين الملايين.
من يتصور أن إسرائيل هى التى باتت تحرك ماكينات الشر والخير فى آن واحد وأن أمريكا بجلالة قدرها تسير وراءها خاضعة مطيعة وبالتالى عندما يغضب «سفاح القرن» بنيامين نتنياهو سرعان ما يهرع الرئيس بايدن لتهدئة خاطره وإعادة البسمة إلى شفتيه بل ترجوه أمريكا أن يقبل اتصالاً هاتفياً من زعيم زعماء العالم.. وطبيعى أن يتدلل الصديق الحميم أو يرسم علامات العتاب على وجهه ومعه عيناه اللتان تقطران حقداً وكراهية وغلاً وحسداً للمقربين منه وغير المقربين.
المهم فى النهاية يحدث الاتصال المرتقب وتعود الأمور إلى مجاريها لكن تحوطها كل دوافع الاستفزاز والغضب والرغبة فى الحصول على «صك مكتوب» يتعهد فيه الرئيس الأمريكى بألا يتكرر ما حدث بأى وسيلة من الوسائل.
>>>
السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
مثل ذلك المشهد.. هل يزيد من تعميق العلاقة بين الرجلين أم العكس؟!
وقبل أن يظهر رد الفعل التلقائى لدى بنيامين نتنياهو يكون مجلس النواب الأمريكى قد وافق على مشروع قانون يمنح إسرائيل 26 مليار دولار وكأن الأمريكان يريدون أن يسددوا «عربون» علاقة جديدة تتوارى أثناءها أية احتمالات سلبية أو غير سلبية!.
لكن قبل أن يخرج نتنياهو للجماهير الحاشدة أمام مكتبه فى تل أبيب ليزف لها النبأ السعيد يفاجأ وهو ما زال أمام النافذة بمن يأتى ليبلغه بأن مجلس النواب الأمريكى نفسه يتعهد بإصدار مشروع قانون فرض عقوبات على كتيبة فى الجيش الإسرائيلى اسمها «نيتسح يهودا» أو فرقة مشاة النار واتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.
>>>
وهنا تنزل الصاعقة مرة أخرى فوق رأس بنيامين نتنياهو لكنها صاعقة من نوع مختلف مما يؤدى بنتنياهو إلى فقد أعصابه بل يجن جنونه ويخرج إلى المتظاهرين أمام مكتبه يصف ما حدث بالانحدار الأخلاقى متعهدا بألا يصدر مثل هذا القرار بحال من الأحوال.
>>>
الأغرب.. والأغرب أن كل هذه السيناريوهات التى تبدو خيالية أحيانا ومنفلتة أحيانا أخرى تجرى وكل من أمريكا وإسرائيل تتوسعان فى عملية قتل الفلسطينيين ودفن جسامينهم فى مقابر جماعية.. وفى قطع رءوس أطفالهم وهم فوق صدور أمهاتهم..!
أيها العالم.. أيها العالم: هل هناك أمل فى أن تستيقظ من سباتك وغيبوبتك .. ورغبتك العارمة فى محو الفلسطينيين محوا من هذه الدنيا؟!
لكن الله سبحانه وتعالى يستحيل أن يمكن أعداءه وأعداء الإنسانية جمعاء من تحقيق ما يسعون إليه منذ أن خرجت القضية الفلسطينية من رحم أم زائفة ودخيلة على الأرض ما زالت تدعى ملكيتها حتى الآن.!
>>>
و..و.. شكراً