نسمع كثيراً عن علوم الطاقة والتخاطر والاستبصار ورؤية ما هو خارج نطاقات الحس والرؤية والأشياء الخارقة للطبيعة كمعرفة ما يحدث الآن فى مكان بعيد دون أى وسائل مساعدة وكذلك التنبؤ بما يمكن أن يحدث قبل حدوثه، هذه الأمور يطلق عليها «علم الماورائيات» أو علم «الباراسيكولوجى» أو «التأمل الارتقائى» هذه العلوم باتت ومنذ عقود مجالاً من مجالات التنافس والصراع بين أجهزة المخابرات فى الولايات والاتحاد السوفييتى قبل أن يتفكك ومنها إلى معظم الأجهزة الاستخبارية فى العالم، ففى عام 1954 اكتشف السوفييت أن هناك عملية تسريب لمعلومات شديدة السرية والخطورة مع العاملين فى غواصة فى أعماق المحيطات وذلك عن طريق التخاطر، بعدها تم استخدام التخاطر كوسيلة لمتابعة الغواصات فى حالة فقدان الاتصال لأى سبب من الأسباب، كذلك استخدمت الولايات المتحدة التخاطر للتواصل بين سفينة الفضاء أبوللو 14 ومركز المراقبة، وأثناء حرب فيتنام استخدم الرهبان التخاطر لمتابعة تحركات القوات الأمريكية على الأرض، لكن المثير هو ما أقدم عليه الرئيس جيمى كارتر أثناء أزمة الرهائن فى إيران وهو يحاول بشتى الطرق الوقوف على ومن المخطوفين من قبل الطلبة الإيرانيين فلم يجد أمامه إلا سلاح التخاطر! ونتذكر ما قام به الهنود لمعرفة تحركات الاحتلال الإنجليزى بنفس الطريقة، والسؤال المهم هل حقاً هناك إمكانية لمعرفة ما يدور فى رأس الآخرين بالتركيز الشديد والتدريبات النفسية؟ أم هناك قوى كامنة لدى البعض يمكنهم من خلالها اختراق الواقع والنفاذ الى عالم الماورائيات؟ الحقيقة لم أنتبه لأهمية هذا الموضوع إلا بعد التأكد من قيام بعض الجامعات العريقة مثل جامعة هارفارد فى أمريكا، وكيمبردج فى بريطانيا، ومعهد الهندسة العسكرية فى سويسرا بدراسات معمقة فى علم التخاطر واستخداماته العسكرية والاستخباراتية ويتفاءل تشارلى روز عضو اللجنة المختارة لشئون المخابرات فى الكونجرس الأمريكى أن احتمال وقوع حرب الظواهر الخارقة هو احتمال حقيقى فى القريب العاجل، ويرى البعض أنه يمكن لبعض هؤلاء الذين تلقوا تدريبات نفسية عنيفة ووصلوا لمراحل متقدمة فى علم التخاطر أن يعطلوا عمل أجهزة الكومبيوتر عن بعد ومعرفة ما يدور فى عقل الآخرين، هل هناك ما يمكن أن يفسر لنا بعض المقولات مثل «مكشوف عنه الحجاب/ لابسه جن/ راكبه عفريت» أم أن الأمر علم حقيقى وليس شغل عفاريت؟