إذا كان القطاع الخاص أحد جناحى التنمية فى وطننا الغالى مصر فعلى الجمعيات الأهلية أن تحذوا حذوه وأن يكون لها نفس الدور التنموى داخل المجتمع المدنى الذى يحتاج من يمد يده إليه لان المواطن يجب رعايته فى كل المناحى لأن التنمية تشمل المساعدة المادية التى ترفع عن كاهله جزءا من غلاء المعيشة وهذه مظلة اجتماعية يساعد من خلالها الغنى الفقير من خلال هذه المؤسسات.
لاشك ان الدولة تقوم بالدور الرئيسى فى رفع المعاناة عن المواطنين فى مجالات عديدة منها تكافل وكرامة وعلاج المرضى والتعليم والتموين ولم تتخل عن المواطن فى أى زمان ومكان ومهما كانت الازمات فالدولة حاضرة ولاتبخل على مواطنيها لان هذا هو دورها الأصيل.
بلغ عدد الجمعيات الأهلية فى مصر حسبت تقرير صادر عن وزارة التضامن الاجتماعى التى استوفت مستندات توفيق الاوضاع 32924 من إجمالى عدد المتقدمين وعددهم: 3577 على مستوى الجمهورية وبذلك يصل إجمالى عدد مؤسسات المجتمع الأهلى على مستوى الجمهورية 52000 جمعية ومؤسسة أهلية.. وتلك المؤسسات ذات الوظائف المتعددة الاهداف الثقافية والاجتماعية المتنوعة تساهم بشكل كبير ومتميز فى مجال الخدمة الاجتماعية وتعتمد فى المقام الأول على المتطوعين فى وضع سياستها وتنفيذ برامجها وغالباً ما تعتمد فى تمويلها على هبات وتبرعات المتطوعين من رجال الأعمال والمواطنين الخيرين الذين يدفعون زكاتهم وصدقاتهم ابتغاء وجه الله تعالى ولسد الفجوة المجتمعية كباب من أبواب التكافل الاجتماعى كما أمرت الشريعة الاسلامية وغيرها من الشرائع الاخرى كالمسيحية وهذا ما يحدث بمصر المحروسة.
عدد لا بأس به من مؤسسات المجتمع المدنى تعمل بحب وإخلاص ولديها رؤية ثاقبة خلال عملها نظراً لأنها تملك سياسة حكيمة ولديها كوادر واعية فهى تعمل فى مجال التعليم وهذا دور لايستهان به.
يوجد نوع آخر من هذه المؤسسات تعمل فى مجال الصحة من خلال عيادات طبية ومستشفيات بها حضانات ووحدات غسيل كلى كما تساعد شريحة كبيرة من ذوى الهمم وتعدهم مهنياً وبعضهم يعمل على إعداد الصغار من خلال القراءة والكتابة وحفظ كتاب الله تعالى وكذلك إطعام والطعام ومساعدة طلاب العلم.
أعول على بعض الجمعيات التى تدعى عدم الربحية ولكنها تخالف القانون فى معظم مؤسساتها التربوية والصحية وغيرها حيث يعمل مجالس إدارات هذه المؤسسات بقصد الربحية الفاحشة من خلف الستار وهذا ما يجب مراجعته من وزارة التضامن الاجتماعى وكل ذى صلة بالموضوع وبالتحديد فى المدارس والمعاهد العليا والمراكز الطبية.
آخر التقاليع رئيس جمعية أهلية صغيرة دورها بسيط محصور فى بعض كراتين من الزيت والسكر تبرعات من أصحاب الخير يعمل بكل وسعه الاستيلاء على مسجد وملحقاته كمقر لجمعية بحجة أنه يعجز عن إيجار مقر لجمعيته – علماً بأن أهل المنطقة رواد المسجد ومدرية أوقاف الجيزة يرفضون هذه الحيلة ولكنه بذلك يؤجج فتنة بين أهل الحى.. الامر يحتاج تدخلا سريعا من الدكتور أسامة الازهرى وزير الاوقاف من أجل وقف هذه المهزلة.. أتمنى من المؤسسات المجتمع المدنى ان يكون له دور مع حياة كريمة من أجل اسعاد الشعب المصرى.