فى مشهد إيمانى امتزجت فيه الدموع بالدعوات.. وقف حجاج بيت الله الحرام بعد رمى الجمرات الثلاث فى ثانى أيام التشريق رافعين أيديهم إلى السماء متضرعين إلى الله بأن يتقبل حجهم، ويغفر ذنوبهم، ويكتب لهم القبول والرضا.
شهدت منشأة الجمرات ومنطقة منى وقفات طويلة من الحجاج عقب أداء شعيرة الرمي، واصطفّوا فى أماكن الظل، وفى ساحات المشعر، متوجهين إلى الله تعالى بكل خشوع ويقين، فى لحظات يسودها الرجاء والانكسار، مستشعرين فضل الزمان والمكان، وما فى هذه الأيام من مواطن إجابة.
تُعد لحظة الدعاء بعد الانتهاء من رمى الجمرات من أبرز ما يحرص عليه الحاج، ويُستحبّ فيها الإكثار من الدعاء، خاصة بعد جمرة العقبة والجمرة الصغرى والوسطي، وهى سنّة نبوية نقلها الصحابة عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، فى حجته.
سادت أجواء الرحمة فى مشعر مني، عطرها الحجاج بالتكبير، وغمرت فيها القلوب بالإيمان.
جاءت عملية الرمى وفق خطة تفويج محكمة، نُفذت بتعاون وتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وبمتابعة ميدانية فورية، أسهمت فى تحقيق أعلى درجات السلامة والأمان للحجاج، وتمكينهم من أداء نسكهم فى أجواء يسودها الطمأنينة والسكينة.
واصل ضيوف الرحمن من الحجاج أداء مناسك الحج لهذا العام، ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس، بدأت أعداد كبيرة من الحجاج مغادرة مشعر منى متعجلين والعودة إلى فنادق مكة المكرمة.
بدأت شركات السياحة منذ فجر أمس تفويج حجاجها لمغادرة مشعر مني، وسط استعدادات مكثفة من الشركات لتفويج الحجاج، و توجه الحجيج إلى جسر الجمرات للرجم.
أكدت سامية سامى مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الشركات ورئيس اللجنة العليا للحج والعمرة ورئيس بعثة الحج السياحى أن البعثة تواصل عملها فى متابعة موسم الحج ومتابعة الحجاج خلاله والتدخل لحل أى مشاكل تواجه ضيوف الرحمن من المصريين.
أوضحت أن الشركات وفرت باصات حديثة لنقل حجاجها من منى إلى مكة المكرمة. وأن لجان البعثة المشتركة بين الوزارة وغرفة شركات السياحة تتابع منذ فجر أمس عملية التفويج والعودة إلى مكة المكرمة وسوف تستمر فى المتابعة حتى عودة آخر حاج من المشاعر المقدسة وبدء الاستعداد للعودة إلى مصر.
أكد ناصر ترك، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، أن الحجاج المصريين من البعثة السياحية أدوا شعيرة رمى الجمرات فى أجواء آمنة ومنظمة، مشيرًا إلى أن الالتزام بالتعليمات انعكس بوضوح على سلاسة الحركة داخل مشعر مني.
قال ترك: «شهدنا درجة عالية من الانضباط والالتزام من قبل الحجاج، وتعاون كبير من الشركات السياحية التى حرصت على تفويج الحجاج فى أوقات غير مزدحمة وفق الجداول المعدة مسبقًا».
من جانبه، أشاد يسرى السعودي، عضو غرفة شركات السياحة، بجهود المشرفين الميدانيين فى توجيه الحجاج ومرافقتهم خلال عملية رمى الجمرات، موضحًا أن فرق الإرشاد واللجان الطبية المرافقة ساهمت فى تسهيل حركة الحجاج ومساعدتهم على أداء الشعائر دون معوقات.
قال: «الوعى الكبير لدى الحجاج هذا العام كان له دور حاسم فى نجاح عملية التفويج، خاصة فى ظل درجات الحرارة المرتفعة وكثافة الأعداد».
أكدت غرفة شركات السياحة أن المتابعة مستمرة لحين انتهاء أيام التشريق، مع تقديم الدعم الكامل للشركات لضمان عودة الحجاج إلى أماكن إقامتهم بسلام وأمان.
من ناحية أخري، أعربت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة عن بالغ شكرها وتقديرها لشركة الماسية لخدمات الحجاج، نظير ما قدمته من جهود متميزة وتعاون مثمر خلال موسم الحج السياحى للعام 1446هـ، مؤكدة أن روح التكامل بين العاملين فى الشركة – ممثلين فى «أسرة مشارق الماسية» – وباقى الجهات العاملة فى منظومة الحج كانت وستظل حجر الأساس فى تحقيق راحة الحجاج المصريين وتلبية احتياجاتهم.