العدالة الناجزة والسريعة بالمجتمع، تمثل عنوان الحقيقة وإنصاف المظلومين وإعلاء كلمة الحق، وتسهم فى الحد من انتشار الجريمة وإرساء مبادئ المساواة، وتحض على الفضيلة والقيم.. كما انها ترسى ايضا قيم السلام الاجتماعى.
الحقيقة، أن تأخر ظهور العدالة وإقرارها، ينتج عنه آثار سلبية خطيرة جدا تهدد أمن المجتمع والسلام الاجتماعى.. فكم القضايا المكدسة بالمحاكم كبير، وتأخر إصدار الاحكام فيها يؤدى إلى ضياع الحقوق، وايضا يؤدى إلى تمادى المجرمين فى جرائمهم.. فمن الصعب أن ينظر القاضى فى اليوم الواحد أكثر من 700 إلى 1000 قضية فى المحاكم الجزئية أو الابتدائية أو مجلس الدولة، مما يصعب معه إصدار الأحكام ويضطر إلى تأجيل النظر فى بعضها وهكذا.. إلى أن تأتى اجازة القضاة فى الصيف وبعدها فى احيان كثيرة يتم نقل القضاة إلى محاكم أخرى، الامر الذى يؤدى إلى إعادة نظر هذه القضايا من جديد.. وهكذا يتكرر نفس الشىء مرات ومرات كل عام وهو ما يؤدى إلى تراكم وزيادة حجم القضايا شهرياً فى المحاكم بشكل كبير.
لا شك أن غياب العديد من الادوات والعوامل المساعدة فى حل المشاكل وعدم تصاعدها إلى المحاكم مثل المجالس العرفية التى يرأسها رموز الشخصيات العامة التى كانت لهم الكلمة المسموعة فى حسم الكثير من هذه المشاكل والخلافات بين فئات المجتمع دون تصعيدها إلى المحاكم، وهو ما كان يؤدى إلى تخفيف العبء عن المحاكم والقضاة ويجعل حجم القضايا محدوداً جدا يسهل على القاضى نظرها وحسمها سريعاً.
فالعدالة الناجزة هى الحماية والسند للجميع.. لقد حان الوقت لدراسة الاسباب الحقيقية التى أدت إلى حدوث هذا التراكم والتكدس لهذا الكم من القضايا داخل أروقة المحاكم لنحدد الاسباب ونعالجها.. خاصة فى ظل الإهتمام الرئاسى الواضح بقضية العدالة الناجزة
ما تقوم به الحكومة حاليا من جهود فى إنشاء العديد من المحاكم الجديدة على مستوى الجمهورية إلى جانب الدفع بدماء جديدة من خريجى كليات الحقوق بهدف منع تكدس القضايا فى المحاكم.
إننى على ثقة كبيرة فى وزارة العدل، بقيامها بعمل برامج تدريب وتأهيل مكثف لصغار المستشارين ووكلاء النيابة الجدد لإعدادهم الإعداد الجيد بسرعة الفصل فى القضايا، وكذا العمل على استخدام أحدث النظم التكنولوجية الحديثة فى تداول وتوزيع القضايا وتنظيمها بما يتوافق مع مواعيد نظر هذه القضايا أمام القضاة.
كل هذه الامور يستطيع أن ينجزها بكل جدية ويحسمها المستشار عمر مروان وزير العدل، لما له من فكر ورؤية ثاقبة فى أن يجد حلولاً سريعة فى كيفية معالجة هذا التكدس من القضايا فى المحاكم، خاصة أن له خبرة كبيرة فى القضاء وفى المحاكم وسيحرص على تعظيم تحقيق العدالة الناجزة فى المحاكم والقضاء على التراكم أو التكدس فى القضايا خلال المرحلة القادمة.