في حادث مأساوي مروع، أزهق أب حياة ابنه “فلذة كبده” في لحظة غضب، مطلِقًا عليه الرصاص. سقط الشاب مضرّجًا بدمائه، في مشهد قاسٍ وسط صرخات الأهل. ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأب المتهم، وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام. وتباشر النيابة التحقيق في الحادث.
لحظة تهور شيطانية
وقعت الجريمة المروعة في لحظة تهور شيطانية بقرية أبو حزام بمركز نجع حمادي، بصعيد محافظة قنا. في مشهد درامي يدمي القلوب حزنًا وحسرة، فقدت الأسرة الأب والابن معًا في وقت واحد لعدم ضبط النفس وغياب صوت العقل الذى أدى إلى موت أحدهما وحبس الآخر، مما دمر الأسرة.
شرارة الخلاف
دارت فصول الحادث عندما فوجئ الأهل أثناء تجمعهم للاحتفال بإجازة عيد الأضحى المبارك وتبادل التهاني في جو من البهجة والفرحة، بحدوث خلاف ومشادة بين الأب والابن. سرعان ما تطور النزاع وارتفعت الأصوات، لينتفض الأب فجأة غاضبًا لعدم رضاه عن ردود ابنه. وفي حالة تهور وهياج، وبعد فقدانه السيطرة على أعصابه، أسرع الأب بإطلاق الرصاص على ابنه من سلاحه الناري. ارتفعت صرخات مدوية من المتواجدين، صغارًا وكبارًا، غير مصدقين لحظة سقوط الابن بطلقات رب الأسرة.
محاولة إنقاذ فاشلة
خلال ثوانٍ معدودة، تجمع أهل البلدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تبدلت الفرحة إلى أحزان وعويل. لم يكن أمامهم سوى الإسراع بحمل الابن وهو غارق في الدماء والتوجه به إلى مستشفى نجع حمادي العام في محاولة لإسعافه. لكنهم فوجئوا بالأطباء يخبرونهم بوفاته متأثرًا بإصابته. تم إيداع الجثة ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة وإبلاغ الشرطة، ليجد الأهل أنفسهم في “ورطة”، خوفًا على الأب من الضياع هو الآخر.
اعترافات الأب وانهياره
على الفور، انتقلت قوة من رجال مباحث المركز إلى مكان البلاغ للمعاينة والفحص. كشفت التحريات التي تابعها مدير المباحث الجنائية بالمحافظة أن وراء الجريمة والد الضحية. تم ضبطه وبحوزته السلاح المستخدم، ليعترف منهارًا بكل شيء، مرددًا: “مكنش قصدي أموت ابني، ضنايا وسندي، وكل اللي ليا في الدنيا، ومش عارف حصل إزاي، وفي ساعة شيطان”. وانهار الأب في بكاء هستيري.
تم تحرير محضر باعترافات المتهم وأحيل إلى النيابة التي قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الموعد لحين إحالته إلى محكمة الجنايات. كما انتدبت النيابة الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن وتسليمها للأهل. ولا يزال التحقيق مستمرًا في هذه القضية المأساوية.
