قال الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن ما صدر عن المجمع من قرارات وتوصيات وبحوث ودراسات يدل دلالة واضحة قاطعة على أن المجمع الفقهى الإسلامى قد سار قُدمًا فى طريق التجديد بخُطًى واسعة، وقدَّم الكثير من الجهود من أجل تفعيل دَور الفقه فى حياتنا المعاصرة فى كافة جوانبها الاقتصادية والطبية والاجتماعية.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتور شوقى علام فى اجتماعات مجلس المجمع الفقهى الإسلامى فى دورته الثالثة والعشرين، والتى عقدت أمس وتختتم أعمالها غداً فى الرياض بالمملكة العربية السعودية.
أكد مفتى الجمهورية أن الاجتهاد الجماعى من الناحية الواقعية أصبح مبدأ لا يمكن الاستغناء عنه ولا يسعنا والأمة تمر بظروف عصيبة أن تتنكَّب الطريق إليه، فهو من الرحمة العامة لمسلمى العالم، بل وللعالم كله الذى اتَّسعت رقعته وتكاثرت نوازله وتعقدت مشاكله وتشابكت قضاياه.
أوضح أنه أصبح من الصعب جدًّا الاكتفاء بالاجتهاد الفردى والاعتماد عليه وحده مهما اتسع علم علمائنا الأجلاء، بيد أن هذا الواقع بهذه التعقيدات يُملى علينا جميعًا أن تتضافر جهود العلماء والباحثين فى شتى التخصصات من أجل الوصول إلى ما يغلب على الظن أنه حكم الله تعالى بعدما استفرغ أهل التخصصات المختلفة وُسعهم فى توصيف الواقع وتنزيل الأحكام الشرعية على هذا الواقع..تابع مفتى الجمهورية فى كلمته: «إننى من واقع تخصصى وتجربتى وخبرتى فى مجال الفقه والإفتاء وتولِّى سدَّة دار الإفتاء المصرية العريقة، ومن منطلق مسئوليتى عن مؤسسة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم أرى أن التعاون والتواصل من أجل جمع كلمة المسلمين وتوحيد الرؤى والأفكار الكلية المحققة لمقاصد الشريعة الإسلامية والعمل على مد جسور الثقة والتعاون بين كافة المؤسسات العاملة فى مجال الفقه والإفتاء أصبح ضرورة يمليها علينا جميعًا هذا الواقعُ المتسارع، مع التسليم بمشروعية الاختلاف والتنوع الفقهى الاجتهادى الذى يُثرى مسيرة الفقه الإسلامى وينمِّيها.