ما تفعله اسرائيل من هجمات عدوانية على لبنان أمر مرفوض
إن ما يحدث من أعمال إجرامية اسرائيلية وهمجية فى فلسطين ولبنان وسوريا هو نتاج طبيعى لعدم وجود عقاب من قبل المجتمع الدولى، وبالتالى فهى تفعل ما تفعل بل والأدهى أيضا قيام الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام «الفيتو» ضد مشروع قرار لـ وقف إطلاق النار فى غزة، فإذا كانت الولايات المتحدة جادة بالفعل فى احاديثها دائما بشأن ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وايضا فهى وسيط فكل ذلك هل يجعلها هى من تكون المتسبب فى عدم وقف إطلاق النار فى غزة، نرى ازدواجية فى المعايير واضحة المعالم، لا يمكن غض البصر عنها ولا يمكننا عدم الحديث عنها، وبالتالى وعقب عام وثمانية أشهر على الحرب فى غزة فقد أصبحت الولايات المتحدة هى معرقلاً أساسياً فى أى محاولات للتوصل لوقف إطلاق النار أو العـــودة لاتفـــاق وقف إطلاق النار فى 19 يناير الماضى، ولكن مازال حق النقض «الفيتو» هو المسيطر على أى محاولات أو اى اتفاق من قبل الدول داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل التصويت على مشروع قرار بمطالب ثلاثة رئيسية وهى وقف إطلاق النار فى غزة فورا وإدخال المساعدات الإنسانية بكثافة وبدون تراخ ومنع تهجير الفلسطينيين، ويتم رفعها عقب ذلك لمجلس الأمن عقب الحصول على موافقة أغلبية نسبة تفوق ثلثى عدد أعضاء الجمعية العامة.
استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية سيؤدى إلى المزيد من إراقة الدماء وتفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية التى يشهدها الشعب الفلسطينى، كما أن هناك ضرورة للعمل بشكل سريع من أجل نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وحشد الدعم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية استناداً لحل الدولتين، فالسبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام هو التمسك بحل الدولتين، واقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،
وما تفعله اسرائيل من هجمات عدوانية على لبنان هو أمر مرفوض فهو يمس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وبالتالى فهناك ضرورة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفورى غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701 من جانب كل الأطراف دون انتقائية.
وما يحدث من عدوان اسرائيلى غاشم على سوريا هو أمر غير مقبول على الاطلاق فهناك ضرورة لاحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية، وأن تكون سوريا مصدر استقرار فى المنطقة.
آن الاوان لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن وعدد من الأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات، وهناك اهمية كبيرة لوقف الحرب الحالية والعدوان الاسرائيلى على غزة والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية للقطاع من أجل رفع المعاناة الإنسانية والظلم الذى يعانيه الشعب الفلسطينى، كما أن هناك ضرورة للتوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني- الإسرائيلى بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة.
المجتمع الدولى عليه أن يتحمل مسئولياته تجاه ما يحدث من وضع مأساوى يعيشه الفلسطينيون من حصار ومجاعة ودمار لكل أشكال الحياة وكارثة إنسانية حقيقية، وقتل وإبادة جماعية وحتى الآن المجتمع الدولى لم يفعل اى شىء حقيقى على الأرض بل ما يحدث من تصريحات وبيانات وادانات هى مجرد حبر على ورق ولم تنفذ على أرض الواقع، فهل نرى بالفعل مردوداً وتنفيذاً حقيقياً على أرض الواقع ام ستكون مجرد تصريحات فقط، وهل هناك تغيير حقيقى، الإجابة نأمل ذلك.
على العالم السعى من أجل إصلاح مجلس الأمن، فهناك ظلم كبير بأن دولا تتحكم فى مصير هذا العالم وكمثال بالطبع القضية الفلسطينية والتى يتم استخدام «الفيتو» ضد أى قرار يكون فى صالح القضية الفلسطينية أو وقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى متى سوف تهيمن دول الفيتو على مصير هذا العالم، وبالتالى. فقد بات ضروريا العمل على إصلاح مجلس الأمن لجعله منصفا وعادلا بدلا مما نعانى منه فى الوضع الحالى وأدى لتفاقم الأزمات واشتعال الصراعات، فهل يستطيع العالم رفع الكارت الأحمر إلى «الفيتو»؟! لأنه بالفعل كارثة حقيقية أم ستظل المعاناة على نفس الوتيرة دون تغيير؟!