فى بغداد.. ومن خلال مهرجانها المسرحى فى الثمانينيات.. رأيت سيدة المسرح سميحة أيوب لأول مرة وجهًا لوجه مع الأساتذة عبدالله غيث وسعد اردش وأحمد عبدالحليم وأحمد ماهر.. ودعانا أحد الشباب المصري.. الذين يعملون هناك إلى فسحة بشارع الرشيد.. وهو يشبه شارع محمد على فى مصر.. لكن المفاجأة لم تكن فى الرشيد لكن فى الشارع الموازى له والمعروف «بالمربحة» ورأينا ما لم نكن نتوقعه.. فول وطعمية وكشرى وحياة كاملة على الطريقة المصرية فى الشارع..
بعدها بسنوات رشحها المخرج حسن بشير لكى تلعب زوجة حسن مصطفى فى مسلسل «مشوار» الذى كتبت له السيناريو والحوار عن قصة بنفس الاسم للكاتب يوسف ادريس وبطولة نجاح الموجى وهالة صدقي.. وظهر فيه أحمد السقا كواحد من أبناء أبو بكر عزت وسهير الباروني.. قرأت السيناريو وطلبت منى على الفور أن أكتب لها عملاً كوميديًا.. بعد نجاحها فى مسلسل «مغامرات زكية هانم».. مع صلاح قابيل وأسامة عباس تأليف أحمد عفيفى وأخرجه إبراهيم الشقنقيرى وكتبت لها سيناريو بعنوان «سنية النقابية» قالت فيه شعرًا أمام أستاذنا سعد الدين وهبة وأنا فى بيتها.. وكنا نعرف وهبة بحكم رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. وفى ذلك قصة مع النجم أحمد مظهر سيأتى ذكرها لاحقًا، وشهدت عليها سميحة هانم كانت قصة المسلسل تدور حول امرأة عاملة متزوجة من حلاق رجالي.. هى طموحة وهو فى مكانه لا يبرحه.. حتى انها ترشحت لنقابة العمال وفازت واستلهمت القصة من امرأة أصبحت فيما بعد وزيرة للقوى العاملة هى عائشة عبدالهادي.. ولكن بحكم سكنى فى حلوان اخترت مصنع الحديد والصلب ووجدت أننى أخوض فى سكة الخصخصة.. وبالطبع رفضت الرقابة المسلسل بشكل نهائى وطلبوا منى البحث عن موضوع آخر أسدد به ما تقاضيته من دفعات.. وكان سعد الدين وهبة عضوا فى مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون لكنه رفض نهائيًا التدخل فى الموضوع.
وحاولت معى أن أغير الجزء الملتهب.. لكنى وجدتها صعبة.. وسوف يتم هدم المسلسل كله.. لكنى صلتى بالأستاذة لم تنقطع.
شاهدة عيان
كلفنى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى 1995 بإعداد كتاب عن الفنان الكبير أحمد مظهر، حيث سيتم تكريمه فى هذه الدورة.. وبدأت أتواصل معه تليفونيًا.. ومع كل سؤال يكون جوابه أنا مش فاكر حاجة.. طلبت بعض صوره ولم يتغير جوابه.. اتصرف يا أستاذ.. وبدأت فعلاً أتصرف بمعرفتى وألجأ إلى أرشيف الجريدة.. لأن الأمور لم تكن متاحة كما هى الآن.. وكان شاغلى الأول الابتعاد عن اللقب التقليدى لمظهر «فارس السينما».. وكان عنوانى «ابن الليل والنهار»، حيث حياته العسكرية النهارية فى بدايته ثم حضوره الفنى الليلى فى أغلبه وجمعت المعلومات وصدر الكتاب.. وبينما تدور أحداث حفل الافتتاح وجدت حركة غير عادية.. وأكثر من زميل يبحثون عنى لأن الأستاذ سعد الدين وهبة يريد مقابلتى فورًا.. وذهبت إليه وبجواره الوزير فاروق حسني.. وسميحة أيوب وبادرنى وهبة بدون مقدمات..
أنت هاجمت الأستاذ مظهر فى كتابك عنه!!
فاستنكر هذا لأنى أصلاً لم أستعن برأيه.. وفتشت فى ذاكرتى لكن الأستاذ سعد قطع تفكيرى وقال:
إنه غاضب ولا يريد استلام درع التكريم ورفض كتابك لأنك وصفته بداخله على أنه «نرجسي»!!
وبسرعة أدركت أن المقصود تلك الفقرة التى اقتبستها على لسان الناقد الكبير سامى السلامونى عندما كتب عن فيلم «نفوس حائرة» الذى كتبه وأخرجه وأنتجه ولعب بطولته مظهر.. ولم يظهر بالمستوى المطلوب من وجهة نظر سامي.. لذلك اتهمه بالنرجسية وهو فى غنى عنها.
وشرحت لوهبة كل هذا لكنه لم يقتنع وتدخلت سميحة لكى تبسط القصة وتكون فى صفي.. لأنها تعرفنى جيدًا ولا يمكن أن أعد كتابًا لتكريم فنان مثل مظهر وأهاجمه فيه.
وظل الوزير فاروق حسنى صامتًا لا يعلق.. لكن ملاحظة واحدة ساقها الأستاذ سعد حولت الدفة لصالحى عندما قال إن مظهر معترض على صورة غلاف الكتاب لأن الكرافتة تبدو فيها غير مربوطة.. كما أن هناك صورة داخلية لمجموعة حرافيش نجيب محفوظ وبينهم صلاح جاهين وهو لم يكن منهم وقلت كيف يفكر نجم مثل جاهين وكيف تم التقاط الصورة وفيها محفوظ ومظهر وتوفيق صالح المخرج الكبير وباقى شلة الحرافيش..
بعدها كلمتنى الأستاذة سميحة وطيبت خاطرى عندما لاحظت أن خلاف مظهر لا مبرر له.. ومنعوا توزيع الكتاب دون كتب المهرجان الأخري.. ورفضت حضور الندوة المخصصة لمناقشة الكتاب فى حضور مظهر.. بعدها وجدت حوارًا صحفيًا للأستاذ سعد يكشف فيه افتعال الفنان الكبير لمشاكل لا معنى لها وأن الكتاب الذى صدر عنه من أفضل الكتب، وسيتم توزيعه على الصحفيين والإعلاميين ولا مجال لحجبه أو منعه والتمست الأعذار للأستاذ مظهر.. فقد كانت تحاصره المشاكل مع أولاده.. وحول مزرعته التى أنفق عليها الكثير ويفترض أن يتم اقتطاع جزء منها للمنفعة العامة.. لأجل شق طريق سريع.
الست المديرة
عندما قدمت لها التهنئة على توليها إدارة المسرح القومى قالت ضاحكة: ربنا يسترها دى مسئولية وبالنسبة لى مأزق.. لأنى من الصعب أن تدوم أعمالى كفنانة وأنا مع نفس الوقت مديرة المكان!
ولم تكن المرة الأولى التى تتولى فيها الست سميحة إدارة هذا المسرح العريق الذى بناه الخديو إسماعيل عام 1869.. ثم أعيد افتتاحه عام 1986 ويقع فى ميدان العتبة الخضراء قبل أن يشتريه إسماعيل ياسين فى عملية النصب الشهيرة التى قام بها أحمد مظهر عليه خلال أحداث الفيلم التى تحمل اسم هذا الميدان.. وقد تعرض المسرح للحريق 2008.. ويقع على بعد خطوات من مبنى الأوبرا القديم الذى تحول إلى جراج.. وقد شهد هذا المسرح كما حكت لى سميحة أمجاد فرقة أبو خليل القباني.. وسلامة حجازى وفرقة الشاعر خليل مطران وقدمت أم كلثوم عدة حفلات به..
وتقول وهى تستعيد ذكريات عمرها:
عارف «يا واد» «هكذا كانت تداعبني».. عندما أدخل إلى المسرح القومى أشعر أنى فى مكان مسحور وأحزن عندما أجد الزحام والباعة الجائلين وقد أحاطوا به من كل مكان وكان شغلى الأول عندما توليت الإدارة أن أعيد إلى هذا الصرح التاريخى مكانه ومكانته.. وطلعت حرب الاقتصادى العظيم له أياديه البيضاء على المبنى وعند تجديده طلب أن يتم كتابة عبارة «المسرح حياة» فى سقف المبنى من الداخل وأن يقرأ الداخل جملة أمير الشعراء الخالدة من قصائده:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
.. وتحكى شهرزاد المسرح عن ألف ليلة وليلة وأكثر.. ناظرة إلى خشبة المسرح التى شهدت أوبريت «هدي» لفرقة أولاد عكاشة ومسرحية توفيق الحكيم «أهل الكهف».. وأمجاد الفريق فرج وسعد الدين وهبة ويوسف إدريس وصلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوى ونعمان عاشور.
وقدمت هى أهم أعمالها على خشبة القومي: سكة السلامة – الفتى مهران – رابعة العدوية – سقوط فرعون – أجا ممنون – دائرة الطباشير – السبنسة.. والمفاجأة انها أخرجت مسرحية «مقالب عطيات» قرر أن يسافر فجأة للأردن لارتباطه بتصوير مسلسل.. فقامت بإخراجها على طريقة ما تعلمت من أستاذها زكى طليمات.. ونجحت ولما قدمت لها الكاتبة فتحية العسال مسرحية «ليلة الحنة» قررت أن تخوض تجربة الافراج.. وهى أقرب إلى فن إدارة المسرح.. فهى تتحول من فنانة.. إلى قيادة «ولا بأس أن تخصم من الغائب» لأن الالتزام أول وأهم خطوة لتحقيق النجاح حتى لو فى إدارة «دكان بقالة» أو ورشة صغيرة.. وهو ما فعلته فى المسرح القومى على مدى 14 عامًا.. ولما تقرر نقلها إلى المسرح الحديث رفضت .. لكن أحداث العبور عام 73 أجبرتها على العمل.. وقدمت مسرحية «مدد مدد» التى غنى فيها محمد نوح أغنيته الشهيرة وأخرجها عبدالغفار عودة.
وقالت لكاتب كبير مثل نعمان عاشور:
عفوًا يا أستاذ مسرحية لعبة الزمان «شهرزاد» لا تتفق مع خطة المسرح القومي!
وكانت أزمة تدخلت عدة جهات لحلها.. وذهب بها عاشور إلى المسرح الحديث وكان يديره فى هذا الوقت محمود الحويني.. واللجنة الفنية.. رفضتها للمرة الثانية ليس اعتراضًا على كاتب بحجم عاشور ولكن كل مسرح يفترض أن له شخصية على أساسها تم تصنيف المسارح بين قومى وكوميدى وحديث وطليعة واستعراضى وأطفال.
وتعاقد معه سمير سرحان وكان يتولى الثقافة الجماهيرية فى هذا الوقت ودفع له 15 ألف جنيه وهو رقم غير مسبوق.
وقالت للصحافة ونجوم السينما: على راسي.. لكن أهل المسرح أولى به من غيرهم.. وفى ذلك فضلت حسن عابدين على محمود المليجى رغم قيمته الفنية.
وسميحة أيوب عثمان ابنة حى شبرا التى طلب زكى طليمات من وزير المعارف أن يستثنى عمرها الصغير لكى تتحول من مستمعة فى معهد الفنون المسرحية فقد ذهبت بمريلة المدرسة الابتدائية مع زميلة لها.. وجلست فى ركن بعيد تراقب ما يحدث فى انبهار ولاحظها أحد أعضاء لجنة الاختبار فسألها: تحبى تمثلى يا شاطرة وطلب منها زكى طليمات أن تحفظ نصًا وتأتى فى اليوم التالى لكى تلقيه أمامه.. وظلت ساهرة طول الليل تحفظ.. وذهبت فى الميعاد ومنحها الفرصة.. وبدأت تدرس.. من خلف ظهر أسرتها.. وعندما تم ترشيحها لتلعب بطولة المسلسل الإذاعى الشهير «سمارة» فى الخمسينيات كان اسمها الحركى سميحة سامي.. خوفًا من غضب العائلة.. لكن كيف ومصر عند الخامسة والربع كل مساء تتوقف فيها الحركة تمامًا للاستماع إلى المسلسل.. ثم ومن لا يملك الراديو يقف أمام محل من المحلات لكى يتابع الحلقة الجديدة مع توفيق الدقن ومحسن سرحان «زوج سميحة الأول ووالد ابنها الراحل محمود».. وكانت البنوك تفتح فترة مسائية ومنذ إذاعة حلقات المسلسل زاد غياب الموظفين رغبة منهم فى متابعة المسلسل بما فيه من تشويق وإثارة ولم يكن هناك تليفزيون وقتها واقترح البعض إعادة الحلقات صباحًا لكن وزير الإرشاد القومى ثروت عكاشة خشى من تعطيل المصالح.. وكان المسلسل من تأليف محمود إسماعيل الذى حول العمل إلى فيلم شارك محسن سرحان فى بطولته مع تحية كاريوكا ونجح الفيلم.. وكان التلامذة يهربون من المدرسة لمشاهدة الفيلم وأراد مدير الإذاعة استثمار نجاح الفيلم فطلب مؤلفه 20 ألف جنيه لأنه كتب الفيلم بعد أيام من انتهاء المسلسل الإذاعى وبذلك أخل بأحد شروط العقد.. وبعد مفاوضات صفصف المبلغ على 500 جنيه وهو رقم كبير أيضًا، واستمرت الخطابات تتوافد على الإذاعة تطالب بإعادة إذاعة المسلسل لكن مخرجه يوسف الحطاب اقترح عمل جزء ثان بعنوان «عودة سمارة» وتكون البطلة ابنتها لأنها ماتت فى نهاية آخر المسلسل ولما كان الشاعر عبدالمنعم السباعى مشاركًا فى تأليف المسلسل مع محمود إسماعيل.. قد وافق على الاقتراح الذى رفضه إسماعيل وهنا أقام دعوى قضائية يطالب بحقه المادى وهو مبلغ 20 ألف جنيه وبعد مناوشات تمت المصالحة.. لأن الإذاعة منعت إسماعيل من التعامل معها.. وتنازل عن القضية وقدم بعدها «توحة» أما الجزء الثانى من «سمارة» فلم يحقق نفس النجاح.. وكان عنوانه «إمارة بنت سمارة» وأخرجه محمود يوسف.. وكانت نجمة الإذاعة فى ذلك الوقت هى زوزو نبيل أو شهرزاد بطلة ألف ليلة وليلة.. من علامات شهر رمضان، مع مسلسل «أحسن القصص» لمحمد على ماهر.. وفوازير آمال فهمي.
فى باريس
جاء الفيلسوف سارتر إلى القاهرة مع صديقته «سيمون دى بوفوار».. وأبلغها توفيق الحكيم بأن تكون حاضرة فى الحفل الذى سيقام احتفالاً به.. ولكنها اعتذرت حيث لا يمكن تأجيل عرض مسرحى تقدمه فى نفس الموعد وهى لا تستطيع إغلاق المسرح احترامًا لجمهوره وللعمل ولنفسها من قبل ومن بعد.
وعندما ذهبت إلى المسرح كالمعتاد فى ميعاد الحفل وجدت حركة غير عادية.. فقد تكلم توفيق الحكيم مع الأديب المفكر العالمى الفرنسي.. ورحب بمشاهدة المسرحية.. ومن إعجابه بأداء سميحة أيوب صعد إلى المسرح يقبلها ومعه «سيمون».. وقال لها أمام الجميع: أخيرًا وجدت «الكترا» بالقاهرة وكان يقصد الشخصية التاريخية التى قدمها المسرح الاغريقى عن ارتباط البنت بأبيها وقدمها سوفوكليس وقدمها سارتر فى مسرحية «الذباب».. والمصطلح وضعه عالم النفس «فريدو».. وكان سارتر قد جاء إلى القاهرة بدعوة من الكاتب محمد حسنين هيكل واستقبله توفيق الحكيم الذى تعلم فى فرنسا وكان من أعضاء أسرة الأهرام بعدها تلقت دعوة لعرض مسرحية «فيلرا» فى باريس لمدة 15 يومًا.. وكانت تظن أن العرض لم يستمر سوى ثلاثة أيام على الأكثر.. وكانت تقول رايحين نبيع الميه فى حارة السقايين لأن النص من التراث المسرحى الفرنسي.. وهى تأليف «راسين» لكن العرض تحول إلى حدث فني.. وكرمنا وزير الثقافة الفرنسى بعده وأشاد بقدرات الفنان المصري..
وضحكت وتذكرت ما جرى مع مسلسل «سنية النقابية» وقد رفض سعد الدين وهبة أن يتكلم بشأنه فى مجلس أمناء الإذاعة والتليفزيون لكنه ساعد فى نقل ديكورات مسرحية فيدرا إلى باريس.. وذلك للكثير من الصعوبات الإدارية بحكم موقعه الثقافي!..
محمود وسعد
كنت فى أكثر من جلسة معها أود أن أسألها عن ذلك التشابه فى الشكل بين محمود مرسى وسعد الدين وهبة.. وقد ارتبطت بالأول ولها منه ابنها علاء واستمرت علاقتها معه منذ تقابلا فى مسرحية السبنسة فى الستينيات حتى وفاته.. وكانت عندها قد انفصلت عن محمود مرسي.. لأسباب فنية وإنسانية لكنها تكن له كل الاحترام وظل يذكرها بكل خير.. حتى وفاته.. سعد وقع فى حبها أثناء عرض المسرحية وفاتحها برغبته فى الزواج منها.. ونظرا لغيرة مرسى كانت تخشى أن يتم تفسير هذا الارتباط مع وهبة.. من قبل.. لكنها ركبت رأسها بعد حوار جريء بينها وبين أمها.. وطلبت سعد الدين وهبة وقالت له:
تعالى أنا فى انتظارك!!
وجاء لكى يتزوج.. وتم الاتفاق على عدم الإنجاب فهو له أولاد من زوجته الأولي.. وهى أيضًا يكفيها محمود وعلاء.. حتى يتم التفرغ للعمل.. واعترفت بعد ذلك بأن سعد كان أعظم رجل فى حياتها وهو أيضًا المؤلف الذى قدمها فى أروع أعماله: المحروسة – كفر البطيخ – المسامير – يا سلام سلم الحيطة بتتكلم – كوبرى الناموس.. وفى فيلم «أرض النفاق» الذى كتب له السيناريو والحوار عن قصة يوسف السباعي.. ولعبت بطولته مع شويكار وفؤاد المهندس وهى تذكر بالخير تجربتها الأولى مع محسن سرحان والد ابنها محمود.
وهى لا تنسى أبدًا ما قاله لها إحسان عبدالقدوس عندما قابلها فى مبنى التليفزيون.. لم أشهد أمى روزاليوسف على المسرح.. لكن عندما شاهدتك.. تمنيت أن تكون مثلك.
وطلبت منه أن يكتب لها قصة حياة روز لكى تمثلها.. لكنه اشترط ألا يتم هذا إلا بعد وفاته ولم تسأله عن السبب.
وكانت طوال حياتها تذكر مقولة رددها أمامهها الشاعر فاروق جويدة:
المنصب قد يضع بطلاً بين الأقزام.. ويضع المنصب – وتدوس عليه الأقدام.
وفى هذه المسرحية التى قدمتها على خشبة المسرح القومى مع يوسف شعبان.. جاء فضيلة الإمام الشيخ الشعراوى لكى يشاهد العرض.. وبعده.. صعدنا يصافحنا وقال لي:
ربنا يكرمك يا سميحة.. ونظر إلى يوسف شعبان وردد نفس الدعوة له.. ربنا يكرمك يا يوسف.. ويبارك فى كل فنان يقدم للناس كلمة نافعة.
تيتة رهيبة
فجأة وبعد 40 سنة من الغياب عن السينما بفيلم «فجر الإسلام» وافقت على الظهور مع محمد هنيدى فى فيلم «تيتة رهيبة» وحقق الفيلم نجاحًا مدهشًا.. وقدمته بكل جدية.. مما أثار الضحك وفوق ذلك فيه رسالة.. ويكشف اختلاف الأجيال والمفاهيم وهى مشغولة طوال الوقت.. بهذا الذى جرى للحياة عمومًا فى السنوات الأخيرة.. وكيف أسهمت وسائل التواصل فى التفكك الاجتماعى حتى داخل البيت الواحد مع انها للتواصل.. فقد يجتمع أفراد الأسرة وكل واحد منهم يضع عينه واهتمامه فى شاشة الموبايل، بخلاف أثره على الأطفال والألعاب القاتلة وكلها أمور يجب أن يناقشها الفن كما كنا فيما مضى نتفاعل مع أوروبا.. ويأتى من عندهم من يقدم تجارب فى الإخراج.. وترسل البعثات إلى هناك.. ويشرفنى أن مخرجين من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا.. أخرجوا لى بعض مسرحياتي..
وظلت تيتة سميحة تحلم بمسرح أفضل وكانت فى ذلك من المتفائلين وبعد أن شاهدت عرض المتفائل فى المسرح القومى بطولة سامح حسين وسهر الصايغ.. تقول دائمًا وأبدًا لسه الفن بخير والدنيا أيضًا مهما رأينا فيها ومنها!
