التكنولوجيا «قطاع الأمل» وقاطرة المستقبل 

الدولة المصريةُ، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضعت رؤية استراتيجية واضحة لبناء «مصر الرقمية»، انطلاقا من إيمان الدولة العميق بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو القطاع الواعد الذى ينضم إلى القطاعات الاقتصادية التقليدية الثلاثة (الزراعة، والصناعة، والسياحة) ليكون محركًا رئيسيًا لقاطرة التنمية الاقتصادية فى الدولة، ويتحول من قطاعٍ خدمى فحسب، إلى قطاعٍ خدمى إنتاجى يُسهم فى تحقيق نهضة اقتصادية ومعرفية لمصر.. وقد أكد السيد الرئيس بنفسه على هذا التوجه جليًا بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو القطاع الجدير بالانضمام للقطاعات الإنتاجية الأخرى لزيادة الإنتاج وفرص العمل والصادرات المصرية خلال المرحلة المقبلة.. وتحدث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن رؤية مصر للمستقبل فى كلمته خلال فعاليات إطـلاق خدمات الجيل الخامس للمحمول فى أحضان اهرامات الجيزة رمز الحضارة المصرية القديمة فى رسالة واضحة تؤكد أن مصر التى قادت العالم منذ آلاف السنين هى ذاتها التى تقود المنطقة والعالم إلى مستقبل أفضل متسلحة بأحدث تقنيات العصر.. كلمة الدكتور مدبولى جاءت شاملة وجامعة طاف خلالها وصال وجال حول كل محاور العمل والابداع والريادة فى قطاع الاتصالات وتحدث بفهم كامل وإيمان عميق ورؤية واضحة جلية وكأنه واحد من العاملين بقطاع الاتصالات يدرك كل أسراره وملابساته وتفاصيله الدقيقة.. وحرص الدكتور مدبولى خلال الحفل الساحر وبحضور نخبة من رواد وقادة الاتصالات والتكنولوجيا فى مصر والعالم وبحضور عدد من الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين يتقدمهم الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات على توجيه التحية لكل العاملين بالقطاع على ما يبذلونه من جهود وطنية مخلصة لرفعة شأن الوطن ومواكبة كل جديد ومبتكر فى العالم.. ووصف رئيس وزراء مصر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأنه « قاطرة التنمية فى القرن الحادى والعشرين؛ ليس فقط لكونه من أسرع القطاعات نموًا، بل لأنه من أكثرها تأثيرًا فى إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد الحديث، وإحداث نقلة نوعية فى طريقة تقديم الخدمات، وإنتاج المعرفة، وتطوير التعليم، والرعاية الصحية، والإدارة الحكومية « وقال الدكتور مدبولي: ونحن نخطو بثقة نحو تطبيقات الجيل الخامس، فإننا لا نطلق فقط خدمة جديدة، بل نؤسس لِبِنْية تحتية ذكية، قادرة على دعم الصناعات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والأنظمة السيبرانية، وكل ما يرتبط بمستقبل اقتصاد المعرفة.. رئيس الوزراء يقوم بصفة مستمرة بجولات ميدانية فى كل محافظات مصر لمتابعة أداء الحكومة فى مختلف المجالات.. وخلال جولاته لاحظ جهود الدولة ممثلة فى وزارة الاتصالات لادخال خدمات الإنترنت فائق السرعة، وتحسين جودة خدمات المحمول فى قرى مصر، ضمن المبادرة الرئاسية الطموحة «حياة كريمة»، واعتبر الدكتور مدبولى أن هذه الطفرة غير المسبوقة دليل واضح على التزام الحكومة المصرية بمد مظلة التحول الرقمى إلى جميع المواطنين، لاسيما فى قرى الريف المصري، حيث توفر هذه الخدمات فرصةً هائلة لأبنائنا للتعلم والعمل كمهنيين مستقلين… وخلال زياراته المتكررة لمراكز إبداع مصـر الرقمية ومدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية ومراكز التعهيد، أشاد رئيس الوزراء بما يراه من طاقات شابة مُبدعة ومُؤَهَلَة، يجعلنى أكثر يقينًا بأن العنصرَ البشرى المصرى شديد التفوق فى هذا المجال.. رأيت شبابًا من خلفيات علمية متنوعة- من الحقوق والآداب والتجارة والزراعة والفنون- وقد قرروا العمل والانطلاق فى هذا القطاع الواعد، كما التقيتُ شبابا لم يجدوا فرصة فى مجالاتهم التقليدية، لكنهم امتلكوا الإرادة لإعادة التوجيه المهنى نحو التكنولوجيا، وحققوا نجاحات مُبهرة».. كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولى لما شاهده من شــــركات تعمل على مضاعفة عدد موظفيها خلال أشهر وبعضها يعتمد على متخصصين يعملون من المنزل فى محافظاتهم، ومراكز تعهيد تقدم خدمات متقدمة لشركات عالمية فى مجالات بالغة التخصص، من صناعة البرمجيات للسيارات، إلى الأمن السيبراني، ووصولًا إلى خدمات الذكاء الاصطناعى التوليدي.. ومع إطلاق خدمات الجيل الخامس، تتيح للبنية التكنولوجية فى مصر قفزة نوعية جديدة، تُمكّننا من تسريع التحول الرقمى فى كل قطاعات الدولة، وتحقيق مُستهدفات «مصر الرقمية»، وربط المواطن بخدمات أكثر كفاءة وذكاء.. ويصل رئيس الوزراء فى كلمته الشاملة الجامعة إلى التأكيد من جديد على حقيقة ما ذكره قبل ذلك من إيمانه بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو «قطاع الأمل» ففى وقت يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبري، يواصل هذا القطاع النمو بمعدلات 16 ٪ سنويًا كما أشار السيد الرئيس منذ بضعة أيام، وما زالت فرص النمو فى هذا القطاع عظيمة… ثم يتحدث رئيس الوزراء بقلب مفتوح وكأب لجيل رائع من الشباب أمامه فرصة تاريخية للقفز إلى المستقبل من بوابة التكنولوجيا التى تجعله متصلا ومتفاعلا مع العالم كله على مدار الساعة عبر التقنيات الحديثة.. ويوحه رسالة مهمة لأبنائه الشباب قائلا : هذا وقتكم وهذه فرصتكم. الجيل الخامس ليس فقط سرعة أعلى للاتصال، بل هو تمكين حقيقى لمواهبكم، ولمشروعاتكم الناشئة، ولأفكاركم المبتكرة، ولنظرتكم المختلفة للمستقبل.. وقبل أن يختتم الدكتور مصطفى مدبولى كلمته ينظر إلى الدكتور عمرو طلعت وقادة شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخدمات التعهيد والشباب من رواد الأعمال ويؤكد أن الحكومة المصرية ستواصل دعمها لهذا القطاع بكل ما يلزم، سـواء من حيث البنية التحتية، أو التشريعات، أو التدريب، أو الشراكات الدولية، فنحن ملتزمون بتهيئة المناخ المناسب للاستثمار، داعيا جميع شركاء القطاع الخاص فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستفادة من هذه الإرادة الحكومية الصادقة لدعم تنمية هذا القطاع، وضخ المزيد من الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية والاعتماد على العقول المصرية.. وكما أكد وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت أن الجيل الخامس للمحمول ليس مجرد زيادة سرعات الانترنت ولكنه بداية لمشوار طويل من العمل والابداع والتطوير حتى تظل مصر دائما فى المقدمة وتتبوأ مكانتها اللائقة وترتيبها المناسب فى سباق التكنولوجيا المتسارع الذى يشهد كل ثانيه جديدا مذهلا وكثيرا ومرعبا.. وللحديث بقية.