شاركت المجلس القومى للمرأة فى الندوة العلمية التى تم عقدها للتوعية بمخاطر التدخين فى إطار الاتجاه العالمى لتشجيع المواطنين للامتناع عن التدخين واليوم العالمى للحد من التدخين والذى يحتفل به يوم 31 مايو من كل عام.. واستمعت للعديد من الدراسات التى أعدها عدد من الخبراء المصريين فى مجال الطب والوقاية الطبية وأمراض القلب والسرطان.. الدكتورة سلمى دوارة أستاذ الجراحة بطب القاهرة والدكتورة جميلة نصر رئيس المجلس العلمى للبورد المصرى للقلب والدكتورة نعمة عابد بمكتب منظمة الصحة العالمية فى مصر والدكتورة فاطمة العوا والدكتورة وجيدة عبدالرحمن أنور والدكتور وائل صفوت والدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب سابقاً والدكتور أيمن السيد سالم بطب جامعة القاهرة والدكتورة منى العقاد بطب الفيوم.
أوضحت المناقشات الخطورة الواضحة للتدخين وتأثيرها المدمر على البشر والبيئة، حيث يموت أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً من أمراض سببها التدخين أى حوالى 22000 شخص يومياً ويسبب التدخين حوالى 17٪ من الوفيات الناتجة عن أمراض القلب ونتيجة للتدخين وانتشاره بين النساء توضح الاحصائيات حدوث ست وفيات للنساء بسبب أمراض القلب لكل امرأة واحدة تموت بسبب أمراض سرطان الثدى وانتشار وفيات النساء فى الأعمار الصغيرة بنسبة أعلى من وفيات الرجال فى ذات العمر بسبب أمراض القلب الناتجة عن التدخين.. وبالنظر إلى التأثير السلبى للتدخين على البيئة وتوفير الغذاء للبشر فإنه يمكن تعزيز الأمن الغذائى من خلال استبدال المساحات المستخدمة فى زراعة التبغ بمواد غذائية صالحة للأكل ومقاومة اتجاه الدول الأفريقية لزيادة مساحة الأراضى المنزرعة تبغاً والتى زادت بنسبة 20٪ خلال السنوات الخمس السابقة.
ومن المؤكد تزايد غاز أول أكسيد الكربون فى الجو نتيجة للتدخين وبنسبة تصل لحوالى خمس الغازات الناتجة عن الطائرات التجارية ويسبب استخدام الشيشة أخطاراً أكبر على البشر والبيئة.. حيث إن تدخين شيشة واحدة يساوى تدخين ما بين 40 إلى 45 سيجارة وأن جلوس المواطن بجوار شخص يدخن أربع سجائر يعادل تناوله لسيجارة كاملة.. ويعتبر النيكوتين المادة الأساسية للتبغ من أخطر المواد حيث يستطيع الارتباط بمجرد وصوله إلى الدماغ بالأعصاب ويؤدى إلى زيادة سرعة ضربات القلب وتصبح عضلة القلب أكثر حاجة إلى الأكسجين.
يحتوى التبغ ونواتج احتراقه على آلاف المواد الكيميائية السامة منها الزرنيخ الذى يستعمل أساساً فى إبادة الحشرات وتدخل هذه المادة إلى الرئتين مباشرة، ونتيجة لسياسات شركات التبغ الداعية إلى المكسب المالى دون النظر لصحة البشر وحماية البيئة وصل عدد المدخنين إلى حوالى 1.1 مليار نسمة.. مما أدى إلى زيادة نسبة الإصابات بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسى وتزيد نسبة الإصابة بالأمراض القلبية عند المدخنين بنسبة 70٪ عن الأشخاص غير المدخنين.
ونظراً لاحتواء التبغ على مواد النتروبنزين زادت نسبة الإصابات بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة وما أكثر أصدقائنا وقادتنا الذين توفوا بسبب هذا المرض اللعين وللأسف تقوم الشركات بإضافة مواد مرطبة وكحول من أجل الاحتفاظ بالرطوبة فى التبغ مما يؤدى إلى تصاعد غازات سامة وجزيئات من القطران الصغيرة.. ولمقاومة ظاهرة زيادة معدلات التدخين والاتجاه نحو الشيشة خاصة بين النساء والحد من تأثيرها المدمر على الصحة والبيئة نرى أهمية دراسة أسباب اتجاه الشباب نحو التدخين حيث أوضحت الدراسات أن 45٪ من المدخنين ناتج من رفقاء السوء و10٪ بسبب الوحدة و10٪ بسبب الرغبة فى التباهى ولذلك لابد من استمرار برامج التوعية بالمدارس والجامعات وداخل الأسرة والإعلام بمخاطر التدخين وللدولة دور مهم بمنع استخدام الشيشة فى الكافيهات والقهاوى وتقليل أعدادها وعدم التدخين فى الأماكن المغلقة.. ونظراً لأهمية تحفيز المصريين على الامتناع عن التدخين تقوم الدولة بفرض رسوم مالية على صناعة التبغ كوسيلة لزيادة العبء المالى للمدخنين وقيامهم بمنع التدخين أو تقليله مما يؤدى إلى الحماية الطبية للمصريين.
أيها المصريون التدخين والشيشة كارثة ضد البشر والبيئة ولا فائدة منهما وأرجوكم الاقلاع عن التدخين بصوره المختلفة والأسرة والدولة عليهما دور مهم لحماية أولادنا وأحفادنا من هذا الخطر المدمر.