ألمح الملياردير إيلون ماسك إلى أنه قد يتجه إلى تهدئة التوترات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد أن تفجّر الخلاف بينهما وتحول إلى مواجهة علنية شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتقاد ماسك مشروع القانون الذى قدمه ترامب لخفض النفقات الفيدرالية، واصفا إياه بـ«القذارة المقززة».
الخلاف أخذ منحى شخصيا واتهم ماسك الرئيس الأمريكى بالتورط فى فضيحة رجل الأعمال الأمريكى المنتحر جيفرى إبستين والذى اتهم فى قضايا تحرش بالقاصرات. وقال ماسك فى منشور على منصة «إكس»: «آن الأوان للمفاجأة الكبري، اسم دونالد ترامب موجود فى ملفات إبستين. هذا هو السبب وراء عدم نشرها».
من جهته، أكد الرئيس الأمريكى أنه طلب من إيلون ماسك مغادرة منصبه على رأس هيئة الكفاءة، واصفا إياه بـ«المجنون» ومحذرا من حرمانه من العقود مع الهيئات الحكومية، مع احتدام الانتقادات المتبادلة بينهما. وكتب ترامب، عبر منصته –تروث سوشيال»: «طلبت منه «إيلون» أن يغادر»، مضيفا: أن «الطريقة الأسهل لتوفير المال فى ميزانيتنا، مليارات ومليارات من الدولارات، هو إنهاء الدعم والعقود الحكومية لإيلون».
ويأتى السجال العلنى بين الاثنين بعد أقل من أسبوع على حفل وداعى أقامه ترامب لماسك فى المكتب البيضوى مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة بخفض النفقات الفيدرالية.
من جانبه، أعلن الملياردير الأمريكى عزمه إيقاف تشغيل المركبة «دراجون» الفضائية التابعة لشركته «سبيس إكس»، والتى تُستخدم فى نقل البشر والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية، قبل أن يعود ويغير موقفه ملمّحا إلى أن هناك إمكانية لفترة تهدئة بينه وبين الرئيس.
وكان قطب التكنولوجيا وأغنى شخص فى العالم قد خسر 34 مليار دولار من ثروته الشخصية فى نهاية يوم الخميس، وفقا لمؤشر «بلومبرج للمليارديرات»، بعد ساعات من دخوله فى صدام مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقا لـ»بلومبرج»، ستكون هذه ثانى أكبر خسارة على الإطلاق فى تاريخ المؤشر، ولا يسبقها سوى تراجع أكبر لماسك فى نوفمبر 2021.
وتعتبر هذه الخسارة قطرة فى بحر بالنسبة لرئيس «تسلا» و»سبيس إكس». فحتى قبل ساعات فى 5 يونيو 2025، كان لا يزال أغنى شخص فى العالم، بصافى ثروة يبلغ حوالى 334 مليار دولار.
وتراجعت أسهم «تسلا» بنسبة 14 ٪، الخميس، ما أدى إلى محو أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة السيارات الكهربائية.
وكانت هذه أكبر خسارة فى القيمة السوقية ليوم واحد على الإطلاق، وفقا لموقع فاكستست.
من ناحية أخري، خيمت حالة من القلق على الجمهوريين فى الولايات المتحدة خشية أن يتحول إيلون ماسك إلى عدو قوى للحزب، فى ظل تصاعد الخلاف بينه والرئيس دونالد ترامب.
ونقلت «إن بى سي» نيوز الأمريكية عن مصادر داخل الحزب الجمهورى مخاوف من أن يستهدف ماسك مقاعدهم فى الانتخابات النصفية لعام 2026، مما يعرض وجودهم السياسى للخطر.
كما أشارت إلى أن بعض المشرعين بدأوا يدركون أن الصراع بين ترامب وماسك قد يكون له عواقب وخيمة.
وذكرت القناة تصريحا لمستشار لم تذكر اسمه مقرب من ماسك، قال فيه: «إنه «ماسك» لا يهتم بالجمهوريين.. سيدمرهم، وسيفعل ذلك بلا تردد».
وتابع: «نحن نعلم أن الجمهوريين سيفقدون السيطرة على مجلس النواب»، مشيرا إلى أن ماسك لن يقدم الدعم المالى الذى كان متوقعا، والبالغ 100 مليون دولار، للجان السياسية التابعة لترامب.
وكان ماسك قد زعم خلال تراشقه اللفظى مع ترامب أن الرئيس الأمريكى وصل إلى البيت الأبيض بفضله وأن الجمهوريين حصلوا على أغلبية الكونجرس بسبب جهوده.
وعلى المنصة ذاتها التى أطلقها ماسك لدعم ترامب والمرشحين الجمهوريين، حذر الملياردير الأمريكى من تداعيات مشروع قانون الضرائب والإنفاق، الذى يطرحه ترامب، حيث كتب عبر منصة إكس، «إذا أفلست أمريكا، فلن تكون هناك أهمية لأى شيء آخر».
كما أعاد إيلون ماسك نشر مقطع فيديو لجزء من مقابلة سابقة لرجل الأعمال الأمريكى ومهندس البرمجيات البارز مارك أندريسن مع مقدم البودكاست الشهير جو روجان تحدَّث فيه عن حجم فوائد الدين العام الحكومى الذى يفوق ميزانية وزارة الدفاع.
وقال أندريسن: «تدفع الحكومة الفيدرالية اليوم فوائد على الدين العام أكثر مما تنفقه على ميزانية وزارة الدفاع. ندفع 1.2 تريليون دولار سنويا فقط كفوائد على الدين. إجمالى الإنفاق الحكومى يبلغ نحو 7 تريليونات دولار».
وبعد هذا الخلاف العلنى غير المسبوق، أظهر استطلاع رأى سريع عبر الإنترنت، أجرته شركة «يوجوف»، أن الأمريكيين يؤيدون ترامب على حساب ماسك، مع أن الكثيرين أكدوا نيتهم البقاء خارج الصراع تماما.
وأيد الجمهوريون ترامب بقوة، بنسبة 71 ٪ مقابل 6 ٪، بينما رفض 12 ٪ تأييد أى منهما، أما الديمقراطيون، فلم يؤيدوا أيا منهما فى الغالب، ولكن من بين من اختاروا، أيد 11 ٪ ماسك مقابل 4 ٪ فقط لترامب. وأُجرى الاستطلاع عبر الإنترنت على 3812 أمريكيا.
فى المقابل، طرح الملياردير الأمريكى استبيانا عبر حسابه على منصّته «إكس» بشأن إمكانية تأسيس حزب سياسى جديد يمثل الغالبية الصامتة من المواطنين الأمريكيين، وذلك بعد ساعات من خلافه مع الرئيس دونالد ترامب.
وكتب ماسك فى منشوره: «هل حان الوقت لتأسيس حزب سياسى جديد فى أمريكا يُمثل فعليا 80 ٪ من الوسطيين؟».
وبعد نحو 6 ساعات على نشر الاستبيان صوت نحو 3.5 مليون شخص 81 ٪ منهم يتفقون مع فكرة إنشاء حزب جديد.