سعدت بتكريم الهيئة الوطنية للاعلام للمذيعة سلمى الشماع وهى إحدى نجمات جيل السبعينيات فى التليفزيون المصرى، وأذكر أننا شاهدناها لأول مرة فى برنامج »النادى الدولى« مع النجم الراحل سمير صبرى والمذيعة فريدة الزمر، وكانت تجيد الحديث باللغة الفرنسية بطلاقة بالإضافة إلى ثقافتها السينمائية، ومنذ الدورة الأولى لمهرجان القاهرة السينمائى عام 1976 كانت سلمى الشماع هى المذيعة القادرة على استضافة ضيوف المهرجان من نجوم السينما الأجانب وتسألهم عما ما يدور فى ذهن المشاهد المصرى وهذه أول شروط المهنية فى العمل الإعلامى.
ومع بداية الثمانينيات سافرت للعمل فى راديو مونت كارلو فى فرنسا وقت إدارة المذيع الراحل حكمت وهبى، وحققت هناك شهرة كبيرة على المستوى العربى لأن راديو مونت كارلو كان محطة المنوعات الكبرى للناطقين بالعربية، وبعد عودتها إلى القاهرة قدمت برنامج »زووم« وهو أنجح برنامج سينمائى فى تلك الفترة، وكانت حريصة على السفر مع الأفلام المصرية التى تشارك فى مهرجانات السينما فى العالم، وحققت نجاحاً كبيراً مع مخرجى الواقعية الجديدة مثل عاطف الطيب ومحمد خان ورأفت الميهى وخيرى بشارة وداود عبدالسيد وأجرت الحوارات الناجحة مع كل هؤلاء بالإضافة إلى المخرجين العرب محمل ملصى وسمير ذكرى ونورى بوزيد ونبيل المالح ودريد لحام وقدمت هؤلاء للمشاهد المصرى.
وكانت سلمى الشماع تشارك الإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله فى تغطية مهرجان »كان« وتستضيف نجوم السينما الفرنسية والأوروبية على الشاشة المصرية ومن هنا فهمى تنتمى بحق إلى الجيل الذهبى للإعلام المصرى فى ماسبيرو، ومن خلال برنامج »زووم« دخلت كواليس تصوير الأفلام المصرية فى الاستوديوهات ووقفت إلى جانب صناعة السينما المحلية التى اقتحمت معارك كثيرة من أجل البقاء فى أوقات عصيبة.
وأجرت حوارات مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وتوفيق صالح وهندى بركات وفاتن حمامة وكمال الشيخ وعمر الشريف، وكما قال المخرج الكبير يسرى نصر الله كانت سلمى الشماع تنتصر لقضايا السينما المصرية وتقف فى صف الفنان المصرى.
وعندما بدأ العمل فى إنشاء قطاع القنوات المتخصصة كانت أول رئيسة لقناة النيل للمنوعات، وقامت بتدريب جيل جديد من المذيعين والمذيعات الشباب للوقوف أمام الكاميرا لأول مرة ونقلت إليهم خبرتها الكبيرة كإعلامية وخبيرة فى مجال تقديم برامج المنوعات.
أتمنى استمرار فكرة الكاتب أحمد المسلمانى فى تكريم نجوم الإعلام المصرى مثل سلمى الشماع، والدكتورة درية شرف الدين وسناء منصور وسهير شلبى ونجوى إبراهيم وفريدة الزمر وجاسمين طه زكى الذين جعلوا السينما المصرية بنجومها وأفلامها تضئ شاشة ماسبيرو.