قلت فى الجزء الأول من هذا المقال إنه يجب أن نتوقف كثيرًا أمام ما تحقق خلال الـ11 عامًا الماضية ومازال يواصل البناء والإصلاح خاصة إذا تأملت ما حدث من تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة تواجه الدولة المصرية وطرقت العديد من التساؤلات المهمة أبرزها ماذا لو لم تحقق الدولة المصرية هذه الإنجازات على صعيد القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة التى تمكنها من التصدى والصمود والثبات فى مواجهة هذه التحديات، والشموخ والندية واستقلال القرار الوطنى أمام الضغوط والابتزاز والتهديدات المحيطة من كل اتجاه، يقينًا لولا ما تحقق لكانت الأمور قاسية وصعبة، وربما كارثية فى عدم القدرة على مجابهة هذه التحديات المتلاحقة، وهل كانت الدولة ستصمد أمام تداعيات جائحة «كورونا»؟ والتى أغلق فيها العالم أبوابه، وتقطعت سبل الإمداد والتوريد فى العالم والذى تحول إلى شبه عزلة، لولا ما حققته الدولة المصرية على صعيد الإصلاح والتنمية والمشروعات العملاقة، التى ساهمت فى توفير احتياجات المصريين، وأيضا ما شهدته المنظومة الصحية فى مصر من تطورات وقفزات كبيرة ساهمت فى رفع قدرات الدولة فى مجابهة آثار وتداعيات الجائحة، ثم جاء نجاح الدولة المصرية فى الصمود أمام تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية والتى أدت إلى تأثر منظومة الإمداد والتوريد فى العالم، وارتفاع فاتورة التأمين وزيادة الأسعار والطاقة ومعدلات التضخم، لذلك فإن ما تحقق خلال السنوات الماضية فى جنى ثمار رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الإصلاح والبناء والتنمية والتركيز على معالجة الثغرات ونقاط الضعف وتوقع هذه الأزمات والتحديات وامتلاك القدرة على المواجهات، فما تحقق من طفرة زراعية غير مسبوقة ساهم فى تخفيف هذه التداعيات، وأيضا الرؤية والفكر فى الإدارة الاستباقية لمثل هذه الأزمات فى التوجه نحو امتلاك مخزون واحتياطى استراتيجى من السلع والاحتياجات الأساسية يصل إلى مدة عام كامل ولا يقل عن ستة أشهر، بالإضافة إلى المشروع القومى لإنشاء صوامع الغلال والحبوب ذات السعات المليونية بالإضافة إلى المخازن الإستراتيجية للمواد البترولية كل ذلك جسد القدرة على تلافى تداعيات الأزمات مبكرًا.
والسؤال المهم أيضا، ماذا لو لما تقم الدولة المصرية بالقضاء على العشوائيات التى كانت تمثل إساءة للمواطن المصري، خاصة مع النمو السكانى وما هى تداعيات استمرار هذه الظاهرة؟ ولو لم تقض الدولة بإرادة رئاسية صلبة على العشوائيات ونقل سكان هذه المناطق إلى مناطق حضارية تتوفر فيها كافة متطلبات الحياة الكريمة وبناء الإنسان؟
التساؤلات كثيرة، حول عظمة وعبقرية ما جرى وما تحقق فى الـ11 عامًا ممثلاً جدارًا لحماية لوجود واستقرار الدولة المصرية وقدرتها على مجابهة التحديات والتهديدات والمخاطر والضغوط وعلى المستوى الإستراتيجى والأمنى أو الأمن القومى المصري، كانت ومازالت الرؤية الرئاسية جديرة بالاحترام والتقدير وتدعونا كمواطنين للفخر بما حققه هذا القائد العظيم فى تمكين الدولة المصرية من أعلى درجات القوة و القدرة والجاهزية والردع، وإذا مددت البصر من حولك مصر لإصابتك الصدمة من هول ما يجرى فى المنطقة ويحيط بالدولة المصرية من كل الاتجاهات الإستراتيجية ليس هذا فحسب بل تهديدات فى البر والبحر والجو، وانظر إلى الحدود المصرية من جميع الاتجاهات، غربًا الدولة الليبية الشقيقة التى مازالت تعانى من أزمة وجود حقيقية منذ 2011 وانقسام حاد، وتهديد لوحدة وسلامة أراضيها، وتدخلات خارجية، ومرتزقة وميليشيات إرهابية، وهو ما يتطلب يقظة ورفع استعداد وجاهزية بأعلى المستويات لحماية الحدود الغربية، وهو ما ينطبق أيضا على الحدود الجنوبية حيث السودان الشقيق الذى يعانى من اقتتال أهلى وأطماع خارجية، ومخططات أجنبية وهذه الأزمة السودانية تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصري، لكن قوة وقدرة ويقظة الدولة المصرية، ووجود جيش مصر العظيم الذى بات الجيش الأقوى فى المنطقة، وهناك أيضا تحد وجودى يواجه الدولة المصرية وتهديد مباشر فى ظل ما يجرى فى قطاع غزة من حرب إبادة يشنها جيش الاحتلال فى ظل حكومة نتنياهو المتطرفة لتحقيق أوهام السيطرة واحتلال غزة والضفة وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن وهو ما تصدت له مصر بقوة وبموقف حاسم وقاطع لتعلن للعالم لا لتصفية القضية الفلسطينية ولا تهجير للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم لأى مكان آخر بشكل عام وعلى حساب الأراضى والأمن القومى بشكل خاص فهذا خط أحمر، وما كان لمصر أن تتخذ مثل هذه المواقف القوية والراسخة والشريفة لولا أنها تستند على أرض شديدة الصلابة، وقوة وقدرة على مجابهة كافة السيناريوهات والاحتمالات وما كان لمصر أن تستطيع أن تدير ظهرها لضغوط رهيبة، وغطرسة، وابتزاز، تقوده أقوى وأكبر دولة فى العالم، ترفض مصر المساس بسيادتها على أرضها أو أمنها القومى أو مقدراتها، أو إجبارها على اتخاذ قرارات لا تمثل إرادتها فى استهداف قوى فى المنطقة، فمصر لا تتحرك إلا بما يحقق مصالحها، ووفقًا لتقديراتها وحساباتها وقرارها الوطنى النابع من إرادتها ثم أيضا التهديدات فى البحر الأحمر، وحماية قناة السويس أهم مجرى ملاحى ثم أيضا.
ماذا لو لم يتخذ الرئيس السيسى قراره التاريخى بتطوير وتحديث جيش مصر العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح؟ بحيث بات فائق القدرة والثقة فى تنفيذ المهام المقدسة فى حماية الوطن من كافة الاتجاهات الإستراتيجية وفى البر والبحر والجو، والحفاظ على الأمن القومى المصرى فى ظل هذه الحرائق المشتعلة فى المنطقة والأطماع المتنامية، والمخططات الخبيثة لذلك أقول دائمًا لك أن تتخيل ماذا لو لم تحقق الدولة المصرية هذا الإصلاح والتطوير والبناء والتنمية وامتلاك القوة والقدرة والردع.. لذلك تحية للقائد العظيم الرئيس السيسي.. تحيا مصر.









