فى أجواءٍ تحفُّها السَّكينة والطمأنينة، تدفَّقت جموع الحجيج إلى عرفات، منذ الصباح أمس، على صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من الناروسط تهليل وتكبير، وحمد لله على أنْ مَنَّ عليهم بأداء الفريضة.
واكتملت اللوحة الإيمانيَّة بتلك المشاهد الإنسانيَّة للجهات الأمنيَّة والخدميَّة، وهى تمد يد العون للحجيج على كافَّة المستويات حتَّى يؤدُّوا مناسكهم بكل يسر وسهولة . ووفرت فى مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام، حامدين العلى القدير على ما هداهم إليه.
توافد حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة فى مشعر عرفات للاستماع إلى خطبة عرفة، وأقاموا بأداء صلاتى الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبى المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وخطب وقام بإمامة المصلين الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، فى خطبة يوم عرفة، أن التقوى هى السبيل إلى الفلاح، وهى جوهر الدين وسبيل النجاة فى الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أنها تعنى التمسك بدين الله، والعمل بشرعه، خوفًا من عقابه ورجاءً لثوابه.
وقال : «اتقوا الله بفعل أوامره وترك مناهيه، فإن الله يحب المتقين، وجعل العاقبة للتقوي»، مضيفًا أن التقوى سبب للحصول على خيرى الدنيا والآخرة، وهى عنوان المؤمنين، وسر استقامتهم وثباتهم.
وتوجه خطيب عرفة بالدعاء لفلسطين قائلا: اللهم تول شأن اخواننا فى فلسطين اللهم أشبع جائعهم وأوى مشردهم، وآمن خائفهم، واكفهم شر اعدائهم.
وتحول دعاء الإمام إلى دعاء عام بين كل الحجاج بأن ينصر الله فلسطين ويحمى ارضها ومقدساتها ومسجدها الاقصي.
وشهد المسجد انسيابية فى حركة الدخول وتنظيمًا محكمًا من قبل الجهات المعنية، وسط خدمات متكاملة وفرها القائمون على شؤون الحج، لضمان راحة الحجاج وسلامتهم داخل المسجد وفى محيطه، مع توفير المياه والتهوية والمظلات، بما يتناسب مع طبيعة الأجواء.
فى الوقت ذاته، قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين بالترجمة الفورية والمباشرة لخطبة عرفة، بأكثر من 34 لغة عالمية؛ لتصل إلى أكبر عددٍ ممكن من المسلمين حول العالم، وذلك انطلاقًا من مبدأ «البلاغ المبين»، وإيصال رسالة الإسلام السمحة إلى مختلف شعوب العالم بلغاتهم، وتعزيز التواصل مع المسلمين وغير المسلمين، بما يعكس مكانة السعودية فى خدمة الحرمين الشريفين والحجاج.
توجه حجاج بيت الله الحرام، بعد غروب شمس امس التاسع من شهر ذى الحجة، إلى مشعر الله الحرام مزدلفة. وعقب وصولهم إلى مزدلفة قاموا بأداء صلاتى المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة النبى محمد، واقاموا هذه الليلة فى مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر اليوم الجمعة، عيد الأضحي، لرمى جمرة العقبة ونحر الهدي.
واتسمت عملية انتقال جموع الحجيج من عرفات الى مزدلفة بالانسيابية والمرونة، حيث واكبت قوافلهم متابعة أمنية مباشرة لتنظيمها حسب خطط التصعيد والتفويج، وإرشادهم، وتأمين السلامة اللازمة لهم
و قال شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، فى تصريحات «للجمهورية› أنه حرص على تفقد مخيمات حجاج السياحة المصريين فى مشعر عرفات، واطمأن على أوضاع الحجاج والتأكد من توفير كافة الخدمات اللازمة لهم.. مشيرا الى أن كل ما تم الاتفاق عليه منذ 6 اشهر خلال لقائه مع الجانب السعودى تم تنفيذه وذلك بهدف توفير أعلى سبل الراحة للحجاج المصريين.
وأشاد وزير السياحة والآثار، بالدور الكبير الذى تقوم به المملكة العربية السعودية فى تنظيم موسم الحج، مؤكدًا أن الجهود السعودية الاستثنائية هذا العام عكست مستوى عاليًا من الاحترافية والتنظيم الدقيق.مشيرا الى أن التنسيق المستمر بين الجانب المصرى والجهات السعودية المعنية كان له أثر إيجابى كبير فى تسهيل الإجراءات الخاصة بالحجاج المصريين.
وأكد فتحى أن الشركات السياحية التزمت حتى الان بتوفير وسائل نقل حديثة ومكيفة، وتقديم خدمات متميزة فى الإعاشة والإقامة، إلى جانب توفير الدعم والرعاية للحجاج على مدار الساعة، وهو ما ساهم فى خلق أجواء مريحة وآمنة لهم أثناء تأدية المناسك. وشدد على أن هذه الجهود تستحق كل التقدير، لا سيما فى ظل التحديات اللوجستية التى يفرضها موسم الحج.
وأشار إلى أن الوزارة تتابع عن كثب أداء الشركات، وتثمن التزامها الكامل بتعليمات البعثة الرسمية، مؤكدًا أن الوزارة ستواصل دعمها لكل شركة ملتزمة، وستتعامل بحزم مع أى مخالفة حفاظًا على مصلحة الحاج المصرى وسمعة السياحة المصرية.
و أعلنت سامية سامى نجاح عملية تصعيد حجاج السياحة من مكة المكرمة إلى مشعر عرفات، ووضع خطة محكمة لعملية تفويج حجاج السياحة من عرفات إلى المزدلفة وقت النفرة ،
ومن جهته أكد أحمد إبراهيم، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة عضو اللجنة العليا للحج السياحي، أن مخيمات حجاج السياحة بمنى جاهزة لاستقبال الحجاج، لافتا إلى وجود لجان ميدانية بجميع تلك اللجان لمتابعة تقديم الخدمات للحجاج، موضحا أنه سيتم تقديم 3 وجبات غذائية للحجاج يوميا ( فطار – غداء – عشاء )، فضلا عن العصائر والمثلجات والمشروبات الساخنة والباردة على مدار اليوم.
وأشار يسرى السعودى عضو اللجنة العليا للحج، وعضو مجلس إدارة غرفة السياحة إلى أن كافة المخيمات التى يقيم بها حجاج السياحة مصنوعة من مواد مضادة للحريق، ومزودة بأجهزة تكييف، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم 3 وجبات طعام يومية للحجاج ( فطار – غداء -عشاء ) خلال فترة تواجدهم بمخيمات منى وعرفات فضلا عن المثلجات والمشروبات والعصائر التى تقدم لهم على مدار اليوم .