اليوم عرفة.. «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً» صدق الله العظيم.
اليوم، أعظم الأوقات استجابة للدعاء.. ندعو الله ونلح عليه فى الدعاء.. تكبيراً وتسبيحاً وحمداً.. ندعو بأكثر ما دعا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «لا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير».
إنه يوم المغفرة والرحمة.. فيه يتجلى الله على عباده بالعتق من النار.
فيه يغفر الله ذنوب السنة السابقة وذنوب السنة القادمة.
إنه فرصة، علينا أن نغتنمها قرباً إلى الله ومراجعة للنفس.
نعم، نراجع أنفسنا مع الله عز وجل.. علاقتنا بالله الخالق البارئ المصور، علاقتنا مع «أم الدنيا» أمنا التى لا بديل عنها، علاقاتنا بمؤسساتنا الوطنية وقيادتنا وجيشنا.. علاقاتنا بما حباه الله لنا من ثروات ومقدرات وتراث وتاريخ.. علاقاتنا بمن حولنا.. نجبر خاطر الأشد احتياجاً بيننا ولا نتعالى على أحد بمالنا أو علمنا أو منصبنا.
اليوم، نرفع أكف الدعاء إلى الله، أن يحفظ الله مصرنا أمناً وأماناً، سخاءً رخاءً، وأن يرعى جندها ويبارك ثرواتها ومقدراتها، وأن يحفظ الله رئيسها وزعيمها وقائدها، وأن يلهمه التوفيق والرشاد والسداد.
نرفع أكف الدعاء إلى المولى عز وجل، أن يحفظ الله «أم الدنيا» من مؤامرات أهل الشر، وعبث أرباب الفتن ومخططات المفسدين فى الأرض والحالمين بالسيطرة على العالم- كل العالم- بلا حسيب ولا رقيب.
نبتهل إلى الله أن يرزقنا فى العام القادم الوقوف بعرفات.. اللهم بأجسامنا وأرواحنا، وأن نتطهر من خطايانا كما يتطهر الثوب الأبيض من الدنس.. نعود إلى أوطاننا كيوم ولدتنا أمهاتنا أبرياء أطهاراً.
ندعو الله عز وجل ألا يعاقبنا بما فعل السفهاء منا، وأن يرحم ضعفنا وضعف أشقائنا المنكوبين فى غزة من النساء والأطفال والشيوخ والعجائز، ويرحم سائر المجاهدين فى فلسطين وسائر بلاد العالمين.
ندعوه عز وجل أن يرحم موتانا، وأن يهلك أعداءنا، وأن يمدنا بمدد من عنده وينصرنا على كل من يضمرون لنا الشرور والمكائد، وأن يرد عنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين ومكر الخبثاء الكاذبين، وأن تحسن يارب ختامنا.
نلح على الله بالدعاء، أن يحفظ الله لمصر نيلها وماءها وأرضها وسماءها وثرواتها ومقدراتها وسائر أبنائها.
فى يوم عرفة، نراجع علاقتنا ببلدنا «أم الدنيا».. مصر التى تقف شامخة شجاعة لا يرهبها تهديد، ولا نهتز لوعيد.. ولا تغريها الوعود والتريليونات وحذف الديون والمديونيات وإغراق مصر بالاستثمارات.. فإنها يارب الأرض المباركة التى كفلتها بحمايتك «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وجعلت من جنودها خير أجناد الأرض.. إنها لا تبيع ثوابتها ولا تحيد عن مبادئها.. ولو أضحت وحيدة فريدة.
يارب اصرف عن «أم الدنيا» شياطين الإنس والجن.. وارزق أهلها من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر.
احفظها يارب من تجار الشعارات.. والمتاجرين بالقيم والأديان.. احفظها يارب من الإخوان المجرمين، ومن على شاكلتهم.. ارحمها وارحم شعبها من تجار الأزمات والمتاجرين بآهات الناس وأوجاعهم.. اضرب يارب أقوى الضربات على أيدى المحتكرين للسلع، والذين يحجبونها يضاعفون أسعارها لكسب المزيد من المال الحرام، يملأون بطونهم وبطون أولادهم سحتاً وناراً.
احمنا يارب واحم الضعفاء والأكثر احتياجاً فينا من المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.
أرنا فى المستغلين من أصحاب المخابز ومن ينقصون وزن الرغيف، الذين غابت ضمائرهم فاستغلوا ضعف الرقابة، أرنا فيهم يارب آية تردعهم وتعيدهم إلى صوابهم.
يارب عونك ومددك وقوتك، تحمى يارب قيادتنا وجيشنا ومؤسساتنا الوطنية.. فإنا قد وهبنا أرواحنا ودماءنا لها فداءً، نذود عن أرض الوطن ومقدساته وموارده ومقدراته ولو كلفنا ذلك حياتنا.
يارب ساعدنا نقف مع مصرنا فى خندق الشرف والكرامة، ولو صرنا وحدنا.
يارب عليك بجيوش الذباب الإلكترونى، الذين لا يريدون لمصر خيراً، يروجون الأحاديث الإفك وفبركات الشر والكذب، يارب أنهم لا يتركون عملاً ولا إنجازاً إلا هالوا عليه التراب واستهدفوه بأحط الأكاذيب وأسوأ الافتراءات.
يارب هيئ لنا الخير والقوة، أن نرفع من مستوى وعى شبابنا بما يحيط بمصرنا ومستقبلهم من مخاطر ومؤامرات، نحميهم يارب من مساوئ السوشيال ميديا وأفكارها النكراء.
يارب فى يوم عرفة، اجعلنا يارب نجبر خواطر كل الناس، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، المستور منهم ومن هو فى حاجة.
يارب أنر عقولنا وضمائرنا كما نرى بقلوبنا هؤلاء الذين نحسبهم أغنياء من التعفف وهم فى الحقيقة يحتاجون، واحفظهم يارب من كل شر وحاجة.
يارب فى يوم عرفة، استر عيوبنا واشرح صدورنا.